[[{“value”:”
واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام
رأت باحثة أميركية أن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، يمثل لحظة فارقة في الشرق الأوسط، وينطوي على تكاليف ونتائج لا يمكن التنبؤ بها، حيث سيسأل الإسرائيليون قادتهم لاحقاً عن المعنى الحقيقي للنصر.
ووصفت داليا داسا كاي، الباحثة في مركز بيركل للعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، استشهاد زعيم حزب الله، “الحليف الأقرب لإيران وقوة الردع الحاسمة والركيزة الأساسية في محور المقاومة الذي تتبنّاه”، بأنه ضربة قاسية وصادمة ليس فقط لحزب الله بل للمحور في جميع أنحاء المنطقة.
وقالت في مقالها بمجلة “فورين أفيرز” الأميركية : “إن اغتيال حسن نصرالله فعل إسرائيلي جريء، كما كان تدرجًا في خطط التصعيد، وتجلى ذلك في اجتياحها البري المزعوم للبنان مما أطلق العنان لهجوم واسع النطاق على حزب الله”.
وذكرت داليا في المقال الذي ترجمته منصة “الجزيرة نت”، أن إسرائيل لطالما أظهرت -منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 203- استعدادها لتحمل مخاطر أكبر في حربها على داعمي حركة حماس الإقليميين، ومنهم إيران وحزب الله.
وقللت الباحثة الأمريكية من احتمالية أن نجاح الجهود الأميركية والدولية في حث الأطراف المتحاربة على التوصل إلى تسوية دبلوماسية للحرب في لبنان أو غزة، حتى إن كانت الدعوات لوقف إطلاق النار قد أصبحت أكثر إلحاحًا إزاء المواجهة المباشرة الجديدة بين إسرائيل وإيران.
وترى في مقالها أن إسرائيل تسعى في الوقت الراهن لا تسعى إلى مخرج دبلوماسي، بل تبحث عن انتصار كامل، متسائلة في الوقت نفسه إن الحماسة التي أبداها الإسرائيليون لاغتيال حسن نصرالله ستخبو، وعندها سيبدءون في سؤال قادتهم عن المعنى الحقيقي للنصر.
وقالت داليا: “إذا كان النصر يعني التصعيد والنجاحات العسكرية التكتيكية ضد حزب الله وإيران، فإن إسرائيل تكون قد نجحت بالفعل. لكن انتصارا من هذا القبيل سريع الزوال، لأنه ينطوي على تكاليف ونتائج لا يمكن التنبؤ بها، ويبدو أنه غير منفصل عن أي زخم جدي نحو السلام مع الفلسطينيين “الذين يشكلون التحدي الوجودي الأكثر خطورة لإسرائيل”.
وتتوقع الباحثة أنه لن يكون هناك “يوم تال” أفضل في غزة أو بقية المنطقة. فالحديث في واشنطن عن الاستفادة من اغتيال نصر الله وضعف إيران من أجل “إعادة تشكيل الشرق الأوسط يعيدنا إلى المعتقدات المضللة التي دفعت الولايات المتحدة إلى غزو العراق في عام 2003، والتي كان لها تأثير كارثي”.
وترى أنه من دون تغيير في الحكومة الإسرائيلية الحالية، فإن إسرائيل وجيرانها قد يتجهون نحو يوم مختلف تماما يتميز بإعادة الاحتلال الإسرائيلي لغزة وربما حتى لجنوب لبنان، بالإضافة إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، إن لم يكن ضمها. “وهذه وصفة ليست للنصر بل للحرب الدائمة”، على حد تعبيرها.
وتمضي داليا إلى أن كثيرين تشبثوا بوهم إمكانية احتواء الصراع على جبهة إسرائيل الشمالية، لأن أي طرف لا يريد حربًا واسعة النطاق.
وترى داليا كاي أن هناك دائما احتمالين لاندلاع حرب شاملة بإحدى طريقتين. الأول هو حدوث سوء تقدير؛ أي أن يؤدي هجوم أحد الطرفين إلى خسائر غير متوقعة وإجبار الطرف الآخر على الدخول في حرب غير مرغوب فيها.
والاحتمال الآخر أن تندلع حرب واسعة النطاق نتيجة تغيير في الحسابات الإستراتيجية؛ أي أن ترى إحدى القوتين المعنيتين أن شن حرب أفضل من تجنبها.
غير أنه من المرجح -بحسب المقال- أن تقاوم الولايات المتحدة توسيع نطاق الحرب، بعد تلويح المليشيات العراقية المتحالفة مع إيران باستهداف أميركيين إذا تدخلت واشنطن.
على أن الكاتبة ترى أن إسرائيل ربما تفضل العودة إلى تكتيكات حرب الظل التي تعتمد على العمليات الاستخباراتية والاغتيالات داخل الدول. ومع ذلك، فإن المناخ التصعيدي الحالي مع نتائج الحرب التي لا يمكن التنبؤ بها في كثير من الأحيان يعني أنه لا يمكن استبعاد أي شيء.
وخلصت داليا كاي في ختام مقالها إلى أنه ليس من الضروري أن يؤمن المرء “بشرق أوسط جديد” حيث تكون إسرائيل مقبولة بالكامل، وتتاجر وتتفاعل مع جيرانها، لكي يدرك أن هناك مسارا مختلفا وواقعيا يتعين المضي قدما فيه، مشيرة إلى أنه ليس مسار الاحتلال الدائم والحرب الأبدية.
“}]]