[[{“value”:”
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام
قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس، باسم نعيم، إن الشعب الفلسطيني لن يقبل أي وجود عسكري أو أمني غير فلسطيني في غزة، مقدما ملامح عن رؤية حركته لشكل الحكم بعد وقف الحرب على القطاع.
وأكد القيادي في حماس أن مطلب حركته يتمثل في وقف إطلاق النار، مشددا على أن “أي طفل فلسطيني اليوم لو سألته عن الحد الأدنى من الشروط التي يمكن أن نقبلها للوصول إلى وقف النار قد تكون متقدمة على ما قدمناه من طلبات في هذه المفاوضات”.
وأضاف نعيم -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت على هامش فعاليات مؤتمر الفصل العنصري الذي نظمته جنوب أفريقيا خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار الجاري- أن هذا “المؤتمر يمثل إضافة نوعية في صراعنا في هذه المرحلة ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول” وبما تمتلكه جنوب أفريقيا من خبرة طويلة في مكافحة الفصل العنصري.
وعن أهمية هذا المؤتمر للقضية الفلسطينية، قال نعيم إن الجلسات وورش العمل هدفها تشكيل مؤسسة منظمة ومهيكلة، وخلال شهور أو عام يكون هناك إعلان رسمي عن تشكيل مؤسسة الحركة الدولية لمناهضة الفصل العنصري ضمن أهداف إستراتيجية محددة ورؤية محدد
ونفى عضو المكتب السياسي كذلك ما يقال عن نقل مكاتب حماس من قطر، وتوجه إلى القيادة السياسية في الدوحة بالشكر لما يقدمونه من دعم لكل الشعب الفلسطيني وفي المحافل الدولي.
واستنكر نعيم بشدة قيام إسرائيل بالسيطرة على معبر رفح، وقال إن ذلك “يمثل اعتداء صارخا على واقع الاتفاقيات الدولية، فنحن نتكلم عن حدود مصرية فلسطينية، وهذا المعبر جزء من هذه الاتفاقيات”.
فإلى تفاصيل الحوار..
ما أهمية مؤتمر جنوب أفريقيا للفصل العنصري الإسرائيلي بالنسبة للقضية الفلسطينية؟
نحن هنا في جنوب أفريقيا للمشاركة في المؤتمر العالمي لإطلاق حركة دولية من أجل مناهضة الفصل العنصري، ونعتقد أن هذا المؤتمر في هذه الدولة تحديدا بما تملكه من خبرة طويلة في مناهضة نظام الفصل العنصري، وفي وجود هذه الكفاءات الدولية المتعددة من كافة الأقطار، يمثل إضافة نوعية في صراعنا في هذه المرحلة ما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وبالتأكيد العدو الصهيوني يستند إلى قوتين في قدرته على الاستمرار وفي بقائه:
الأولى هي قوته على الأرض السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهذه القوة على الأرض يتعامل معها الفلسطينيون من خلال انتفاضاتهم ومقاومتهم بأشكالها المختلفة، وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة.
والثانية هي قوة الدعم الدولي، لكن اليوم هناك إطلاق لحركة جديدة لتواجه العدو الصهيوني في المساحة الأخرى والأهم وهي الحماية الدولية والدعم الدولي الذي يتمتع به الاحتلال على مدار هذه العقود الطويلة، وبالتالي كان لا بد من إطلاق حركة عالمية لمناهضة الفصل العنصري.
وعدّد عضو المكتب السياسي في حماس أسباب إنشاء هذه الحركة، ومنها:
عزل الاحتلال وملاحقة مجرمي الحرب.
العمل من أجل تفكيك هذا الكيان وإنهاء الاحتلال كاملا.
ومن أجل كل ذلك نشكر دولة جنوب أفريقيا بكل مكوناتها السياسية والمجتمعية والدينية على هذا الجهد المستمر والمتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول في دعم الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي أو القانوني أو على المستوى الشعبي، وأيضا على المستوى محاسبة مجرمي الحرب وملاحقتهم.
هل التمثيل الرسمي الفلسطيني يتناسب مع قيمة هذا المؤتمر وأهميته؟
هذا المؤتمر ليس نشاطا رسميا تتبناه الحكومة، وإنما هو نشاط من متضامنين سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات، وهنا في جنوب أفريقيا وجود فلسطيني يمثل فعاليات فلسطينية مثل حركة المقاطعة “بي دي إس” أو مؤسسات وجمعيات ناشطة في مجال التضامن الدولي، أو حتى فعاليات من معظم الفصائل الفلسطينية.
وليس الهدف من هذا المؤتمر هو النقاش مع الفلسطينيين أو مستوى تمثيلهم، فهذا الأمر تم تجاوزه، لأنه حاصل ومتحقق على مدار الشهور الماضية، واليوم هدفنا هو كيف يمكن أن نجمع هذا الحراك الدولي تحت مظلة واحدة تهدف إلى تحقيق هدف أساسي، هو كيف يمكن أن نصل إلى تفكيك هذا المشروع الصهيوني العنصري الاستعماري.
كيف ستبني المقاومة الفلسطينية على هذا المؤتمر وتستثمر مخرجاته؟
المقاومة الفلسطينية مشاركة في هذا المؤتمر مثل بقية مكونات الشعب الفلسطيني ومعظم المتضامنين الدوليين، فالمؤتمر ليس مؤتمرنا وإنما دُعينا للمشاركة فيه بحكم موقعنا في الخارطة الفلسطينية، ونتوقع أن يعلن المؤتمر عن خطة تنفيذية لتشكيل مظلة لتحقيق الهدف النهائي بتفكيك هذا المشروع الاستعماري.
ولذلك ما تم في المؤتمر من ورش عمل كان بهدف الخروج بخطة تنفيذية يتم بناء عليها تشكيل مؤسسة منظمة ومهيكلة بناء على مخرجات هذا اللقاء، وخلال شهور أو عام يكون هناك إعلان رسمي عن تشكيل مؤسسة الحركة الدولية لمناهضة الفصل العنصري ضمن أهداف إستراتيجية محددة ورؤية محددة.
هل هناك مقر مقترح لهذه المؤسسة؟
لا، الأمر متروك للجنة التحضيرية، ومثل هذه النقاط قد تكون في مرحلة لاحقة، وجنوب أفريقيا هي أفضل المواقع للقيام بهذا الدور، باعتبار أن الفكرة مبادرة منها، وأنها تمتلك تاريخا طويلا وخبرة في مناهضة الفصل العنصري، هي دولة تقع منتصف الطريق في كثير من المعايير بالنسبة للحركة الجغرافية وبالنسبة للموقف السياسي، وبالنسبة لعلاقاتها مع الشرق والغرب.
هل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة كان حاضرا في نقاشاتكم؟
غزة كانت حاضرة في كل النقاشات سواء في الكلمات الافتتاحية أو اللقاءات الجانبية أو في ورش العمل، ولم تكن هناك إمكانية لتغييب غزة، لأن هذا المؤتمر نفسه لو دعي إليه قبل عام مثلا فلن يكون هناك تفاعل بهذا الحجم المعمَّد بالدماء والأشلاء والشهداء، وفي ظلال هذا الحراك الدولي لعزل الكيان في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وأعتقد أن كل هذا ألقى بظلاله، وبالتالي أنا أتصور أن غزة كانت حاضرة في كل زاوية من زوايا هذا المؤتمر.
قالت حماس منذ أيام إن الرد الإسرائيلي على ملف التفاوض أرجع المفاوضات إلى المربع الأول.. فما الخطوة القادمة من قبلكم؟
نحن منذ اللحظة الأولى للانخراط في العملية التفاوضية أدركنا أن حكومة نتنياهو الفاشية لا تريد الوصول إلى وقف إطلاق النار، ويهربون من هذا الاستحقاق إلى الأمام بمزيد من العدوان ومزيد من القتل ومزيد من الدمار، وهروبا من المسؤولية التي ستلي اليوم الأول بعد وقف إطلاق النار، وهو المحاسبة على الفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول وما بعده، وبالتالي الذهاب إلى السجن أو على الأقل انتهاء مسيرتهم السياسية.
ولأننا لدينا هدف واضح من اللحظة الأولى وهو الوصول إلى وقف إطلاق النار من أجل وقف هذا العدوان والمجزرة ولحماية شعبنا سواء الأشخاص أو المقدرات أو حماية غزة وبقية الوطن العزيز، قدمنا كثيرا من المرونة لأننا في سبيل حماية شعبنا مستعدون للذهاب إلى أبعد مكان، وحاولنا أن نوازن بين متطلبات إنهاء هذه المعركة بما يحمي تضحيات شعبنا الكبيرة والغالية، وأن نحقق لشعبنا في نهاية هذه المعركة انتصارا حقيقيا يمكن أن نجنيه لاحقا، مثل التخلص من الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، إضافة إلى إعادة بناء غزة من جديد.
ولكن للأسف الشديد -كما هو معلوم للجميع بمن فيهم الوسطاء وكثير من المكونات على المستوى الدولي- لا يريد (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو أن يصل إلى اتفاق، ولذلك رد على قبولنا العرض الذي وصلنا من الوسطاء باجتياح مدينة رفح.
ومنذ ذلك اليوم وهو مستمر في ارتكاب المجازر في رفح، بل ومدد هذا العدوان إلى مدينة غزة في حي الزيتون وشمال قطاع غزة في جباليا، وارتكب عشرات المجازر.
وبالتأكيد نحن مصرون على الهدف الأساسي وهو العمل بكل السبل من أجل وقف إطلاق النار ووقف هذا العدوان، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نقبل أن يفرض علينا بالقوة والاجتياحات حل لن يقبله أي طفل فلسطيني.
ولا يمكن أن نقبل عدم عودة النازحين إلى بيوتهم أو إنهاء الحصار وإعادة إعمار غزة بعد 7 شهور من بقاء الاحتلال في القطاع، ولا يمكن أن نقبل إلا بوقف تام لإطلاق النار مما يمنع العدو من تكرار عدوانه بعد أن يتسلم أسراه.
نحن أخبرنا الوسطاء بأننا وصلنا إلى طريق مسدود، ومع ذلك ما زلنا ملتزمين بأنه يمكن أن ننخرط في أي مفاوضات إذا وافق العدو الصهيوني -وخاصة نتنياهو- على شروط المقاومة للوصول إلى وقف إطلاق النار.
وُجهت لحماس سهام النقد بأنها كانت متزمتة في المطالبات وأنها وضعت شروطا كان من الصعب قبولها؟
إن أي طفل فلسطيني اليوم لو سألته عن الحد الأدنى من الشروط التي يمكن أن نقبلها للوصول إلى وقف النار قد تكون متقدمة على ما قدمناه من طلبات في هذه المفاوضات، نحن لا نطلب أكثر من وقف إطلاق النار، وهذا هو الموقف الطبيعي للمحادثات أن تنتهي بوقف إطلاق النار.
نحن نطالب بانسحاب كامل القوات، فلا يمكن بعد هذه المعركة الكبيرة وبعد هذه الأثمان العالية أن نسمح بإعادة احتلال القطاع من جديد وبقاء القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، لذلك نحن نطالب بالعودة فقط إلى ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول.
هل يتوقع منا أحد أن نقبل بنزوح مليوني فلسطيني من بيوتهم وعدم السماح لهم بالعودة، إن هذا حد طبيعي بأن تخرج القوات وأن يكون هناك وقف إطلاق النار. المنطق يقول إن كل مواطن فلسطيني سيذهب إلى بيته ليتفقده ويتفقد أحبابه الذين لا زالوا يوجدون حتى هذه اللحظة تحت التراب.
إذا كان العدو الصهيوني يتخيل أنه بمزيد من العدوان ومزيد من الدعاية المتواطئة سيدفعنا لقبول شروطه فهو واهم.
هل توقعتم في حماس رد الفعل الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى؟
أولا- أتمنى أن يقدم لنا من يحمل وجهة النظر هذه رؤية بديلة، لأننا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول كنا نقدر وبكل دقة أن المشروع المخطط هدفه في النهاية إعادة صياغة المنطقة من دون فلسطين وشطب الدولة الفلسطينية والقدس والأقصى، وضم الضفة الغربية وعزل قطاع غزة.
ثانيا- إننا توقعنا ردا قاسيا، ولكن ما يحدث اليوم ليست له علاقة بالتخطيط للحروب، فاليوم إسرائيل تجاوزت حتى في عرف حلفائها كل الخطوط الحمراء المتعلقة بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ثالثا- نحن خططنا مثلا لإنشاء عشرات الملاجئ للسكان في حال نشوب أي صراع مسلح أو تصعيد مع الاحتلال، وهذا تم بالتنسيق مع مؤسسات أممية، وأنا كنت جزءا من الإشراف على إنشاء هذه المراكز، وجزء منها في مدارس حكومية وفي مدارس الأونروا، وحاولنا معالجة كل المشاكل التي قابلتنا في مرات سابقة تتعلق بالإيواء وتوفير الكهرباء والماء والغذاء.
لكن ماذا نفعل إذا كان العدو قام بضرب كل مقرات الأمم المتحدة ومراكز الإيواء واعتدى على العاملين في المجال الإنساني واستهدف الصليب الأحمر الدولي واستهدف مقرات منظمة “أطباء بلا حدود” وقتل حتى العاملين الدوليين الذين جاؤوا بالتنسيق معه من قبرص إلى قطاع غزة وبمعرفة حلفائه الأقرب الأميركان؟
فلا أعتقد أن هذا الأمر له علاقة بالتخطيط للحرب وبإمكانيات رد الفعل لأن هذا له علاقة بأن هناك فئة فاشية عنصرية في يدها أدوات، وقامت بفعل مجنون وبلا حدود وبلا انضباط ضد شعبنا.
رابعا- إن من يقول ذلك كأنه لا يدرس التاريخ، فعندما نطلع على تجارب الآخرين في فيتنام والجزائر وهنا في جنوب أفريقيا سنجد أنه لم يصل أحد إلى التحرير والاستقلال والحرية والكرامة من دون دفع أثمان غالية جدا، فهذه طبائع الأمور أمام مستعمر وحشي نازي فاشي وشعب تحت الاحتلال.
خامسا- فلسطين كانت على وشك أن تشطب تماما من الأجندة الإقليمية بعد أن تم شطبها من الأجندة الدولية، ولذلك كان لا بد من خطوة تربك كل الحسابات وتقلب الطاولة وتبعث رسائل واضحة ومحددة بأن تجاوز الفلسطينيين مستحيل، ولن ينعم أحد بالاستقرار والأمن لا في الإقليم ولا في الخارج من دون حل المشكلة الفلسطينية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، لأن إمكانية هزيمة إسرائيل واردة جدا وممكنة ومتاحة، وإمكانية تحرير فلسطين كبيرة جدا، قد تكون لذلك أثمان ولكن هذه طبيعة الأمور.
إذا تم التوافق على عودة الأمور إلى ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول بشرط أن يُسلم الحكم في غزة لجهة غير حماس.. هل ستوافقون؟
الشعب الفلسطيني قد يكون من أنضج الشعوب في العالم بعد مسيرة نضال استمرت أكثر من 100 عام، فهو ليس شعبا ناقص الأهلية حتى يسمح لأحد بأن يتدخل في شأن فلسطيني داخلي، فما بالكم أن يقرر الإسرائيليون فيه؟!
نحن لا ندّعي أننا مخولون، بعد هذه المعركة، وبعد قدرة المقاومة -وفي مقدمتها حركة حماس- وهذه التضحيات الكبيرة، أننا نطالب بالتفرد بالحكم، نحن نقول إن هذا شأن داخلي فلسطيني، وقد نذهب إلى التوافق بين الكل الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية على شكل من أشكال إدارة الشأن الفلسطيني ولو مؤقتا عبر حكومة وحدة وطنية تحكم قطاع غزة والضفة الغربية والقدس لفترة محدودة وتقوم بمهام محدودة، مثل إعادة إعمار قطاع غزة وتوحيد المؤسسات التي عاشت وعانت من انقسام عمره 17 سنة، والتحضير لانتخابات.
أي خيار آخر غير هذا الخيار الفلسطيني الخالص بالتأكيد سيكون مرفوضا، خاصة إذا صاحبه أي شكل عسكري وأي وجود أمني غير فلسطيني، وأعتقد أننا بلّغنا هذه الرسالة أكثر من مرة، سواء على المستوى الإعلامي أو للوسطاء بأن أي وجود عسكري غير فلسطيني وليس ضمن رؤية سياسية يقبل بها الفلسطينيون سنعده صورة جديدة من صور الاحتلال بغض النظر عن هوية هذه القوات.
حتى وإن كان البديل سياسيا ومن السلطة الفلسطينية؟
أولا- السلطة الفلسطينية في ظل هذا الوضع القائم غير قادرة على إدارة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وبالتالي هي أضعف من أن تقوم بهذا الدور في قطاع غزة بعد هذه المعركة الضارية، فالضفة الغربية اليوم مستباحة بالكامل من المستوطنين وفي القدس والأقصى.
ثانيا- موقفها السياسي لم يكن ينسجم مع مستوى المسؤولية التي يجب أن تتحملها القيادة الفلسطينية تجاه شعب يذبح على مدار 7 أشهر.
ثالثا- في إطار رؤيتنا بأن الوحدة الفلسطينية واجب وليست خيارا -رغم هذا الموقف السلبي- نقول لا مانع إذا وجدت مساحة لأن نتوافق كفلسطينيين على رؤية فلسطينية شاملة لإدارة العلاقة الفلسطينية الداخلية لإنهاء الانقسام للوصول إلى وحدة فلسطينية يكون عنوانها تكوين حكومة وحدة فلسطينية تمثل الجميع، وتكون حريصة على توحيد المؤسسات بين المنطقتين وإعادة بناء قطاع غزة وإعماره، ثم التحضير للانتخابات، وبالتأكيد هذا هو الخيار الأمثل والأفضل.
ما تأثير سيطرة إسرائيل على معبر رفح؟
بالتأكيد هذه جريمة كبرى أن تقوم إسرائيل اليوم بالسيطرة الكاملة على معبر رفح وإنزال العلم الفلسطيني ورفع العلم الإسرائيلي، لعدة أسباب:
أولا- طوال هذه الأيام أُغلق المعبر ومنعت المساعدات تماما من الدخول ومنع الجرحى والمسافرون من الخروج، وهذا سيزيد حجم المعاناة داخل قطاع غزة، خاصة بالمنطقة الجنوبية، في ظل ما تتعرض له رفح اليوم من قصف وعدوان مستمرين.
ثانيا- هذا اعتداء صارخ على واقع فيه اتفاقيات دولية، فنحن نتكلم عن حدود مصرية فلسطينية، وهذا المعبر جزء من هذه الاتفاقيات، فهم ضربوا بعرض الحائط ليس فقط البعد الإنساني، ولكن أيضا حتى البعد المتعلق بالاتفاقيات الدولية التي تضبط الحركة والوجود على هذا المعبر.
ثالثا- هذه الخطوة يسعون من خلالها للحصول على أي صورة نصر وهمي وكأنهم سيطروا على القصر الجمهوري وإلغاء حكم معين! لا، هذه الصورة لن تمدهم بطاقة أو بقدرة على تجاوز حالة الهزيمة التي وقعوا فيها يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول وما بعده.
رابعا- العدو مستعد للذهاب إلى أبعد ما يكون، حتى لو أدى ذلك إلى توسيع هذه الحرب إقليميا من أجل أن يهرب من استحقاقات اليوم التالي لوقف إطلاق النار، وهذا قد يفتح أبوابا جديدة للصراع في المنطقة بسبب التجاوز على الحدود المصرية بسبب احتلال معبر رفح وإغلاق المنافذ التي قد تساعد في حل المشكلة الإنسانية على الأقل.
ما حقيقة ما يثار إعلاميا بين الحين والآخر عن انسحاب قطر من الوساطة ونقل مكاتب حماس من الدوحة؟
أولا- هذه فرصة لنتقدم بالشكر الجزيل لدولة قطر الشقيقة على استضافتها ورعايتها للقيادة الفلسطينية على مدار سنوات طويلة، وأيضا لدورها الكبير في مساعدة كل أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن الوجود الفلسطيني، خاصة في غزة طوال سنوات الحصار، ومساعدتنا في إعادة الإعمار ودعم الأسر الفقيرة ودعم الحكومة في كثير من مهامها.
ثانيا- وجودها في قطر كان ولا زال بترحيب من دولة قطر الشقيقة، ومن القيادة القطرية، ونحن لم نشعر في أي لحظة من اللحظات بأن الإخوة في قطر عبروا عن مثل هذه التوجهات بالطلب من حماس، أو بعدم رغبتهم في وجود قيادة الحركة على الساحة القطرية.
ولذلك لم يطرح هذا الخيار بشأن مغادرة قيادة حماس إلى أي مكان آخر، ولكن أيضا نحن نعلم أن قطر تدرك جيدا أهمية دورها في هذه الوساطة، وأن وجود حماس في قطر يعطي مساحة وجود أكبر للوسطاء، وحتى للأميركان، بالوصول بأسهل طريقة وأسرع وقت لإنهاء هذه الجولة من الصراع والوصول إلى وقف إطلاق النار.
فهذا الأمر لم يطرح مع قيادة حماس ولم يناقش، وبالتالي ليس مطروحا لدينا التفكير في أي خيارات بديلة.
لكن في النهاية نحن حركة تحرر وطني، لدينا مشروعنا الوطني ولا أحد يقبل أو يسمح لأي جغرافية كانت أن تفرض علينا رؤية معينة قد تنتقص من حقوقنا الوطنية أو من رؤيتنا لمستقبلنا الوطني.
وأيضا في الوقت نفسه نحن نشعر بحرص دولة قطر الدائم على مصلحة الشعب الفلسطيني العليا وإمكانات دعم الشعب الفلسطيني في كل الساحات حتى تتوج هذه الحقوق الوطنية بالحرية والاستقلال وقيام دولته المستقلة.
“}]]