“الطحين المغمّس بالدم”.. حرب التجويع الصهيو-أمريكية تتواصل لتهجير أهل غزة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يواصل العدوّ الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ 146 على التوالي، وتوجها صباح اليوم الخميس بـ “مجزرة الطحين” المروّعة على شارع الرشيد جنوب غرب مدينة غزة بحق مدنيين عزل ينتظرون وصول المساعدات والطحين، وارتقى فيها ما يزيد عن 360 شهيدًا وجريحًا.

وبالتزامن مع مجازر العدوّ وإجرامه واصل بث الأكاذيب والادعاءات الزائفة حول حقيقة ما جرى، فيما اكتفت الولايات المتحدة صاحبة “الضوء الأخضر” والدعم اللامتناهي للعدوان بوصف الحادث بـ “الخطير” وانتظار التقارير حوله، لتتواصل الجريمة التي يرى فيها مراقبون استمرارًا لسياسة صهيوأمريكية متواصلة تسعى لممارسة الإبادة الجماعية بحق أهل غزة مع سبق الإصرار والترصد، والسعي بشكل أكبر لتفريغ محافظتي غزة والشمال من أكثر 700 ألف غزّي رفضوا الرضوخ لسياسات العدوّ وإجرامه وأصروا على الصمود رغم كل المحاولات التي وصلت حد ارتكاب “جريمة حرب التجويع” أمام مرأى ومسمع العالم.

عشرات الفلسطينيين استشـ ـهدوا بعد أن ارتكب جيش الاحتلال مجزرة بحقهم خلال انتظارهم وصول كيس الطحين. #مجزرة_الجوع pic.twitter.com/r9PUFMlEnP

— شبكة فلسطين للحوار (@paldf) February 29, 2024

فيما أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان د. رامي عبده أنّ الاحتلال “الإسرائيلي” ماض في سياسة التجويع وسياسة إفراغ شمال غزة من السكان.

وتتواصل الدعوات بضرورة استمرار الضغط على المجتمع الدولي وعلى أمريكا بكل السبل المتاحة لكسر الحصار الظالم عن قطاع غزة وإيصال المساعدات للمدنيين بما يحفظ إنسانيتهم وحقوقهم الأساسية التي نصت عليها كل العهود والمواثيق والأديان وبما يحفظ كرامتهم وحقهم في الحياة كباقي البشر.

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال “الإسرائيلي” وكذلك المنظمات الدولية التي تنصلت من مسؤولياتها؛ المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي والمجزرة والمروعة وحرب الإبادة وحرب التجويع التي نفذها وينفذها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” حتى الآن، والتي تهدف لتهجير السكان قسرًا وإفراغ المنطقة.

كما ناشد كل دول العالم وكل الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتدخل الفوري والعاجل من أجل الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء.

من جانبه أكد الخبير العسكري الدكتور محمد المقابلة في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام أنّ أمريكا ترى هذا المشهد وتعلم كل تفاصيله أكثر من غيرها، وهي التي تديره، وهي التي توجهه، وتمارس إعلامًا وكلاماً معروفًا بالنفاق وتزييف الوعي، ويعتبر تسكينًا للعواطف والمشاعر، ولكن على أرض الواقع ليس موجوداً.

112 شهيدا وعشرات الجرحى هم ضحايا مجزرة المساعدات، أو مجزرة الطحين، أو مجزرة الجوعى، أو مجزرة المهجرين، مجزرة دوار النابلسي.

سموها ما شئتم، لكنها مجزرة جديدة تضاف لآلاف المجازر، فلم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة بحق المسلمين.

السؤال: هل أثرت فينا، هل غيرت فينا، وماذا نحن فاعلون؟… pic.twitter.com/9MWs4BKvES

— خليل المقداد (@Kalmuqdad) February 29, 2024

ولفت إلى أنّ هذه سياسة أمريكية نراها اليوم ورأيناها فيما مضى، وهي التي تتسبب بالقتل ثم ترسل أدواتها الإعلامية للتباكي وفتح بيوت العزاء حتى تظهر بالمظهر الإنساني لتزيف الوعي العربي.

وأضاف المقابلة: هم يقتلون القتيل ويشيعونه ويفتحون له بيت العزاء، ويتقبلون العزاء، وسيخرجون افلامًا وثائقية وتصريحات يتحدثون فيها عن إرهابٍ وإجرامٍ وهم يزيفون الوعي بأنّ أمريكا لم تكن توافق على هذه الأفعال.

وينوه إلى أنّ هذه الأفعال كلها متسقة مع العقلية الصهيونية التي قامت على أساس تزييف الوعي وارتكاب الجرائم عبر التاريخ الحديث والذي عاصرناه ورايناه بأعيننا.

وأكد المقابلة أنّ سياسات هذا الكيان الإجرامي بلا نقاش في أساسها قائمة على نظرية عسكرية وليس نظرية سياسية كباقي الدول الطبيعية، بمعنى أنّه قام على الإرهاب ويعتبر أنّ الذراع العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لإثبات وتحقيق غاياته السياسية، على عكس الآخرين الذين يريدون أن يكونوا كيانًا سياسيًا ويضعوا ذراعًا عسكريًا لحماية هذه السياسات، فهو على العكس “كيان إرهابي”.

ولفت المقابلة إلى أنّ “مجزرة الطحين” التي أقدم عليها العدوّ الصهيوني اليوم، فضلاً عن انّها تهدف للضغط على الفلسطينيين في محافظتي غزة وشمالها بهدف تهجيرهم قسريٍا وتفريغ المنطقة من سكانها، أيضًا فإنها تحمل رسالة موجهة إلى عدة جهات وبعدة معاني، وإلى عدة عناوين.

أحد الناجين من مجزرة الطحين يتحدث عن ما حدث معهم
أكثر من 105 أشخاص قتلهم الجيش الإسرائيلي في لحظات وجرح أكثر من 700 حالة بعضهم خطرة#مجزرة_دوار_النابلسي #مجزرة_جوعى_غزة #مجزرة_الطحين pic.twitter.com/FZEnqgBcCm

— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) February 29, 2024

ونوه إلى أنّ الرسالة الأولى أولاً هو يريد أن يقول للدول العربية جميعها وعلى رأسها الأردن أنّ هذه المساعدات لو أرسلتموها ومارستم الضغوط علينا لإدخالها لأهل غزة، فإنّنا قادرون على تحويلها إلى دماء، وبالتالي ستكون هذه المساعدات بالنسبة لأهل غزة ويلا وثبورًا عليهم، ليقولوا للناس أنّ هذه الأنظمة التي تدّعي مساعدتكم وإمدادكم هي غير قادرة على حمايتكم حتى وإن أرسلت لكم الطحين.

وحذر المقابلة من خطورة أنّ هذه رسالة فيها تفرقة وفقدان ثقة أنّ هذه الأنظمة يجب أن توفر حماية لإيصال المساعدات، وهذا إحراج للأنظمة العربية التي باتت تظهر بمظهر “العاجز عن كل شيء”.

💢سيدة فلسطينية تبحث عن نجلها الذي خرج إلى شارع الرشيد بغزة الليلة الماضية بحثاً عن الطحين والغذاء قبل أن يرتكب جيش الاحتلال مجزرة بحق الأهالي في المنطقة pic.twitter.com/sfZOTKlzQl

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 29, 2024

ويتابع بالقول: أنّ الرسالة الأخرى، أنّ هناك حرب ضدهم على عدة مستويات ابتدأت بالنار والتدمير والهلاك والإهلاك وقوة النار التي لم نشهدها على مدار التاريخ، وهذه المرحلة بالنسبة للعدوّ أصبح ينتقل لمرحلة أخرى وقتل بطرق اكثر خبثًا وطرق صامتة، من خلال “التجويع”.

وأضاف أنّ هذا التجويع الذي لا نرى أثاره مباشرة، فأطفال رضع تموت نتيجة التجويع، أو سوء التغذية، أو ستموت خلال قادم الأيام، ورجال ونساء مصابون بالأمراض سيموتون ببطء، في قادم الأيام في حرب تجويع تمارس يوميًا بمنع وصول المساعدات والغذاء والطعام والدواء، وهذه حربٌ أخرى تمارس ضد أهل غزة.

ولفت إلى أنّ هناك حرب ثالثة قائمة لتشكيك المجتمعات العربية ببعضها البعض، وضربها مع أنظمتها، وأنها عاجزة عن القيام بأي دور، وإن أوجدت دورًا لها تريد أن تحفظ ماء وجهها أمام شعوبها، تقوم مباشرة إسرائيل بإفقاد هذه الأنظمة هذه الورقة ووضعها في زاوية أخرى حرجة لتبقى الشعوب متذمرة فاقدة للثقة بأنظمتها، ويصبح الصراع ما بين الأنظمة العربية وشعوبها، وهذا ما يحصل حاليا، من حروب بين الشعوب وبعضها البعض والشعوب وأنظمتها، وهو الأمر الذي يحرص الكيان الصهيوني على إبقاء عالمنا العربي غارقًا في الفوضى.

بدوره قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تتعمد تعميق أزمة التجويع الكارثية لجميع سكان قطاع غزة، بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على نحو شديد ومتواصل، ومنع وعرقلة إدخال وتوزيع الإمدادات الإنسانية، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، بهدف دفع السكان إلى التهجير القسري من مناطقهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وأبرز الأورومتوسطي أن استمرار تراجع وتيرة إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، وتقويض آليات حمايتها وسبل توزيعها، يأتي كأداة أساسية تنفذ فيها إسرائيل مسعاها في إخضاع فلسطينيي القطاع عمدًا لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكهم الفعلي، وكذلك لاستكمال تنفيذ خططها في تفريغ مدينة غزة ومناطق شمالي قطاع غزة من السكان، وإجبارهم على النزوح جنوبًا بشكل قسري تحت ضغط الهجمات العسكرية، والتهديد والترهيب، وسياسة التجويع وإبقاء مستويات مساعدات غير متناسبة مع حجم الاحتياجات الهائلة.

ووثق المرصد الأورومتوسطي إفادات من سكان في مدينة غزة وشمالها بشأن تلقيهم اتصالات هاتفية من الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، يطالبهم فيها بشكل واضح وصريح بالنزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة من أجل الحصول على الغذاء والماء وتفادي الموت جوعًا.

وبحسب الإفادات، فقد تضمنت رسائل مسجلة تلقاها السكان قول الجيش الإسرائيلي إنه ما يزال “يعمل بقوة” في مناطقهم بينما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية في منطقة “المواصي” جنوبي القطاع، مطالبًا إياهم بالتوجه إلى تلك المنطقة للحصول على المساعدات.

ويؤكد المرصد الأورومتوسطي أنّ نهج إسرائيل قائم على تقويض النظام المدني لتغييب دوره في تسهيل دخول الإمدادات الإنسانية، بحيث استهدفت بشكل شبه منتظم أمن إدارة معبر “كرم أبو سالم” وعناصر الشرطة المدنية المكلفين بتأمين قوافل المساعدات، وبالتالي تغييبهم عن المشهد وترك الفوضى سيدة الموقف عند دخول المساعدات، مما أدى إلى تقويض عملية توزيع المساعدات الإنسانية بشكل أكبر.

من جانبه لا يستبعد مدير “مركز يبوس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية” سليمان بشارات، أن يكون هدف التجويع هو إنجاح خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الساعية لخلق نموذج “إدارة مدنية” تديره إسرائيل لمنطقة شمال غزة، بحيث يحاول الاحتلال أن يُجبر السكان على تقبل هذه الخطوة والتعامل معها تحت دافع الجوع والحاجة.

وأضاف للجزيرة نت أن “إسرائيل تريد أن تحوّل الشمال إلى نموذج يمكن أن يتم تعميمه على باقي قطاع غزة في حال نجاحه، وبالتالي هي تراهن على عامل الزمن”.

كما يرى بشارات أن لسياسة التجويع أهدافا سياسية تتمثل في ربط إدخال الغذاء لسكان الشمال بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

مدير المرصد الأورومتوسطي رامي عبده أكّد أنّه كان للإبادة الجماعية في غزة أن تتوقف لو خرج الآلاف يتقدمهم “نخب وعلماء” لمحاصرة سلمية مفتوحة لسفارات أوروبية وأمريكية في عاصمتين عربيتين فقط وربما عاصمة واحدة.

وتابع بالقول: “دمنا في رقابكم.. دمنا على أفواهكم”.

كان للإبادة الجماعية في غزة أن تتوقف لو خرج الآلاف يتقدمهم “نخب وعلماء” لمحاصرة سلمية مفتوحة لسفارات أوروبية وأمريكية في عاصمتين عربيتين فقط وربما عاصمة واحدة.
دمنا في رقابكم.. دمنا على أفواهكم

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) February 29, 2024

من جانبه أكد الخبير العسكري محمد المقابلة في تصريحاته للمركز الفلسطيني للإعلام بأنّ “الطحين المغمّس بالدم” الذي شاهدناه اليوم في غزة رسالته الأولى موجهة مباشرة للزعماء والأنظمة العربية انّه لا يجوز لهم أن يتكلموا كما يتكلم المواطنون أنّ هناك إبادة جماعية وينتقلوا لحالة التشخيص وحالة الوصف كما هو المواطن العاجز، وهي قادرة على تنفيذ ذلك على الأقل – حفاظًا على ماء وجهها -.

ولفت إلى أنّه لا يعقل أنّ الأنظمة العربية التي تستعرض الجيوش وتلبس الأوسمة والميداليات والزيّ العسكري، ألا تخجل أنّها بعد هذا اليوم لا تستطيع ذلك.

مجزرة النابلسي.. هذا الطحين -على رخصه- أغلى من أمة سقطت في أول اختبار لها#غزة #شمال_غزة_يجوع pic.twitter.com/OwYfb0P2lZ

— Islam Bader | إسلام بدر (@islambader1988) February 29, 2024

وتابع المقابلة بالقول: فلتحافظ على هيبتها وكرامتها بذاتها كأنظمة وليس من أجل شعوبها، وذلك من خلال أن تثبت أنها قادرة على تنفيذ إرادة شعوبها على  الأقل في إيصال المساعدات ومنع ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وأهل غزة بعدة وسائل اقتصادية وسياسية وعسكرية إذا لزم الأمر.

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية غرب غزة، فباغتتهم نيران الاحتلال، واستشهد منهم العشرات وأصيب المئات، ما هي إلا جريمة في إطار حرب التجويع التي يخضوها الاحتلال بتواطؤ أمريكي بهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وبحسب متابعة المرصد الأورومتوسطي، فإن الإمدادات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة في شباط/فبراير الجاري انخفضت مقارنة مع كانون ثانٍ/يناير بنسبة 50% على الرغم من تعاظم الاحتياجات الهائلة لأكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون في ظروف معيشية بائسة.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة