بروكسل/ PNN/ خرج المؤتمر التاسع للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين الذي احتضنته عاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسل لعدة ايام بمجموعة من التوصيات والدعوات لتدويل قضية الاسرى ومحاسبة الاحتلال على ما يرتكبه من جرائم.
وفي ختام أعماله، أصدر المؤتمر الذي عقد تحت شعار: “محطة لتعزيز التضامن الدولي مع أسرى الحرية في ظل الإبادة الجماعية”سلسلة من التوصيات ابرزها الاستمرار في تدويل قضية الأسرى، وتكثيف الجهود القانونية والإعلامية لتحريك الملفات أمام المحكمة الجنائية الدولية و فضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى المرضى والتوجه إلى مؤسسات طبية دولية كالصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لتشكيل وفود طبية تزور السجون الإسرائيلية.
وشدد المؤتمر على موقفه برفض الاعتقال الإداري والعقوبات الجماعية، والمطالبة بعقد مؤتمر دولي لتطبيق اتفاقيات جنيف على الأسرى الفلسطينيين.
كما قرر المؤتمر إطلاق حملات دولية للمطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة و مواصلة الدعم للإنتاج الثقافي للأسرى وترجمة إبداعاتهم إلى لغات عالمية كما شدد على اهمية توسيع نطاق التحالف ليشمل قارات أخرى، وتشكيل تحالفات مشابهة في إفريقيا وأميركا اللاتينية.
كما جاء في توصيات المؤتمر التشديد على اهمية تكثيف الجهد الإعلامي المشترك بين التحالف الأوروبي ومؤسسات الأسرى داخل فلسطين، باستخدام أدوات حديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي، لتوصيل معاناة الأسرى إلى الرأي العام الأوروبي والدولي.
وكان التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين قد عقد مؤتمره التاسع في العاصمة البلجيكية بروكسل يومي 3 و4 أيار/مايو 2025، بمشاركة واسعة من شخصيات برلمانية وحقوقية ودبلوماسية دولية، وبحضور مؤسسات الأسرى الفلسطينية وممثلين عن الجاليات الفلسطينية في أوروبا ودول المهجر وبمشاركة سفيرة دولة فلسطين في بلجيكا والاتحاد الأوروبي الدكتورة امل جادو شكعة و وفد من دائرة مناهضة الفصل العنصري في م. ت. ف. ووفد هام من مؤسسات الأسرى الفلسطينية ممثلين هيئة الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين، ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية. وبمشاركة حشد واسع من قادة ونشطاء الجاليات الفلسطينية في الدول الأوروبية والبرازيل وبلدان المهجر والشتات، ونخبة هامة من الإعلاميين والصحفيين.
وجاء انعقاد المؤتمر في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وتسبب بدمار واسع وتهجير قسري لمئات آلاف الفلسطينيين، في وقت يتعرض فيه الأسرى داخل سجون الاحتلال لحملات قمع ممنهجة وتعذيب وظروف احتجاز قاسية، لا سيما في معتقل “سدي تيمان” في صحراء النقب.
واستمع الحضور لشهادات مؤثرة لأسيرات وأسرى محررين تحدثوا عن ظروف اعتقالهم وتجاربهم في سجون الاحتلال، ما أضفى طابعاً إنسانياً مباشراً على جلسات المؤتمر وترك أثراً عميقاً لدى المشاركين.
جلسات متخصصة ومعرض صور
ناقش المؤتمر عبر جلسات متخصصة الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى، بما في ذلك الاعتقال الإداري، التعذيب، الإهمال الطبي، احتجاز الجثامين، واعتقال الأطفال، إضافة إلى ما يُعرف بمقابر الأرقام. كما تناول المؤتمر القوانين الإسرائيلية العنصرية بحق المعتقلين، وضرورة محاسبة الاحتلال على هذه الانتهاكات أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وعلى هامش المؤتمر، أُقيم معرض صور مشترك بين نادي الأسير والتحالف الأوروبي سلط الضوء على معاناة الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية.
رئاسة فخرية جديدة للتحالف
وفي خطوة تنظيمية، أعلن المؤتمر اختيار الناشط النرويجي بيتر آيزنشتاين رئيساً فخرياً جديداً للتحالف، خلفاً للنائب البريطاني السابق كريس ويليامسون، تقديراً لدوره في دعم الأسرى خلال السنوات الماضية.
وأكد التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين في ختام مؤتمره التزامه بمواصلة العمل على الصعيدين السياسي والحقوقي لتدويل قضية الأسرى، وملاحقة الاحتلال الإسرائيلي وقادته على جرائمهم، ودعم عائلات الأسرى والمحررين في مختلف المجالات.