تدمير البيئة واستهداف مصادر الحياة في غزة.. جانب من أوجه الحقد الصهيوني

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تحوّلت كافة الصور الحياتية في قطاع غزة إلى مجرد ذكريات، بعد أن لم يترك العدوان الصهيوني الغاشم شيئًا من مُقوّمات العيش إلا ودمّره، كي لا تبقى لأي فلسطيني على هذه الأرض فرصة للحياة، فلا ينجو أحد من القصف والقتل المباشر، حتى يجد مصدرًا آخر للموت البطيء، كالجوع والمرض والتلوث وغيرها مما خلّفته وحشية الاحتلال في الحرب المدعومة غربيًّا للقضاء على بقايا الصمود الفلسطيني في غزة.

تحذيرات متعددة من هيئات ومنظمات محلية وعالمية من استمرار تلك الجرائم التي يتعمد الاحتلال من خلالها قطع السبل على أي فلسطيني يبحث عن الحد الأدنى من أسباب الحياة، من بينها استمرار أزمة نفاد الوقود وانعكاسه الكبير والخطير على توفير الخدمات الإنسانية الأساسية للمواطنين.

تنعكس هذه الأزمة على كافة الاستخدامات اليومية، من تشغيل مولدات كهربائية، وسيارات إسعاف، وآليات البلديات، فضلا عن الاحتياج المستمر للقطاع الطبي في تشغيل الأجهزة الحيوية اللازمة لإنقاذ المرضى.

لم يكتف الاحتلال بقطع إمدادات الوقود، لتشغيل الطاقة الكهربائية، بل تعدى ذلك ليدمر محطات الطاقة الشمسية، التي تمثل عاملاً مساعدًا لإمداد المرافق البيئية والحيوية في القطاع؛ حيث تقول بلدية غزة إن الاحتلال دمّر 6 مرافق للطاقة الشمسية تغذي مرافق خدماتية وحيوية في المدينة منذ بدء العدوان.

وأشارت إلى أن مرافق الطاقة الشمسية التي دمرها الاحتلال تشمل عدة مرافق حيوية، منها: وحدات الطاقة الشمسية في بركة تجميع مياه الأمطار في حي الشيخ رضوان، والطاقة الشمسية في سوق معسكر الشاطئ، وطاقة مبنى رقم 3 في المبنى الرئيسي، وطاقة مبنى الإنارة، وطاقة محطة المعالجة بمنطقة الشيخ عجلين، وطاقة مبنى رقم 4 في مقر بلدية غزة الرئيس.

أزمة بيئية

مع تعطيل آليات البلديات والخدمة المدنية، تعطلت كل الخدمات المعنية بإصلاح وتنقية البيئة في قطاع غزة، فيما عمد الاحتلال من جهة أخرى إلى تدمير مرافق الصرف الصحي، ما أحدث كارثة صحية وبيئية خطيرة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي للشوارع وشاطئ البحر، وبرك تجميع مياه الأمطار.

فقد دمر الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان نحو 90 آلية تابعة لبلدية غزة من مختلف الأحجام وتشمل آليات لجمع وترحيل النفايات وآليات للمعالجة الصرف الصحي، وآليات ثقيلة للنقل وورشة الصيانة، وجرافات، وسيارات خاصة بالأعمال الإدارية ولجنة الطوارئ، وآليات خزان لنقل المياه، ما أدى لتكدس نحو 70 ألف طن من النفايات في الشوارع وقرب مراكز الإيواء.

وأشارت بلدية غزة إلى أن الأضرار والتدمير شمل أيضًا تدمير نحو 30 ألف متر من شبكات الصرف الصحي، و5 آلاف متر من شبكات تصريف مياه الأمطار، ما ينذر بوقوع كارثة صحية بانتشار الأمراض والعدوى الناتجة عن هذا التلوث.

وإمعانًا في تدمير البيئة بكافة صورها، اقتلعت قوات الاحتلال نحو 50 ألف شجرة وجرف ألاف الدونمات المزروعة، وتعمد تجريف جزر الشوارع المزروعة بالأشجار وكذلك الحدائق العامة ومزارع المواطنين في مناطق مختلفة.

حرب تعطيش

وتعاني كافة مدن قطاع غزة منذ بدء العدوان من فقدان مصادر المياه واحدة بعد الأخرى بسبب استهداف الاحتلال الصهيوني لها؛ حيث دمر الاحتلال نحو 40 بئرًا للمياه و9 خزانات للمياه بأحجام مختلفة، بشكل كلي وجزئي و42 ألف متر طولي من شبكات المياه بأقطار مختلفة.

وتسبب قطع الاحتلال لمصادر المياه ونفاد الوقود اللازم لتشغيل الآبار في أزمة وحالة عطش كبيرة في المدينة، ومن هذه المصادر خط “ما كروت” الذي يغذي مدينة غزة بنحو 25 % من احتياجاتها من المياه من الداخل، وكذلك الآبار التي دمرها والتي تصل نسبتها نحو 60 % من العدد الإجمالي للآبار التي كانت تعمل في المدينة قبل بدء العدوان والبالغ عددها قبل بدء العدوان نحو 80 بئرًا، بالإضافة إلى تدمير وتضرر محطة التحلية في شمال المدينة والتي تغذي المدينة بنحو 10 % من احتياجاتها اليومية.

تدمير الآثار

ويتعمد جيش الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان استهداف المباني والرموز الأثرية والتاريخية، في محاولة منه لمحو الذاكرة الفلسطينية والقضاء على تاريخها العريق.

وقد دمر الاحتلال مسجد العمري الكبير بقصفه بشكل مباشر، وهو من أقدم وأكبر المساجد في قطاع غزة وفلسطين ويقع في قلب البلدة القديمة ويعتبر من أهم معالم مدينة غزة على مر التاريخ.

ومن المباني الأثرية التي استهدفها الاحتلال مبنى بلدية غزة القديم، وقصف مبنى رئاسة بلدية غزة الأثري، وقصف كنيسة القديس “برفيريس” وقصر الباشا الأثري، وبيت آل السقا بحي الشجاعية، ومسجد بن عثمان بحي الشجاعية، ومباني أثرية قديمة في المدينة.

وكذلك لحق التدمير الصهيوني للآثار الفلسطينية بسوق الزاوية في البلدة القديمة، وهو من أهم الأسوق وأقدمها في المدينة، ويمثل قيمة معنوية ورمزية للمدينة والحركة التجارية والاقتصادية فيها.

أحياء وأموات

جرائم الاحتلال التي يمارسها الاحتلال الإسرائيل منذ بدء عدوانه في السابع من أكتوبر، تجاوزت الأحياء الذين يعيشون على أرض قطاع غزة، لتصل إلى الأموات في باطنها، فقد استهدف الاحتلال العديد من المقابر في كافة مناطق قطاع غزة وتعمد تجريف المقابر ونبش القبور في مخالفة للشرائع والديانات السماوية والقوانين الدولية.

وارتكب الاحتلال جريمته في مقابر مختلفة في مدينة غزة على سبيل المثال، منها: مقبر باب البحر مقابل المستشفى المعمداني، وكذلك مقبرة التوينسي بحي الشجاعية، ومقبرة البطش في حي التفاح، ومقبرة بن مروان بحي الدرج، ومقبرة الشيخ رضوان، والعشرات من المقابر الأخرى العامة والخاصة.

كما قام الجنود بتجريف أجزاء كبيرة من المقابر ونبش القبور ودوسها بالدبابات وتجريف أسوارها وإخراج الجثث من القبور نتيجة التجريف العشوائي للقبور.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة