غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“ألا يكفي أنهم يأخذون أحبابنا وبيوتنا وعائلاتنا وحتى موسيقانا وذكرياتنا؟ أين يتوقف الظلم؟!”.، بهذه الكلمات المفعمة بالألم والقهر كشف حمادة عازف موسيقي فلسطيني في منشور له على منصة إنستغرام، حين أكد أن أحد الجيتار الذي ظهر يعزف عليه أحد الجنود الصهاينة على ركام البيوت يعود له.
وأكد حمادة أنّها “الذكرى الأخيرة” من والده المتوفى عام 2014، فيما سارع الجندي الصهيوني الذي يدعى متان كوهين إلى الإسراع بحذف المقطع من حسابه.
هذا المشهد غيضٌ من فيضٍ، ممّا يقوم به جنود الاحتلال من سرقات بيوت الغزيين بعد أن يعيثوا فيها فسادا وذلك باعتراف صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، التي كشفت صراحة عمّا يسمّى بـ “وحدة الغنائم” في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات بالجيش والتي صادرت الأموال التي تم ضبطها، من بين أمور أخرى في منازل الغزيّين.
“وحدة الغنائم” تواصل النهب
وأكدت الصحيفة العبرية أنّ “جيش الاحتلال الإسرائيلي استولى على 5 ملايين شيكل، تم تحويلها إلى القسم المالي بوزارة الدفاع”.
وهكذا بعد 70 يوما من القصف والاعتداءات على غزة، الأمر الذي أدلى لاستشهاد نحو 19 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 50 ألفا آخرين، فضلا عن الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع الفلسطيني المحاصر لا يقف الأمر عند هذا الحد، فيزيد الاحتلال فجاجته وإجرامه عبر “السرقة الممنهجة” لأهل غزة.
ليس هذا فحسب، بل يواصل جنود الاحتلال التدمير والتخريب لكل شيء يمكن أن يوفر فرصة حياة لأهل غزة، وفي مقطع آخر يوثق حجم الإجرام، يظهر جندي إسرائيلي يقوم بتدمير مكتبة فلسطينية في مخيم جباليا في قطاع غزة، بينما كان الجنود الآخرون يضحكون في الخلفية.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فكل شيء أصبح مستباحة للجنود الصهاينة في غزة، فالحليّ والمجوهرات، والدراجات والسيارات وكل ما يمكن أن يتمّ الانتفاع به يتباهى جنود الاحتلال بسرقته، ويطلقون لأنفهم العنان بالاحتفال بذلك ويوثقون جرائمهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “معاريف” في تحقيق أجرته عن هذه الجريمة، حيث تتساءل “هل قام جنود جيش الدفاع الإسرائيلي بسرقة أموال من المواطنين الفلسطينيين أثناء العمليات العسكرية؟”.
وأكدت الصحيفة في تحقيقها أن سكان منطقة الفخاري في قطاع غزة اتهموا مقاتلي الكتيبة 51 التابعة لغولاني، بأنّهم استغلوا حظر التجول المفروض على السكان لسرقة مبالغ مالية من منازلهم التي تركت دون مراقبة.
جيش فاشي بلا أخلاق مع سبق الإصرار
والمفارقة، أنّه وعلى الرغم من استمرار المسؤولين الإسرائيليين بالتبرؤ من هذه الأفعال الشائنة، وأنها تعبر عن تصرفات فرديات ولا تمثل أخلاق جيش الاحتلال، لكنّ الصحافة العبرية كشفت خسّة ووضاعة جنود جيش الاحتلال حين كشفت أنه يسرق المستوطنين كذلك ولم يكتف فقط بسرقة بيوت الفلسطينيين.
وكشفت صحيفة “ذا ماركر” الإسرائيلية، في وقت سابق عن قيام عناصر جيش الاحتلال بعمليات نهب وسرقة لمنازل المستوطنين في غلاف غزة، بعد أن هجروها إثر عملية “طوفان الأقصى” في السابع من الشهر الجاري.
ونقلت الصحيفة عن سكان المستوطنات الذين تم إجلاؤهم من منازلهم قولهم، إن المنازل تعرضت للتخريب، ونهبت أشياء ثمينة في بعضها على يد جنود جيش الاحتلال.
وقال رئيس المجلس الإقليمي في أسدود في حينه، إنه تلقى العديد من شكاوى بهذا الخصوص، وفتح جيش الاحتلال تحقيقًا بشأنها.
وأكد مستوطنو الغلاف أن المنازل تم اقتحامها وتخريبها، وبقيت في بعضها الأشياء الثمينة القليلة على ما يبدو من قبل عناصر جيش الاحتلال الذين يقيمون في المنطقة لأغراض عملياتية.
ولعل الأشد مرارة اليوم، ما كشفته تقارير وشهادات طبية في قطاع غزة المنكوب، أنّ جيش الاحتلال يمارس سرقة وجريمة أكبر تتمثل بسرقة أعضاء الشهداء، في مشهد بغاية البشاعة والإجرام فوق الإبادة الجماعية المتواصلة.