بيت لحم/PNN- تعبيراً عن وحدة الحال بين بيت لحم وغزة في ظل ما تواجهه فلسطين من عدوان وبعد أن اعلنت الكنائس الغاء كل المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد واقتصارها على الشعائر الدينية، اطلقت الكنيسة مراسم عيد الميلاد بزينة خاصة تتناسب مع واقع الخال الصعب في غزة التي تعرضت مساجدها وكنائسها للهدم والقصف والقتل حيث تضمنت الزينة وضع مجسم لإطفال فلسطينين تحت الركام في رسالة للعالم.
و قال القسيس د. منذر اسحق راعي الكنيسة الانجيلية اللوثرية في حديث ضمن برنامج “صباحنا غير” الذي يبث عبر تلفزيون PNN، أنه من المستحيل أن يكون لهذا العام أي مراسب احتفالات لأن شعبنا في غزة يتعرض وما زال يتعرض لحرب ابادة فهذه الحرب مستمرة وهي ابادة لكل انسان فلسطيني، وبالتالي لا يوجد أي رغبة للفلسطينيين في ظل ما يعيشونه من حزن للإحتفال.
وأضاف أن رسالة رؤوساء الكنائس هذا العام باقتصار المراسم على الصلاوات هي بمحلها، مضيف أنهم فكروا بالكنسية كيف يمكنهم اعطاء عيد هذه السنة معناه الحقيقي وكيف يمكن تقديمه في قالب فلسطيني لايصال رسائل، أولاً لابناء شعبنا وثانياً للعالم عن الواقع، ومن هنا جاءت فكرة مغارة الميلاد تحت انقاض الركام فهذا يجسد معنى العيد بفلسطين.
وقال لو كان المسيح سيولد اليوم لكان ولد تحت الانقاض لأن رسالته رسالة تضامن مع الانسان المقبور والمتألم ومع كل انسان يتعرض للظلم فهذا هو معنى الولادة والميلاد.
وأكمل القسيس أن في معنى الميلاد الرب معنا في الامناوضيقنا ، فالمسيح لم يلد في روما أو بين المنتصرين أو الذين يملكون عسكر بل ولد في بلد محتل وهكذا كانت ظروف فلسطين قبل الفين عام، ففكرة المغامرة كانت التعبير عن رسالة الميلاد الواقعية بتضامن الله مع المتألمين وايضاً ايصال رسالة للعالم بأن هذا هو الميلاد الفلسطيني اليوم ، فالمسيح موجود في كل طفل يتألم ويموت ان كان بالحاضنة أو بالمستشفى أو تحت الركام،
فاضاف “مين فينا مش متوجع”، يوميا نشاهد صور اطفال غزة الذين يتم انتشالهم من تحت الركام وهذا هو الميلاد في فلسطين اليوم تحت الركام.
وأجاب على سؤال هل العالم يهتم لرسالة كنائس بيت لحم لما تحمله هذه المدينة مكانة دينية كبيرة، بأن الشعوب تهتم ولكن مشكلتنا دائما مع مواقف قيادات الكنائس التي تحمل مواقف سلبية لقضيتنا الفلسطينية بسبب خوفهم على مصالح ما، مشيراً أنهم من حوالي أسبوع خرجوا في رسالة من رعاة وكهنة كنائس بيت لحم تطالب بوقف حالي وفوري لإطلاق النار في غزة، وتم تسليم هذه الرسالة إلى البيت الأبيض والكونغرس الامريكي مضيفاً “من له اذنان اثنان فل يسمع”.
وتفاعل القسيس مع سؤال هل يوجد اهتمام من مسيحي الغرب لمسيحية بيت لحم حيث نشأت المسيحية وولد المسيح وقال ” سؤال يجرح ويحزن” وأنهم احياناُ يشعرون بأن لاحياة لمن تنادي على حد قوله لكن هم مستمرين بلعب هذا الدور تحت طائلة المسؤولية وأقل ما يمكن تقديمه اتجاه شعبنا الفلسطيني.
وبين أن الصحافة تفاعلت مع الرسالة التي تم تقديمها للبيت الأبيض مع صورة المغارة تحت الركام وأقر على استغلال كل وسيلة لايصال هذا الصوت لمحاولة تغيير الشارع الغربي وداخل كنائسهم بالاضافة للكونغرس، مشيراً طالما هذه الحرب ما زالت مستمرة في حق شعبنا فنحن لم نقم بدورنا كفاية ويجب بذل جهوداً أكبر.
وأوضح القسيس أن بيت لحم تكون محط انظار العالم في هذه الفترة من العام وخاصة في أسبوع الميلاد متمنياً أن يتم التكاتف معاً كمسؤسسات مجتمع مدني وككنائيس بالاضافة للإعلام الفلسطيني لنوصل رسالتنا كشعب محتل ومتعايش ومشكلتنا الرئيسية هي وجود الاحتلال، مكملاً بأن بعض الغربيين ينسون وجود مسيحيين فلسطينيين وأن هذه الحرب تطال كل ما هو فلسطيني مسلم أو مسيحي، وهذه مسوؤليتنا الان اخراج صوتنا الوطني المتزن بايقاف هذه الحرب.
وأضاف أن من خلال اجتماعاتهم في الولايات المتحدة التقوا برودود فعل مختلفة منها من يدعم اسرائيل بالكامل واخرين يعارضون هذه الحرب تماماً، وأنهم كانوا في مارثون اجتماعات وبكل اجتماع يقولون رسالة كنائس بيت لحم بدعوتها لوقف اطلاق النار، مضيفاَ أسفه لأن الكثير من الغربيين متبنيين رواية الاحتلال الصهيوني بأن هذه الحرب دفاعاً عن النفس ولاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها والحرب هي على حماس.
وأعتقد القسيس بأن كان هنالك نوعاً من أنواع التجاوب ووصلت رسالة مسيحيو فلسطين بأنهم يحملون نوع من انواع عدم الرضا على سياسيات اميركا المتحيزة لأن كان يتم سؤال الكهنة ورجال الدين خلال اجتماعاتهم في اميركا عن موقف الشعوب من اميركا وتعاطيها في هذه الحرب، وتبين أنه كان اهتماماً معيناً في موقف الشعوب بالشرق الأوسط وخاصة الكنائس فيها، موضحاً بالرغم من توصيلهم لرسالة الفلسطيين ولكن طريقها طويل جدا لتستطيع احداث تغيير لأن صراعنا مع الاحتلال ليس فقط في هذه الحرب ولكنه صراع معمق برواياتنا الفلسطينية وواحقية وجودنا.
وأوضح أن رسالة البابا فرنيسس للعالم كانت قوية وانسانية بالدرجة الأولى واقراره بأن قتل الاطفال هذا يعتبر ارهاب، موضحاً رسالة البابا خرجت بعدما سمع شهود عيان من غزة أو أشخاص لديهم أقارب هناك عندما قاموا بزيارته بالفاتيكان بروما، وهذا يدل أن مثل هكذا زيارات ورسائل بكونها واقعية مهمة جداً تعطي نتائج، وقبل مطالباتنا السياسية يجب شرح معاناتنا الانسانية ومقدار الألم لتحريك ضمائر العالم حتى لو هذه النتائج في نظر البعض بسيطة كون هذه الحرب مستمرة وتتزايد وتيرتها الا أننا كشعب فلسطيني يجب أن نستمر وتحريك كافة جهودنا.
وذكر القسيس أن بأسبوع ميلاد السيد المسيح انظار العالم أجمع تكون على مدينة بيت لحم ويجب على كافة مسؤسسات المدينة متمثلة بالبلدية وجهات اخرى التعاون ووضع خطة متكاملة لأستغلال هذا الانظار لايصال رسالتنا مثل استغلال الكشافة والفن وغيرها لمخاطبة الغرب بلغات مختلفة، مضيفاً اعتقادة أن الكنائس عمتفعل جهودها والان صوتها مسموع من خلال عدة اتصالات تجريها وبيانات كثيرة خرجت من روؤساء الكنائس الفلسطينية إلى الكنائس الغربية.
وتابع أن في اعاظة الاحد أو الميلاد جزء كبير منها يصل للعالم ويتم ترجمته فمهم جداً يكون تسليط ضوء واضح على الواقع دون خجل أو دبلوماسية، ويجب أن تتم الصلاة لايقاف الحرب بل لايقاف الابادة التي تحصل ولا يتم الصلاة من أجل السلام فقط بل لانهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري، فمن خلال الصلوات نستطيع ايصال ما نريد من رسائل.
وأختمم القسيس رسالته بأنها رسالة صمود بالدرجة الأولى لأبناء شعبنا لأن نحن كفلسطينيين نتعرض للابادة وأهلنا بقطاع غزة هم بالواجهة وصمودنا ووحدتنا كفلسطينيين في هذه الفترة هي أهم رسالة، فالواضح من سياسة الصهاينة لا يريدوننا في هذه الأرض، فبقائنا هنا متمسكين بحقوقنا وأرضنا وترابها هو الأهم.
وخصص كلمة لمسيحي بيت لحم “بقائنا في أرضنا أهم رسالة صمود ومقاومة فلا يجب أن ننسى كنائس غزة وأهلها ومسشتفياتها فكل شيىء مستهدف، فانعزالنا وخيارنا للهجرة خاطىء والمسيح أبن بلدنا والمسيحية خرجت من فلسطين لكل العالم”، مضيف سنتحدى الكل من وسط الركام والموت نحن كفلسطينيين نتمسك بالحياة والرجاء والامل فامالنا بالله وعدالة قضيتنا يعيطنا رجاء.