[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
من نزوح إلى آخر، يعاني مئات آلاف الفلسطينيين بقطاع غزة حالة قهر وعجز في رحلة البحث عن مكان آمن غير موجود؛ بفعل سياسة تهجير صهيونية وقصف في كل مكان.
وبعد أوامر تهجير أصدرتها قوات الاحتلال طالت -مساء الاثنين- نصف مساحة خانيونس تقريبًا، عاشت عشرات آلاف حالة بائسة وهي تجد نفسها مضطرة للنزوح مجددًا دون أن تعرف إلى أين.
في الشوارع والأزقة وسط خانيونس وفي ساحة مستشفى خانيونس، تجمع الآلاف الذين سارعوا لمغادرة منازلهم المدمرة وخيامهم التي نصبوها بعد أوامر التهجير الجديدة وصدى تسؤال “أين نذهب؟” يتردد من الجميع.
نزوح متكرر
وقال محمود أبو دقة: إنه نزح ما لا يقل عن 7 مرات من منطقة إلى أخرى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرًا إلى ان آخر نزوح كان له قبل حوالي 4 أيام عندما اضطر لمغادرة منطقة المنتزه الإقليمي غرب خانيونس بعد اقتراب قوات الاحتلال وقصفها منطقة الشاكوش في رفح القريبة.
وأضاف في حديثه مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: مع اشتداد القصف واقتراب الدبابات بصعوبة دبرت نفسي ونصبت خيمة في منطقة بني سهيلا قرب منزلي الذي سبق ان دمره جيش الاحتلال، ولكن كان الخبر الصاعق أنني تلقيت تسجيلا من الاحتلال يطلب مغادرة المنطقة.
وتابع: بسرعة اضطررت للخروج دون أن آخذ شيء، أنا موجود قرب مستشفى ناصر ولا أعرف أين سنجلس وكيف سندبر أمورنا.
تهجير واسع
وطالت أوامر التهجير الجديدة، بلدات خزاعة وعبسان والقرارة وبني سهيلا شرق خانيونس، وكذلك منطقة الفخاري وحي المنارة وقيزان النجار، وهي مناطق واسعة تصل إلى نصف مساحة خانيونس.
وسبق أن اجتاحت قوات الاحتلال خانيونس في مطلع شهر ديسمبر 2023 واستمر توغلها فيها قرابة 5 أشهر دمرت خلالها أكثر من 70 % من مباني المحافظة وقراها وبنيتها التحتية، فضلا عن قتل آلاف المدنيين.
ومن بين دموعها، قالت السيدة أم محمد النجار: حسبنا الله ونعم الوكيل، ألا يكفي القصف والحصار الجوع، نزوج نزوح أين نذهب؟ نحن نعيش في خيام بالية حتى مكان لنصب خيمة لا نجد حاليا، هم يريدون حرماننا الاستقرار والأمان.
واختارت عائلات أخرى البقاء في أماكن نزوحها بالمنطقة المستهدفة بالتهجير.
وقال سلامة عامر: نزحت في السابق 10 مرات، لم يعد لدي طاقة لأكثر من ذلك، لن أغادر خيمتي، لأنني أصلا لا أملك أي مال لنقل أغراضي القليلة، سأبقى أن وأطفال هنا وإن استشهدنا فيا مرحب بملاقاة الله، وعنده المشتكى.
250 ألفًا في المجهول!
وعاد مئات الآلاف من السكان والنازحين إلى أحياء خانيونس المختلفة بعد اجتياح قوات الاحتلال رفح في 7 مايو/أيار الماضي، حيث نزح منها قسرا أكثر من 1.5 مليون شخص كانوا نزحوا إليها في أوقات سابقة.
وقالت الأونروا: بعد أسابيع فقط من إجبار الناس على العودة لخان يونس المدمرة أصدرت سلطات الاحتلال أوامر إخلاء جديدة.
وأضافت: العائلات في خان يونس تواجه مرة أخرى النزوح القسري وحوالي 250 ألف شخص يضطرون للفرار بالرغم من عدم وجود مكان آمن في غزة”.
حرمان الاستقرار
ويؤكد الباحث الحقوقي محمد صباح أن إسرائيل تتبنى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع غزة أينما كانوا، وحرمانهم من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء.
وأوضح صباح في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال ينفذ ذلك من خلال أوامر التهجير وقصف المناطق بما فيها قصف مراكز الإيواء واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية، كما حدث في منطقة المواصي وغرب رفح عدة مرات.
وشدد على أن الاحتلال يواصل فرض التهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وبيّن أن الاحتلال يتبع سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، من خلال أوامر التهجير واستمرار القصف على امتداد القطاع والتركيز على استهداف مراكز الإيواء في مدارس الأونروا.
وفيما يصب النازحون غضبهم على الاحتلال الذي يستهدفهم تلو الأخرى، فإنهم يوجهون نداءهم للعالم أن يلتفت إلى معاناتهم المستمرة منذ 10 أشهر، دون أن يغادرهم الأمل والإصرار على الصمود في وجه محاولات الاقتلاع.
“}]]