إسطنبول – أ ف ب: علّقت الحكومة التركية مهام رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو مع إيداعه السجن، أمس، بتهمة “الفساد”، بعدما أثار توقيفه الأربعاء الماضي موجة واسعة من الاحتجاجات لم تشهد تركيا مثيلاً لها منذ 12 عاماً.
ونُقل إمام أوغلو، الذي يعدّ المعارض الأبرز للرئيس رجب طيب أردوغان، إلى سجن مرمرة الذي يعرف أيضاً باسم سيليفري غرب إسطنبول مع عدد من المتهمين، حسبما أفاد حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه ووسائل إعلام تركية.
كذلك، أعلنت السلطات تعليق مهام رئيس البلدية الذي ندّد باتهامات “غير أخلاقية ولا أساس لها”.
وتعهد إمام أوغلو عدم الرضوخ. وفي رسالة نشرها عبر محاميه على منصة “إكس”، دعا أنصاره إلى “عدم فقدان الأمل” و”عدم الإصابة بالإحباط” وقال: “سنمحو، يداً بيد، وصمة العار السوداء هذه عن ديموقراطيتنا”، مضيفاً: “لن أرضخ والأمور ستكون على ما يرام”.
في وقت سابق من أمس، أمر قاض بسجن رئيس بلدية إسطنبول بتهمة “الفساد”. وندد حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، بـ”انقلاب سياسي”.
وجاء ذلك فيما رفض القضاء التركي طلب احتجازه بتهمة “الإرهاب”، على ما أفاد أحد محاميه وناطق باسم بلدية إسطنبول وكالة فرانس برس.
وأعلن محاموه أنه سيتم استئناف قرار سجنه.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل: إنّ “أكرم إمام أوغلو في طريقه إلى السجن ولكنه أيضاً في طريقه إلى الرئاسة”.
ودعا حزب الشعب الجمهوري مجدداً سكان إسطنبول للتجمّع أمام مبنى بلدية العاصمة الاقتصادية لليوم الخامس على التوالي.
ومنذ الأربعاء، يتجمّع عشرات الآلاف من الأشخاص كلّ ليلة أمام المبنى لدعم إمام أوغلو.
في محاولة لتفادي وقوع اضطرابات، مددت سلطات ولاية إسطنبول حظر التجمعات حتى مساء الأربعاء، وأعلنت قيوداً على الدخول إلى المدينة على الأشخاص الذين يحتمل أن يشاركوا في التجمعات، من دون أن تحدد كيف ستنفذها.
وتوسعت موجة الاحتجاجات التي أثارها توقيف إمام أوغلو في أنحاء تركيا، ووصلت إلى نطاق غير مسبوق منذ حركة احتجاجات جيزي الحاشدة العام 2013 والتي انطلقت من ساحة تقسيم في إسطنبول.
وخرجت تظاهرات في 55 محافظة على الأقل من أصل 81 في تركيا، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس، وشهدت صدامات مع شرطة مكافحة الشغب.
وأسفرت المواجهات عن توقيف مئات الأشخاص في تسع مدن على الأقل، وفقاً للسلطات.
وقالت الصيدلانية آيتن أوكتاي (63 عاماً) لوكالة فرانس برس في إسطنبول: “ستستمر الاحتجاجات. الأمة صامدة ولن تنحني”. وشهدت إسطنبول تعليق مهام اثنين من رؤساء البلديات المحلية الذين اعتُقلوا في الوقت ذاته مع أكرم إمام أوغلو بتهمة “الفساد” و”الإرهاب”.
وأعلنت محافظة إسطنبول أن مجلس بلدية المدينة سينتخب نائباً للرئيس الأربعاء.
وردّاً على الاحتجاجات، تعهد أردوغان الذي كان رئيساً لبلدية إسطنبول في التسعينيات، عدم الاستسلام لـ”إرهاب الشوارع”.
على الصعيد الدولي، نددت باريس وبرلين بالإضافة إلى رؤساء بلديات العديد من المدن الأوروبية الكبرى بتوقيف إمام أوغلو الأربعاء.
وأصبح أكرم إمام أوغلو (53 عاماً) رئيساً لبلدية العاصمة الاقتصادية للبلاد في العام 2019 بعد فوزه على مرشّح حزب العدالة والتنمية الذي قاد بلدية إسطنبول على مدى 25 عاماً.
