[[{“value”:”
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
تستعد جماعات الهيكل المتطرفة، الثلاثاء المقبل، لتنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، وتسجيل رقم قياسي في أعداد المستوطنين المقتحمين خلال ما يُسمى ذكرى “خراب الهيكل”، في الوقت الذي وثقت تقارير صحفية صورًا لمجموعة من المتدينين الإسرائيليين وهم يتدربون على ممارسة طقوس ذبح البقرة الحمراء أمام الأقصى.
ودعت جماعات الهيكل المزعوم أنصارها لأكبر حشد لاقتحام المسجد الأقصى في ما تسمى ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم في التاسع من آب حسب التقويم العبري، والتي توافق بعد غد الثلاثاء (13 آب/أغسطس الجاري).
وغيظا من تسمية “طوفان الأقصى”، دعت الجماعات للاقتحام تحت شعار “طوفان جبل الهيكل” تقليدا للتسمية الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، وأضافت في منشور لها على فيسبوك “سنطهر جبل الهيكل من تلوث الاسلام ونثبت لحـMـاس والعالم أجمع أن جبل الهيكل هو أقدس مكان بالنسبة لنا، وسنبني الهيكل الثالث قريبا”.
وبدأت هذه الجماعات بحشد أنصارها وجمهور المستوطنين لأجل تنفيذ الاقتحامات والانتهاكات الاستفزازية ضد الأقصى، وسط إجراءات مشددة بدأت شرطة الاحتلال بفرضها على المقدسيين، ولاسيما حملة الإبعاد عن المسجد المبارك.
وضمن استعداداتها أيضًا لإحياء هذه الذكرى، دعت الجماعات المتطرفة المستوطنين إلى المشاركة في سلسلة بشرية حول سور القدس المحتلة مساء اليوم الأحد، يُرفع خلالها أعلام الاحتلال.
وتحل ذكرى “خراب الهيكل” في التاسع من أغسطس حسب التقويم العبري، ويعتبر اليهود هذه الذكرى يوم حزن وحداد على تدمير “هيكل سليمان” على يد البابليين.
وترى الجماعات المتطرفة في هذه الذكرى “يومًا لتجديد العهد مع إزالة الأقصى من الوجود، وتأسيس الهيكل المزعوم، ولتحقيق قفزات عملية في سبيل ذلك، وتسعى خلاله إلى فرض أكبر عدد من المقتحمين في كل عام”.
وتأتي هذه الاستعدادات، وسط دعوات فلسطينية لتكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى، للتصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم.
ودائما تستبق شرطة الاحتلال هذه الذكرى بحملة إبعادات عن الأقصى، تطال عشرات المقدسيين والمصلين والشخصيات المقدسية، في محاولة لإتاحة المجال أمام المستوطنين لاستباحة المسجد.
توظيف الذكرى لاقتحامات استفزازية
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن “جماعات الهيكل” تُوظف هذه الذكرى في سبيل فرض مزيد من الوقائع على المسجد الأقصى، والانتهاكات والاقتحامات الاستفزازية، وأيضًا فرض روايتها التلمودية المزورة.
ويوضح أبو دياب أن الجماعات المتطرفة بدأت استعداداتها لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، وأداء مزيد من الطقوس والصلوات التلمودية داخله، لإحياء ذكرى “خراب الهيكل”، في محاولة لتغيير الواقع القائم بالمسجد، بحسب “صفا”.
وينبه إلى أن هذه الذكرى تُشكل هذا العام خطورة كبيرة وكارثة حقيقية على المسجد المبارك، كونها تأتي في ظل ظروف عصيبة تختلف عن الأعوام السابقة.
ويعتقد الباحث المقدسي أن هذا اليوم سيكون صعبًا ووبالًا على الأقصى، وربما الأخطر منذ احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967، وذلك بسبب تراخي الوقوف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية ونصرة الأقصى.
وتتخلل ذكرى “خراب الهيكل” زيادة في أعداد المقتحمين للأقصى وأداء طقوس وصلوات تلمودية علنية داخله، بحيث يرتدي المستوطنون “لباس الكهنة” أثناء الاقتحام، فضلًا عن “الانبطاح أرضًا، والسجود الملحمي”.
تدريب على طقوس ذبح البقرة الحمراء أمام الأقصى
وفي سياق متصل أفاد موقع “ميدل إيست آي” الإخباري البريطاني بأن مجموعة من المتدينين الإسرائيليين جرى تصويرهم وهم يتدربون على ممارسة طقوس البقرة الحمراء، التي تهدف إلى التبشير ببناء معبد يهودي جديد في موقع المسجد الأقصى المبارك.
ونشر الصحفي الإسرائيلي ينون مغال صورة لناشطين من معهد الهيكل بجانب بقرة حمراء، وعلق عليها بالقول إن مصلين في المعبد “يؤدون الآن، صلاة البقرة الحمراء أمام جبل الهيكل، الذي سيمكنهم من استعادة الطهر والمحافظة على جميع طقوس المعبد”.
والبقرة الحمراء هي واحدة من الطقوس الدينية التي يؤمن اليهود بوجوبها للتطهر من نجاسات الموتى، التي لا تزول عندهم سوى برش المتنجس بالماء المخلوط برماد “بقرة حمراء” خالص لونها، لا يعتريها عيب، ولم تُسخر للخدمة أو الحمل على ظهرها قط.
ووفقا لتقرير الموقع البريطاني، فإن رماد البقرة الحمراء شرط لبناء معبد يهودي ثالث في القدس. وتقول الجماعات اليهودية المتطرفة إن هذا المعبد يجب أن يتم بناؤه على الهضبة المرتفعة في مدينة القدس القديمة، حيث يقع المسجد الأقصى ومصلى قبة الصخرة.
ويقول أليكس ماكدونالد، مراسل ميدل إيست آي، في تقريره إن البقرة الحمراء التي تدربت عليها مجموعة المتدينيين -وظهرت في صورة الصحفي مغال- ليست في الغالب من بين العجول الخمس الحمراء من مستوطنة شيلو، بل مجسم لها.
ويظهر الموقع التقليدي لإجراء الطقوس اليهودية -وهو جبل الزيتون- في الخلفية على الجانب الآخر من المسجد الأقصى، مما يشير إلى أن هذه الممارسة كانت تتم داخل البلدة القديمة، بحسب التقرير.
“}]]