[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح و كُتبت لها الحياة”، نقشٌ تركه الشهيد سيد قطب – رحمه الله – لكنّها اليوم تعود كشهادةٍ حيّة بحق الشهيد القائد إسماعيل هنية الذي ارتقى شهيدًا في غارةٍ صهيونيةٍ خلال تواجده في العاصمة الإيرانية طهران.
ولم تمض لحظاتٌ على إعلان ارتقاء القائد هنية شهيدًا – رحمه الله – حتى اشتعلت كلماته وصوره وتلاوته للقرآن وإنشاده ودموعه وابتساماته كالنار في الهشيم، فدبت فيها الروح والحياة من جديد رغم أنّ بعضها يعود لعقودٍ من الزمن.
المركز الفلسطيني للإعلام رصد ما تداوله المدونون والنشطاء من هذا الإرث العظيم الذي تركه القائد الشهيد إسماعيل هنية مقدمًا روحه فداء لكل ما كان يعتقده وما كان يشحذ به همّة الشعب الفلسطيني والأمة والمقاومة لمواصلة الدرب حتى التحرير مهما كانت التضحيات، ولتبقى كلماته ومواقفه نورًا يستضيء به من أراد السير في هذه الدرب الذي كانت خاتمته الشهادة في سبيل الله.
لن نعترف بإسرائيل
من أبرز المقاطع التي تداولها المدونون على نطاق واسع بحسب رصد المركز الفلسطيني للإعلام، لحظة يعلن فيها القائد الشهيد رفض المقاومة المطلق للاعتراف بالكيان الصهيوني.
وفيه يتحدث الشهيد القائد هنية: أقول لكم وبأمانة سنسأل عنها أمام الله وبثبات الرجال، وعهدة الشهداء، أنّنا لن نعترف.. لن نعترف.. لن نعترف بإسرائيل.
الاستعداد لدفع الثمن
مقطع آخر تم تداوله، أثناء حثه للإقدام والاستبسال في مقاومة العدوّ والصمود في وجه العدوان المتواصل بعد السابع من أكتوبر، وعدم الوقوف مطولا عند رحيل القادة الذين قدموا أرواحهم في هذا الطريق، قائلا: “بكره حتشوفوا أبو العبد شهيد، امضوا ولا تترددوا”..
ويضيف القائد هنية: دماؤنا فداء لديننا ولقدسنا ولأقصانا، ونحن إخواني بايعنا الله على ذلك”.
ويوضح طبيعة المشهد المؤلم قائلا: “لسة مشوارنا طويل ومعركتنا قاسية جدًا، ولكن إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون.”
وفي مقابلة تداولها المدونون والنشطاء يقول هنية – رحمه الله – إننا نستشعر ثقل أمانة ومسؤولية قضية فلسطين وهذه مسؤولية لديها أثمان، ونحن مستعدون لهذه الأثمان.
رسالة لأهالي الشهداء
ومع اشتداد المعركة وارتفاع أعداد الشهداء وفي ذروة العدوان الغاشم، خرج القائد الشهيد إسماعيل هنية موجها خطابه لأهالي غزة وأهالي الشهداء على وجه التحديد، قائلا: يا أهل غزّة يا من تزفون في كلّ لحظة الشهداء، يا من يخرج الشهداء زمرًا زمرًا إلى الرحمن وفدًا، لا تبتئسوا ولا تحزنوا أنتم الأعلون، لكم الاستعلاء بإيمانكم وبمقاومتكم وبقسامكم وبجهادكم وعزتكم وشعبكم وأمتكم.
ويضيف: سلامٌ عليكم أيها الشهداء الأطهار الأبرار، سلامٌ عليكم، سلامٍ عليك يا غزة يا شاهدة العصر، وعلى العصر، يا رافعة الكرامة، سلامٌ عليكم عوائل الشهداء، يا عوائل الصبر والاحتساب.
كما تداول المدونون صورة التحدي التي يقدها القائد الشهيد هنية بوجه الاحتلال حين يقول ومن أمام بيته المدمّر في مخيم الشاطئ: “بصفتي رئيس للوزراء اتشرف بالعيش في مخيم الشاطئ للاجئين.”
لا نركع إلا لله
وتداول المدونون على نطاق واسع كلمات للشهيد القائد – رحمه الله – يوجه فيها رسائل الصمود والتحدي لكل من يقف بوجه آمال أهل غزة وفلسطين، قائلا: إذا كان القرار تركيع غزة وتركيع القرار الفلسطيني فإنّ قرارنا أننا لا نركع إلا لله.
ويضيف هنية بالقول: وعلى كل صانعي القرار داخل فلسطين وخارج فلسطين أن يلتقطوا الرسالة.. نعم لا نركع إلا لله، نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة”.
الصبر على مصاب استشهاد عائلته
وفي مقطع متداول على نطاق واسع، يصف القائد الشهيد هنية مشاعره بعد ارتقاء أعداد كبيرة من عائلته قائلا: أحمد الله وأشكره على هذا الشرف وهذه الكرامة العظيمة التي شرفنا بها وأكرمنا بها باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض الأحفاد الذين التحقوا بأبناء اخي وأختي وأبناء العمومة والعدد وصل على ستين شهيدًا.
ويضيف: اليوم يلتحق حازم وأمير ومحمد، مع بعض أبنائهم إلى هذه الكوكبة وإلى قافلة الشرف والعزة والشهادة، وأحمد الله سبحانه وتعالى على هذا المآل العظيم.
ويتابع بالقول: نحن شعب يعيش في هذه الأرض وعلى هذه الأرض ليكتب الحياة له ولكل الأحرار في هذه الأمة، نعم بدماء الشهداء وجراحات الجرحى، والآلم، نصنع إن شاء الله الآمال ونصنع المستقبل ونصنع الاستقلال والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا.
آخر رسالة
وانتشرت بمواقع التواصل كلمات القائد الشهيد هنية الأخيرة، في الحث على يوم عالمي لنصرة فلسطين.
يقول هنية:”نتطلّع لأن يكون يوم الثالث من (أغسطس) آب يوما محوريا ومشهودا وفاعلا في كل ربوع فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات، وفي عالمنا العربي والإسلامي، ولدى كل الأحرار في العالم، من أجل نصرة أهلنا في قطاع غزة وأسرانا الأحرار في سجون الاحتلال”.
ويختم بالقول: “لنجعل هذا اليوم بداية انتفاضة عالمية نصرة لغزة”.
سجدة الشكر
وفي مقطع فيديو يظهر القائد الشهيد إسماعيل هنية وهو يعلّق على اللحظات الأولى ليوم السابع من أكتوبر، وتغمره الفرحة والسعادة يظهر شارحا بعض المقاطع لإخوته القادة.
ثم يطلب القائد الشهيد منهم أن يسجدوا شكرًا لله على هذا النصر، اللهمّ اكرمنا بعزك ونصرك لشعبنا وأمتنا.. الله أكبر.
ذكريات مرج الزهور
كما استذكر المدونون والنشطاء لحظاتٍ للقائد الشهيد إسماعيل هنية خلال رحلة إبعاده لمرج الزهور جنوب لبنان مع مئات القادة من الشعب الفلسطيني والتي أسست لمرحلة مختلفة من المقاومة لاحقا.
حياة مملوءة بالتواضع
يقول احد المدونين على منصة إكس في وصف الراحل الكبير إسماعيل هنية: عاش فلسطينياً ومات كما يموت الفلسطينيون عادة.
وأرفق مع منشوره صورة للشهيد إسماعيل هنية وهو يرتدي ثوبًا أبيض ويجلس أمام منزله بكل تواضع، حين كان رئيسا للحكومة الفلسطينية، فيما الأطفال في “الحارة” يلهون ويلعبون حوله بكل ارتياح.
وتداول المدونون والنشطاء على نطاقٍ واسعٍ تلاواتٍ عطرة لآياتٍ من القرآن الكريم بصوتٍ جميلٍ للقائد الشهيد إسماعيل هنية.
ويقرأ الشهيد القائد في تلك المقاطع: (ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وانّ الله لا يضيع أجر المؤمنين”.
كما تداول المدونون إحدى المقولات التي وصفوها بـ “الخالدة”، يقول فيها القائد الشهيد:
“إن حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبدًا وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين”.
رمزٌ للعزّة رغم الجلوس على الرصيف
وفي صورة له شهيرة لحظة منعه من الدخول إلى غزة وانتظاره على رصيف المعبر، يقول أحد المدونين: حاول أصدقاء وعبيد إسرائيل إذلاله، لكن الله رفع من قيمته واختاره شهيداً بجواره.
ويضيف: في الصورة، ينتظر إسماعيل هنية على بوابة معبر رفح السماح له بالعودة إلى غزة بعد أول جولة خارجية له منذ توليه منصب رئيس الوزراء في يناير 2006.
نصرة رسول الله
ونشرت الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، كلمة للقائد الشهيد إسماعيل هنية خلال زيارته لمقر الجمعية في إسطنبول.
واكد أن اللقاء استحضرت فيه القضايا الكبرى للأمّة وفي مقدمتها نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذود عن حماه وإبقاء هذه القدوة الخالدة التي تسير جحافل الأمة بهدى وبصيرة على طريقها، وكذلك ما يجري في القدس والمسجد الأقصى وما يجري على أرض فلسطين التي هي قضية الأمّة المركزية.
وعبّر عن أمله في كلمته عن أن يكون اللقاء في المسجد الأقصى محررًا.
صوت جميل في النشيد
وتداول المدونون والنشطاء مقاطع فيديو يقدم فيها القائد الشهيد إسماعيل هنية مقاطع إنشاد قصيرة تعلي من قيم النصر والشهادة والتحرير والامل في أن تعود فلسطين لحياض العرب والمسلمين ولأهل فلسطين.
وتقول كلمات الأنشودة التي يرددها: قسما بالله الجبار لتعودي يا دار، باسم الدين على فلسطين تيفر الغدار.. مشينا الدرب خضنا الصعب تخطينا الحدود، ومهما الشوك صبر المر حتعودي يا دار.
أعرف دربي وما هدفي
يقول الإعلامي الفلسطيني أدهم أبو سلمية: ماضٍ وأعرفُ ما دربي وما هدفي.. والموت يرقص لي في كل منعطفِ رحم الله رجلاً صدق الله، فصدقه الله.. رحل إلى ربه راضياً مرضياً مجاهداً، قاد بكل شجاعة المقاومة الفلسطينية في أدق المحطات وأصعبها، قدم كل ما يملك في سبيل الله ثم ها هو يختم حياته شهيداً مقبلاً غير مدبر.
“}]]