[[{“value”:”
بيروت –المركز الفلسطيني للإعلام
الموت والدمار يلاحق الفلسطينيين حيثما حلوا أو ارتحلوا، من غزة إلى لبنان تقتل إسرائيل الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء، وتدمر منازلهم، وتزرع في ربوعهم الخوف والقهر، إلا أن الصمود سمة مشتركة بين شعبين مصيرهما واحد، وهدفهما واحد، وهو حرية فلسطين وتحرير الأقصى.
ومع استمرار إسرائيل بدك الضاحية الجنوبية لبيروت، ينال مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين المجاور، نصيبه من التدمير والقصف، ما دفع بجزء كبير من سكانه للنزوح منه إلى مناطق يعتقدون أنها أكثر أمنًا، في حين أن إسرائيل تقصف المناطق كافة بلا أي رحمة.
نزوح 80 % من سكان برج البراجنة
وقال مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة عيسى الغضبان: إن أكثر من 80% من سكان المخيم اضطروا للنزوح من المخيم إلى شمال لبنان، وجزء إلى مناطق الجبل هربًا من نار القصف المتزايد على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت والملاصقة للمخيم.
وأضاف الغضبان في تصريحات صحفية تابعها المركز الفلسطيني للإعلام أن جغرافيا المخيم الملاصقة للضاحية يؤدي لسماع الغارات الإسرائيلية بشكل قوي، وأحيانًا كثيرة تصل الشظايا والحجارة إلى المخيم، في حين نال بعض المنازل الدمار.
وأشار إلى أن من تبقى من سكان المخيم، يغادرونه ساعات معينة، ويعودون عند شعورهم ببعض الهدوء، مشيرًا إلى أن الحركة داخل المخيم أصبحت شبه معدومة بسبب النزوح الكبير للسكان، مع إغلاق معظم المحال التجارية، إلا أن المؤسسات داخل المخيم ما زالت قائمة، وتعمل على تقديم الخدمات الأساسية لبقية السكان وبعض النازحين الذين ما زالوا يحتاجون إلى الدعم.
يأتي ذلك، في وقت يواصل الاحتلال “الإسرائيلي” تصعيد غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفاً مربعات سكنية، وسط نزوح كبير للأهالي، في إطار استمرار العدوان منذ الاثنين 23 أيلول/ سبتمبر الفائت، وأوقع مئات الشهداء المدنيين وآلاف الإصابات.
أكبر مخيمات بيروت
وأنشئ المخيم في لبنان عام 1948م، بالقرب من قرية برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، ويقع على بعد كيلو مترين من مطار بيروت الدولي.
وتبلغ مساحته كيلومترا مربعا، ويعد من أكبر مخيمات منطقة بيروت، من حيثُ المساحة والكثافة السكّانيّة، والأكثر معاناة بين مخيمات بيروت ويبلغ عدد سكانه الـ25 ألف نسمة.
طلب الأمان
اللاجئ الفلسطيني في مخيم برج البراجنة أبو محمد المعسلي (45 عامًا) يقول لمراسلنا إنه اضطر للنزوح من مخيم برج البراجنة نظرًا لحجم القصف المهول الذي يستهدف ضاحية بيروت الجنوبية القريبة من المخيم.
وأضاف أنه هرب بأطفاله من المخيم، إلى مناطق شمال لبنان، طلبًا للأمن، مؤكدًا أن الفلسطيني واللبناني هم سواء في الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان.
وأكد أن المقاومة اللبنانية ستلقن الاحتلال درسًا لن ينساه، كما فعلت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن على الجميع التحلي بالصبر والمسؤولية.
وأشار إلى أن الصمود والإرادة هما سمة الفلسطينيين، وهذه ليست المحنة الأولى، فتاريخ فلسطين ولبنان مليء بالتحديات والمعارك مع الكيان الصهيوني.
وأوضح أن منزله الواقع على أطراف مخيم برج البراجنة تعرض لأضرار كبيرة جراء استمرار القصف، حاله حال منازل الكثيرين من سكان المخيم، حيث منازل ضعيفة ومهترئة.
“}]]