[[{“value”:”
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تدمير البنية التحتية الصحية والظروف البيئية في قطاع غزة “تخلق بيئة مثالية لانتشار الأمراض”.
وشددت المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندماير، على أن “تدمير النظام الصحي في غزة، وانعدام الأمن وإعاقة الوصول والنزوح المستمر للسكان ونقص الإمدادات الطبية وسوء نوعية المياه وضعف الصرف الصحي، تؤدي جميعها إلى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال”.
ونبه ليندماير في مساء الجمعة، إلى أن تلك الظروف تشكل خطرًا على الأطفال وتخلق البيئة لانتشار أمراض مثل شلل الأطفال.
وأوضح أن معدلات تغطية تطعيم شلل الأطفال قبل بدء الحرب على غزة كانت مثالية، وأنه “تم تقدير تغطية تطعيم شلل الأطفال، والتي يتم إجراؤها في المقام الأول من خلال التطعيم الروتيني، بنحو 89% في عام 2023 وفقًا لأحدث تقديرات التطعيم الروتيني للمنظمة واليونيسف. وفي عام 2022، بلغت تغطية التطعيم الروتيني في الأرض الفلسطينية المحتلة 95 بالمئة وأكثر”.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت قبل أيام أن الاختبارات التي أجريت بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) “أظهرت وجود فيروس شلل الأطفال” في القطاع الذي يرزح تحت حرب إبادة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وفي المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، قال ليندماير، إنه في 16 يوليو/ تموز قامت شبكة مختبرات شلل الأطفال العالمية بعزل فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2 في ست عينات من مياه الصرف الصحي تم جمعها في 23 يونيو/ حزيران الماضي في مواقع المراقبة البيئية في خان يونس ودير البلح في غزة.
وأضاف، أنه “من المهم ملاحظة أن الفيروس قد تم عزله من البيئة فقط في هذا الوقت، ولم يتم الكشف عن أي حالات شلل مرتبطة به”.
وأفاد ليندماير، بأنه كجزء من جهود الاستجابة، تعمل المنظمة في الأرض الفلسطينية المحتلة مع وزارة الصحة الفلسطينية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ووكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) والشركاء لإجراء تقييم للمخاطر لتحديد نطاق انتشار فيروس شلل الأطفال والاستجابات المناسبة اللازمة لوقف أي انتشار آخر، بما في ذلك حملات التطعيم السريعة.
وأشار إلى واقع النظام الصحي الآن في غزة، حيث يعمل 16 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى جزئيا، و45 من أصل 105 مرافق للرعاية الصحية الأولية.
وتشن وكالات الأمم المتحدة حملات منذ أربعة عقود للقضاء على شلل الأطفال، الذي ينتشر في أغلب الأحيان من خلال مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، ولكنه شهد انتعاشا في السنوات الأخيرة في أفغانستان وباكستان وبعض الحالات المعزولة في نيجيريا.
وكانت بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة قد أعلنت مؤخرًا، عن إغلاق محطات معالجة مياه الصرف الصحي أبوابها بسبب نقص الوقود.
وحذرت البلدية في بيان سابق من أن الطرق ستغمرها مياه الصرف الصحي وأن 700 ألف مدني، معظمهم من النازحين، سيتعرضون لخطر الإصابة بأمراض تنتقل عن طريق مياه الصرف الصحي.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 70 في المئة من محطات المياه والصرف الصحي في غزة دمر أو تضرر جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي العنيف لها.
وخلص تقييم الأمم المتحدة لمخيمين في دير البلح أوائل يونيو /حزيران الماضي إلى أن متوسط استهلاك الشخص اليومي من المياه، بما يتضمن الشرب والغسيل والطهي، أقل من لترين، أي أقل بكثير من الكمية الموصى بها وهي (15 لترا يوميا).
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشي التهاب الكبد الوبائي (أ) في الكثير من مدن قطاع غزة، والذي أدى، حتى أوائل يونيو/حزيران الماضي، إلى 81700 حالة إصابة بالريقان؛ وهو أحد الأعراض الرئيسية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على غزة، أسفرت حتى عن أكثر من 38 ألفا و848 شهيدا، وإصابة 89 ألفا و459 آخرين معظمهم أطفال ونساء، وإلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل في البنية التحتية الصحية والتعليمية ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
“}]]