القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
10 أيام من الرباط التاريخي في باحات المسجد الأقصى، والصلاة في مصلياته، وحضور لكل شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني، رسمت خلالها صورًا من الدفاع والرباط والاعتكاف الذي يجسد تمسك الفلسطيني بمقدساته التي لا يمكن التنازل عنها أو القبول بأنصاف الحلول التي يحاول الاحتلال فرضها.
تلك المشاهد التي افتخر بها الكل الفلسطيني ورسمت بالدم والحب للقدس المحتلة، وتجاوزت كل إجراءات الاحتلال القمعية، لم تعجب قوات الاحتلال لتحاول فور انتهاء الاعتكاف في المسجد الأقصى التنغيص على المقدسيين في محاول فرض واقع جديد في مصلى باب الرحمة، الذي شهد حضوراً كبيراً في رمضان والعشر الأواخر منه.
وانتشرت خيام الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أمام مصلى باب الرحمة وفي باحات المسجد الأقصى المبارك، لتكون للمصلين فنادق من نوع آخر، يواجهون فيها مخططات الاحتلال التهويدية.
تلك المخططات التي نفذها الاحتلال، باقتحامه المتكرر خلال أيام عيد الفطر المبارك للمصلى، وانتهاك قدسيته بإلقاء نسخاً من القرآن الكريم أرضاً، وتخريبه لشبكة الكهرباء، وسرقة سماعات الصوت التي يصدح بها المؤذنون 5 مرات يومياً وقطع أسلاك سماعات المصلى القبلي ومنع رفع أذان العشاء فيه أمس الاثنين.
مشاهد مؤلمة
الحاجة المقدسية، أم بلال أبو سنينة، أوضحت أن قوات الاحتلال أتلفت كل ما يخدم المصلين ويحافظ على إقامة الصلاة في مصلى باب الرحمة، مشيرة إلى أن تلك الاعتداءات هي محاربة للمصلى وللدين الإسلامي.
وفي حديث صحفي لها تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام”، قالت أبو سنينة التي شاهدت اعتداءات الاحتلال على مصلى باب الرحمة: “ما جرى تدمير كبير ومحاولة للسيطرة على مصلى باب الرحمة، وجنود الاحتلال قطّعوا أسلاك الكهرباء وخرّبوا حرمه”.
وأضافت: “قوات الاحتلال استغلت انتهاء شهر رمضان لتخريب المصلى، وهي تحاول فرض واقع جديد فيه”.
معركة شرسة!
الباحث في شؤون القدس، خالد عودة الله، أكد أن المرحلة الحالية تمثّل “معركة شرسة” عنوانها مصلى باب الرحمة، لافتاً إلى أن الاحتلال يحاول السيطرة على المصلى بعد فشله في ذلك عام 2019م، ونجاح المقدسيين في الحفاظ على إسلامية وقدسية مصلى باب الرحمة.
وقال عودة الله في حديث لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إن مخططات الاحتلال تسعى لسلخ مصلى باب الرحمة عن المسجد الأقصى، على أن يكون نقطة ارتكاز للتقسيم المكاني للمسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف الباحث المقدسي: “هذه الإجراءات تعبّر عن شراسة المعركة على مصلى باب الرحمة والمسجد الأقصى بباحاته ومصلياته، خاصة بعد كثافة المواجهة مع الاحتلال قبل العشر الأواخر والاعتكاف الكبير خلال العشر الأواخر من رمضان”.
سياسة دائمة.. والأقصى يستغيث!
وفي تعقيب له حول الأحداث التي شهدها مصلى باب الرحمة، أوضح الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على المصلى في سياسة دائمة تحاول من خلالها إظهار عدم اعترافها به كمصلى.
وقال ابحيص في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “قوات الاحتلال قطعت أسلاك سماعات مآذن المسجد الأقصى لمنع صوت الأذان من الوصول خارجه؛ واقتحمت مصلى باب الرحمة بالأحذية، وطردت المصلين منه بعد صلاة العشاء محاولة فرض سياسة التقسيم”.
وأضاف: “قوات الاحتلال افتتحت يومها بالعدوان على مصلى باب الرحمة وتخريب شبكة الكهرباء فيه وسرقة تجهيزاته في وضح النهار؛ وجددت شرطة الاحتلال عدوانها على المصلى ذاته بعد صلاة العشاء فاقتحمته بالأحذية في سياسة دائمة تحاول من خلالها إظهار عدم اعترافها به كمصلى؛ ثم طردت المصلين منه بالقوة في تأكيد جديد أنها ماضية بقوة نحو تجديد معركة التقسيم المكاني للمسجد الأقصى”.
وبيّن الباحث أنه وللسنة الثالثة على التوالي؛ قطعت قوات الاحتلال الأسلاك الموصلة إلى سماعات المآذن على السور الغربي للمسجد لتمنع بذلك أذان صلاة العشاء؛ لتزامنه مع الاحتفال بذكرى جنودها الهالكين في الحروب والمواجهات المتتالية فيما يعرف صهيونياً بـ “يوم الذكرى”.
وذكر أن هذا اليوم سبق وأن تزامن عام في ٢٠٢١ مع اليوم الأول من رمضان حيث قطعت أسلاك المآذن وكسرت عدة أبواب داخلية للمآذن وغرفة الصوتيات في الأقصى؛ فيما قد جاء في ٢٠٢٢ في رابع أيام شوال وفيه منعت موظفي الأوقاف من بث الأذان على السماعات الخارجية وسماعات الساحات وحصرته بالجامع القبلي فقط.