عقب نجاح ثورة أكتوبر 1917 واستيلاء البلاشفة على السلطة، عاشت روسيا على وقع أهوال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 5 سنوات وانتهت بمقتل ما يزيد عن 7 ملايين شخص. ومع نهاية الحرب الأهلية، نجح البلاشفة، بقيادة فلاديمير لينين، في بسط نفوذهم على كامل أرجاء البلاد تزامناً مع إعلانهم عن قيام الاتحاد السوفيتي.وغير بعيد عن روسيا، مثلت الثورة البلشفية مصدر إلهام للشيوعيين الصينيين الذين وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه ضد القوميين بقيادة شيانغ كاي تشيك (Chiang Kai-shek). فيما عاشت، خلال الفترة الأولى من الحرب الأهلية الصينية، منطقة كانتون (Canton)، المعروفة حالياً بغوانزو (Guangzhou)، عام 1927 على وقع تمرد مسلح قاده الشيوعيون.تمرد كانتونيوم العاشر من ديسمبر 1927، نظّم الشيوعيون الصينيون تمرداً مسلحاً بمدينة كانتون. فالتحق الآلاف من العمال بالشيوعيين وأغلقوا الطرقات معلنين العصيان ضد سلطات الحزب القومي الذي بسط نفوذه على مناطق واسعة من الصين بتلك الفترة. وحسب التقديرات، بلغ عدد المتمردين الذين رفعوا السلاح، بكانتون، بوجه القوميين حينها حوالي 20 ألف عنصر.ومع سيطرتهم على أجزاء واسعة من كانتون، أعلن
عقب نجاح ثورة أكتوبر 1917 واستيلاء البلاشفة على السلطة، عاشت روسيا على وقع أهوال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 5 سنوات وانتهت بمقتل ما يزيد عن 7 ملايين شخص. ومع نهاية الحرب الأهلية، نجح البلاشفة، بقيادة فلاديمير لينين، في بسط نفوذهم على كامل أرجاء البلاد تزامناً مع إعلانهم عن قيام الاتحاد السوفيتي.
وغير بعيد عن روسيا، مثلت الثورة البلشفية مصدر إلهام للشيوعيين الصينيين الذين وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه ضد القوميين بقيادة شيانغ كاي تشيك (Chiang Kai-shek). فيما عاشت، خلال الفترة الأولى من الحرب الأهلية الصينية، منطقة كانتون (Canton)، المعروفة حالياً بغوانزو (Guangzhou)، عام 1927 على وقع تمرد مسلح قاده الشيوعيون.
تمرد كانتون
يوم العاشر من ديسمبر 1927، نظّم الشيوعيون الصينيون تمرداً مسلحاً بمدينة كانتون. فالتحق الآلاف من العمال بالشيوعيين وأغلقوا الطرقات معلنين العصيان ضد سلطات الحزب القومي الذي بسط نفوذه على مناطق واسعة من الصين بتلك الفترة. وحسب التقديرات، بلغ عدد المتمردين الذين رفعوا السلاح، بكانتون، بوجه القوميين حينها حوالي 20 ألف عنصر.
ومع سيطرتهم على أجزاء واسعة من كانتون، أعلن الشيوعيون إنشاء مجلس سوفيتي ووعدوا بإجراء إصلاحات واسعة تضمنت الترفيع في الأجور ومساعدة العاطلين عن العمل ومراقبة أرباب العمل بالمصانع والمؤسسات واعتماد الزراعة المشتركة ومصادرة منازل البورجوازيين.
إلى ذلك، دعمت موسكو الشيوعيين الصينيين وتفاءلت بنجاحهم في السيطرة على أجزاء واسعة من كانتون. وانطلاقاً من ذلك، تحدث المسؤولون بموسكو عن إمكانية حصولهم على حليف شيوعي جديد بالشرق لكسر العزلة التي عانى منها الاتحاد السوفيتي منذ نهاية الحرب الأهلية الروسية.
إعدام الدبلوماسيين السوفيت
في الأثناء، لم يدم تمرد الشيوعيين بكانتون طويلاً. فبحلول يوم 13 ديسمبر 1927، تمكن القوميون من استعادة معظم أرجاء المنطقة قبل أن يباشروا بعمليات تمشيط، وأعمال انتقامية، لملاحقة المسلحين الشيوعيين.
وفي خضم هذه الأحداث، حاصر القوميون مقر القنصلية السوفيتية بكانتون واستعدوا لاقتحامه. وأمام هذا التهديد، أمر القنصل بوريس بوخفالينسكي (Boris Pokhvalinsky) العاملين بالقنصلية بإتلاف جميع الوثائق السرية لتجنب وقوعها بقبضة القوميين. ومع استيلائهم على مبنى القنصلية، اعتقل القوميون الصينيون يوم 13 ديسمبر 1927 جميع الدبلوماسيين السوفيت. وبالساعات التالية، أجبر القوميون الدبلوماسيين المعتقلين على السير، مكبّلين، بشوارع كانتون لإهانتهم.
في اليوم التالي، أعدم القوميون الصينيون عدداً من الدبلوماسيين السوفيت رمياً بالرصاص. فيما كان من ضمن القتلى حينها، نائب القنصل أبراهام هاسيس (Abraham Hassis) والسكرتير الأول فلاديمير أوكولوف (Vladimir Ukolov) ومسؤول التشفير والرسائل فيودور بوبوف (Fyodor Popov) والمترجم بافل ماكاروف (Pavel Makarov).
من جهة ثانية، وافق القوميون على إطلاق سراح القنصل بوريس بوخفالينسكي وترحيله لبلاده. وفي الفترة التالية، أصدر المسؤول القومي شيانغ كاي تشيك أوامر بغلق جميع القنصليات والسفارات السوفيتية بالصين وطرد الدبلوماسيين السوفيت من البلاد.