اللحوم أغلى من الذهب… أسعار اللحوم الحمراء تواصل ارتفاعها وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة

بيت لحم -PNN- في ظل الغلاء الفاحش الذي يطال أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق الفلسطينية، أطلق رئيس نقابة أصحاب الملاحم وتجار المواشي في فلسطين، عمر النبالي، تحذيرات جدية من استمرار الأزمة، واصفًا الوضع الحالي بأنه الأسوأ منذ سنوات.

وقال النبالي في حديثه لــPNN إن أسعار اللحوم اليوم تفوق أسعار الذهب، في مشهد يعكس تراكمات لسنوات طويلة من الإهمال، ونقصًا متزايدًا في الثروة الحيوانية عامًا بعد عام، ما أدى إلى تفاقم المشكلة حتى باتت مستعصية على الحل، وفق تعبيره.

 وأضاف: “نحن لا نتحدث عن أزمة هذا العام فقط، بل نحذر منذ أكثر من ست سنوات، دون أي استجابة جادة أو علاج فعلي من الجهات الرسمية.”

وأكد النبالي أن الأزمة تحتاج إلى مظلة حكومية حقيقية تنهض بالقطاع وتدعم الثروة الحيوانية، مشددًا على أن لا المواطن ولا التاجر ولا صاحب الملحمة قادر على معالجة المشكلة بمفرده.

وأشار إلى أن سعر كيلو لحم الخروف تجاوز 120–130 شيكلًا، وهو رقم لا يستطيع المواطن تحمله في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، في حين تراجعت أعداد الأغنام المحلية بشكل “فظيع”، على حد وصفه. 

وبيّن أن الثروة الحيوانية لا تتجاوز حاليًا 20 ألف رأس، مقارنة بنحو 800 ألف رأس في سنوات سابقة كانت تؤمن اكتفاءً ذاتيًا في السوق المحلي.

وأوضح النبالي أن الاستيراد يخضع لتحكم التجار، ما يفتح الباب للتلاعب بالأسعار، كما لفت إلى أن الخروف يباع في الأسواق – مثل بيت لحم والظاهرية – بحوالي 52 شيكلًا للكيلو، لكنه يُعرض للمستهلك بأسعار مضاعفة.

وأضاف أن بعض التجار يلجؤون إلى احتكار الخراف وتسمينها لأيام محددة، خاصة قبيل عيد الأضحى، طمعًا برفع الأسعار، بل إن هناك من يسحب الخراف المحلية من الأسواق عمدًا لخلق نقص مصطنع.

وفي محاولة للضغط على الجهات المعنية وإحداث انفراجة في السوق، أعلن النبالي عن بيان رسمي من النقابة يدعو إلى وقف ذبح الخراف لمدة لا تقل عن 15 يومًا، وهي مدة كفيلة – بحسبه – بإعادة التوازن للأسعار، لتصل إلى سقف لا يتجاوز 35 شيكلًا للكيلو، بما يضمن توفرها في متناول جميع المواطنين.

وأشار إلى أن هذه الأزمة ليست موسمية كما يظن البعض، بل هي أزمة دائمة تستوجب حلولًا استراتيجية، مثل إنشاء مزارع وطنية للثروة الحيوانية، وليس مجرد تحركات عابرة قبيل الأعياد.

وفي ختام حديثه، دعا النبالي المواطنين إلى تحمل مسؤوليتهم الاجتماعية والوقوف في وجه جشع بعض التجار من خلال مقاطعة شراء لحمة الخروف، موجهًا رسالة إلى من يحتكرون السوق بقوله: “اتقوا الله، وكفى استغلالًا لظروف الناس”، كما حمّل الجهات الرسمية مسؤولية ما يجري، مطالبًا إياها بالتحرك الفوري لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني.

مشاركات مماثلة