المحامي المقدسي محمد عليان… شاهد على قمع الفلسطينيين واسكات صوت الحق والحقيقة

 ​   

والد الشهيد  بهاء.. نشط في حركة استرجاع جثامين الشهداء 

بيت لحم/PNN- نجيب فراج– يتعرض المحامي الفلسطيني ابن بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة لظروف قمعية صعبة داخل سجن النقب الصحرواي وفي ظل انعدام المعلومات الكافية عن وضعه الصحي والمعيشي اسوة بباقي الاسرى الفلسطينيين الذي ضاقت بهم كثيرا تلك الاكياس الحجرية وخاصة بعد السابع من اكتوبر. 

حكاية المحامي عليان وما تعرض له من قمع وممارسات اسرائيلية بحقه وحق افراد عائلته فقد استشهد نجله الشاب الجامعي والمثقف الثوري بهاء كما يطلق عليه شعبيا في الثالث عشر من اكتوبر عام 2015 حينما نفذ عملية عسكرية في حافلة للمستوطنين في مستوطنة ارمون هنتسيف مع رفيقه بلال غانم الذي اصيب باصابات خطيرة وجرى اعتقاله والحكم عليه بالمؤبد ثلاث مرات وقد قامت قوات الاحتلال بهدم منزل عائلته في جبل المكبر واحتجاز جثمانه لاكثر من عام الامر الذي جعل والده ان يبادر الى تشكيل لجنة من اهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم للمطالبة باعادتها، وكان لافتا ان الوالد المحامي استمر عمله ونشاطه في هذا الحراك وكان يتنقل من شمال الضفة الى جنوبها في سبيل تنظيم الفعاليات المطالبة باسترداد الجثامين في دليل واضح على مدى الوفاء للشهداء ومساندة اهاليهم في هذه الجهود رغم ان قوات الاحتلال سلمت جثمان نجله، كما قررت هذه السلطات بمنع العائلة من السكن بهدوء في مسقط راسهأ جبل المكبر بعد ان منعتهم من اعادة بناء المنزل، اضافة الى قيام هذه القوات باعتقال المحامي عليان، والضغط عليه، مما اضطرت العائلة من الانتقال بالسكن الى رام الله بعد منعت منح والدة الشهيد بهاء الهوية المقدسية والغت كل الاجراءات بهذا الشأن. 

الوالد المحامي كان قبل حادثة استشهاد نجله قد امضى نحو 11 عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي بتهمة المشاركة في مقاومة الاحتلال، ولكم كل هذه الاجراءات القمعية والقهرية لم تكتفي هذه القوات بهذا الكم من الاستهداف. 

ففي اواخر تشرين الماضي اقدمت قوات الاحتلال على مداهمة منزل المحامي محمد عليان الذي يبلغ اليوم من العمر 69 عاما وقامت باعتقاله بعد التنكيل به وبافراد عائلته ونقلته اولا الى سجن ريمون ومن ثم الى سجن النقب الصحرواي في ظروف قاسية حيث لم تتمكن افراد عائلته من زيارته او سماع اي خبر منه سوى من خلال المحامي حسن عبادي الذي تطوع لزيارته مرارا والذي افاد ان قوات الاحتلال قررت تقديمه للمحاكمة بدعوى نشر منشورات عبر موقعه على التواصل الاجتماعي تحمل مضمونا تحريضا حسب زعم هذه القوات وقدمت بحقه لائحة اتهام لتقديمه للمحاكمة والتي جرى تمديدها حتى الرابع والعشرين من الشهر القادم. 

وأبدت عائلة المحامي عليان مخاوفها بعد رسالة مسربة من داخل سجن النقب، نشرت خلال الأيام الأخيرة، وحذرت من كارثة موت جماعي للأسرى في السجن الذي يقبع فيه، بسبب ما يتعرض له الأسرى من سوء معاملة، مع حرمانهم من أدنى حقوقهم الإنسانية الأساسية. 

وقال نجله حسام إن التواصل مع والده صعب للغاية، ويتم فقط من خلال المحامي حسن عبادي، والذي تبرع بزيارته بشكل دوري، مضيفاً: “ليست لدينا أية معلومات عن الوضع الصحي لوالدي، ولا عن ظروف اعتقاله، وما يعانيه مع سائر الاسرى، غير ما ورد في الرسالة التي وردتنا مؤخراً، وفيها الكثير من التفاصيل المخيفة”. 

ووجه حسام نداء مناشدة لمؤسسات الاسرى بضرورة الاهتمام بوالده وبكافة الاسرى حيث ان الحراك بهذا الاتجاه خجول وفيه تقصير كبير. 

ويقول المحامي حسن عبادي إنه أخذ على عاتقه، ومن دون تكليف رسمي من أحد، متابعة الأسير محمد عليان، وقام بزيارتين إلى سجن النقب، حيث يقبع والد الشهيد بهاء عليان، موضحاً: “زيارتي للمحامي عليان كان الهدف منها أنسنة قضيته، وقضية جميع الأسرى، والعمل على إيصال صرختهم، في حين لا يظهر للأسف أي دور للهيئات والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، وما فهمته خلال الزيارة الأخيرة خطير، فقد قال لي عبارة أقتبسها على لسانه، مفادها أن الأسرى في طريقهم إلى الموت الجماعي”. 

العديد من اهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم افتقدوا المحامي عليان افتقدوا وفائه واخلاصه وحرارته العالية وبهذا الصدد انشأت المربية ازهار ابو سرور والدة الشهيد عبد الحميد منشورا على موقعها بالتواصل الاجتماعي ووضعت صورة له تقول فيه” كم هو متعب وضيق هذا الفضاء ..تقييد وحجب وحذف ,,لكننا سنواصل ولن تنحني الهامات”، كما كتبت منشورا اخر نقلا عنه ما جاء في رسالته” حبستي نكتة ,, واستمد قوتي من مشاعرهم واحاسيسهم .. الامراض والاوجاع لا تساوي شيئا امام الصمود” 
انه والد الشهيد بهاء عليان الاب والاخ والصديق لكل من عرفه ومن لم يعرفه.

  

المحتوى ذو الصلة