فيينا -PNN- اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، قرارا يدين “عدم امتثال” إيران لالتزاماتها النووية، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة.
وأيدت النص الذي أعدته لندن وباريس وبرلين (إي3) وانضمت إليها واشنطن، 19 دولة من أصل 35، مقابل معارضة 3 (الصين وروسيا وبوركينا فاسو) وامتناع 11 عن التصويت.
وقال دبلوماسيون إن القرار يهدف إلى زيادة الضغط على إيران. ولم تتمكن باراغواي وفنزويلا من المشاركة لعدم سدادهما الإسهامات المالية الكافية.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية الإيرانية وهيئة الطاقة الذرية الإيرانية القرار، واعتبرت أنه “مسيّس وغير بناء”، في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن برنامج إيران النووي.
وهذه أحدث الخطوات الدبلوماسية في مساع بدأت قبل سنوات لتقييد أنشطة إيران النووية، وسط مخاوف غربية من مساع لطهران لتطوير أسلحة نووية وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية.
وأعلنت إيران عن تشغيل منشأة جديد لتخصيب اليورانيوم في موقع “آمن”، وذلك ردا على القرار الذي اعتمده مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
جاء ذلك فيما أعلن رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، عن انطلاق سلسلة من المناورات العسكرية للقوات المسلحة، وذلك على وقع التقارير عن نية إسرائيل مهاجمة إيران.
وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ووزارة الخارجية، في بيان مشترك، إن رئيس المنظمة “أصدر الأوامر اللازمة لإطلاق مركز جديد لتخصيب اليورانيوم”.
وأشار البيان إلى أن “تدابير أخرى ستُعلن لاحقًا”.
وأكدت أنها بدأت استبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في منشأة “فوردو” بأخرى من الجيل السادس، كما أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميًا بتشغيل المنشأة الجديدة.
وشدد البيان على أن قرار مجلس المحافظين “سياسي ويكشف الطبيعة الحقيقية للوكالة”، مضيفًا أن “نهج التعاون من طرف واحد مع الوكالة أفضى إلى نتائج عكسية بسبب التوظيف السياسي”.
وأكد المتحدث باسم الطاقة الذرية الإيرانية أن بلاده “حذرت الدول الغربية من أن النهج الذي تتبعه لن يؤدي إلى نتائج”، وقال إن “نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران ستشهد زيادة ملحوظة”.
وقال الناطق باسم المنظمة، بهروز كمالوندي، “سنستبدل كل هذه الآلات من الجيل الأول بأخرى متطورة من الجيل السادس” في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران.
وأضاف أن ذلك يعني أن “إنتاجنا من المادة المخصّبة سيزداد بشكل كبير”.
وقبيل التصويت هددت طهران بـ”الرد بقوة” عن طريق تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال تبني القرار.
ويأتي القرار في خضم مباحثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمان. ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن الملف النووي في مسقط الأحد.
وأجرى البلدان خمس جولات تفاوض منذ نيسان/ أبريل سعيا إلى إيجاد بديل لاتفاق 2015 الذي هدف الى كبح برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وتتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه أصبح “أقل ثقة” بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران حول الملف النووي.
وهددت إيران، الأربعاء، باستهداف قواعد عسكرية أميركية في المنطقة في حال اندلاع نزاع.