تحذير أممي من مجاعة كبيرة في غزة.. وغضب شعبي من المؤسسات الدولية

حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم السبت من تفاقم مستويات الجوع في قطاع غزة المحاصر، وسط ازدياد حالات الموت جوعا في القطاع.

وأعرب مفوض عام الوكالة فيليب لازاريني في مؤتمر صحفي عن قلقه من انتشار الجوع الذي لم يشهده قطاع غزة من قبل، مؤكدا أن جميع سكان القطاع يعانون من اليأس والجوع والذعر.

وقال إن السكان يوقفون شاحنات المساعدات ويأخذون الأكل منها، ويتناولونه فورا، وهذا ما يدل على يأسهم وجوعهم، وفق تعبيره.

وأضاف أنه يشعر بالفزع جراء ما سماها حملات “تشويه السمعة” التي تستهدف الفلسطينيين ومن يساعدهم، معتبرا أن الأونروا أحد أهداف الحرب الإسرائيلية على القطاع أيضا.

كما استنكر لازاريني “المستويات المتزايدة باستمرار من اللا إنسانية” وانعدام التعاطف العالمي تجاه ما يعيشه سكان غزة.

وكان ناشطون أفادوا خلال الأيام الماضية بوفاة أطفال تضوروا جوعا في شمال قطاع غزة، في حين أفاد مسؤول أممي أمس الجمعة بأن نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع.

وتتحكم سلطات الاحتلال بعدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة من معبر رفح، إذ يجب أن تخضع للتفتيش في إسرائيل قبل دخولها، في حين تتكدس آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية في الجانب المصري من معبر رفح.

وتحتاج غزة يوميا إلى ألف شاحنة من الإمدادات والمساعدات، مثل حليب الأطفال، والإمدادات الإغاثية والتموينية، والبضائع والسلع الأساسية للأسواق، والأجهزة الطبية، وآليات الإنقاذ والدفاع المدني، بحسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة.

غضب شعبي من المؤسسات الدولية

ويتصاعد الغضب في الشارع الفلسطيني على أداء المؤسسات الدولية، كما يظهر في الأحاديث الشعبية والمقابلات على وسائل الإعلام، وفي مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين المحتلة.

في بداية الحرب على قطاع غزة، اتهمت فصائل فلسطينية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بــ”الانسياق” في مشروع الاحتلال لـ”تهجير أهالي شمال غزة”، حسب وصفها، من خلال حصر إدخال المساعدات الإنسانية على مناطق الجنوب.

منظمة الصليب الأحمر نالت الحصة الأكبر من “الغضب”، في الشارع الفلسطيني، بعد “اتهامها” بعدم القيام بالدور المطلوب منها في متابعة الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، كما جاء في منشورات ومقابلات على وسائل إعلام محلية ودولية، بالإضافة لـ”عدم تقديم محاولات لمساعدة النازحين والمرضى والجرحى والتجمعات السكنية” التي تعرضت لمجازر.

في الأيام الأولى من الحرب، وثق نشطاء وفلسطينيون في قطاع غزة مشاهد انسحاب قافلة تحمل موظفين في الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية، من مناطق محافظة غزة وشمالها، “انصياعاً لتهديدات جيش الاحتلال”، كما عبَر عنها قطاع واسع من الشعب الفلسطيني في القطاع، وترك أهالي غزة والشمال في مواجهة “حرب التجويع” وتدمير القطاع الطبي وقصف المنازل وقتل المدنيين في الشوارع، كما أكدت مؤسسات حقوقية مختلفة، في تقاريرها المتوالية.

بعد “الهدنة المؤقتة” التي استمرت، لمدة أسبوع، كشفت وزارة الصحة عن استشهاد 5 من الأطفال الخدج، في مستشفى النصر، بعد أن تركوا لوحدهم فيه عقب محاصرته من قبل قوات الاحتلال. نشطاء اتهموا منظمة “الصليب الأحمر” بأنها تجاهلت المنشادات لإنقاذ الأطفال الذين نشرت صور قاسية لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تحللت أجسادهم، ورغم “المبررات” التي حاولت المنظمة تقديمها للجمهور الفلسطيني إلا أن “الغضب” بقي يتصاعد، بعد أن أكد النشطاء أن ما قاله الصليب الأحمر في بيانه “لا يرقى إلى مستوى تبرير ما حصل من جريمة مع الأطفال الخدج”، حسب وصفهم.

وزارة الصحة التي لم تتوقف منذ اللحظات الأولى عن توجيه المناشدات للمؤسسات الحقوقية الدولية، لتوفير الدواء والمستلزمات العلاجية لمستشفيات القطاع، وحمايتها من عدوان الاحتلال، وإخراج الجرحى، وغيرها من القضايا التي أصبحت جزء من الحرب على المجتمع الفلسطيني، أعلنت قبل أسابيع عن وقف التنسيق مع عدة مؤسسات دولية بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، من داخل مركبة إسعاف كانت ضمن موكب نظمته مؤسسات دولية إلى جنوب القطاع، دون أن “تبادر هذه المؤسسات أو تقدم تفسيراً لما حصل”، وفقاً للوزارة.

وفي كل مناطق غزة التي تعرضت للحصار من قبل جيش الاحتلال، وقتل المدنيين واقتحام مدارس النازحين، قال الأهالي إن مناشدتهم للصليب الأحمر من أجل إخراجهم من وسط الموت الذي كان يتربص بهم، وأخذ معه مئات المدنيين، “لم تجد نفعاً”. بينما واصلت المنظمة الدفاع عن نفسها بالقول إنها “لا تملك إجبار الاحتلال على السماح لطواقمها بالوصول لهذه المناطق”.

المقارنات بين تعامل ممثلي المنظمة مع أسرى الاحتلال الذين أفرج عنهم، خلال أيام “التهدئة المؤقتة”، ومع الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لحملة قمع وحشية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، انتشرت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

المحتوى ذو الصلة