الشتاء يعمّق معاناة النازحين بغزة وخيامهم تفشل بأول اختبار

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في كل العالم ينتظرون فصل الشتاء على أحرٍ من الجمر، فهو شهر للوئام، والدفء، إلا في قطاع غزة هنا، لهم شأنٌ آخر مع الأمطار فهو ضيفٌ ثقيلٌ عليهم، ليس اعتراضًا، وإنما لإدراكهم أن الشتاء سيكون وبالًا على خيامهم المهترئة، وهم الذين ينزحون عن منازلهم منذ قرابة عامٍ.

“غرقنا”.. الكلمة الأكثر تداولًا في قطاع غزة هذا اليوم، بعد أن جادت السماء بأمطار خير وبركة، بللت أشياءهم، وأغرقت مساكنهم البسيطة.

أوضاع صعبة يعيشها النازحون بسبب هطول الأمطار على خيامهم المهترئة في مخيمات النزوح جنوب قطاع غزة، حيث تُغرق الأمطار المخيمات، مما يزيد من معاناتهم ويفاقم الظروف المأساوية التي يعيشونها. pic.twitter.com/kPrITpB7VU

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) September 22, 2024

الجميع في الخيام يردد الكلمة الأكثر شهرة، غرقنا.. ماذا نفعل؟ وين نروح؟ يأس وقهر وألم.

خيامهم أضحت كجزر متناثرة في برك من المياه والوحل، وأطفال بملابس رثة يحاولون منع المياه من الدخول إلى خيامهم، عل محاولاتهم تنجح في حماية ما يمكن حمايته، إلا أنهم فشلوا.. وحزنوا.. وبكل تأكيد زاد الألم وعظمت المعاناة.

👈شاهد
ظروف قاسية.. الأمطار تُغرق خيام النازحين في خانيونس جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/0aVoVcZleE

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 22, 2024

في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، جال مراسلنا في المنطقة المكتظة بالخيام، وكانت الصورة أغنى من ألف كلمة، خيام مهترئة، تهطل عليها أمطار كثيفة، والنتيجة واحدة “يغرق كل شيء”.

بالكاد استطاع مراسلنا التجول بين خيام النازحين، فالوحل ومجمعات المياه في كل مكان، وصادف حاجة مسنة تدعى أم إياد (70 عامًا) قالت: لا أقول شيء يكفي أننا غرقنا من أول شتوية.

#فيديو | نازحون يحاولون إصلاح خيامهم بعد أن غمرتها مياه الأمطار في خانيونس جنوبي قطاع غزّة. pic.twitter.com/xxJyjTp39g

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) September 22, 2024

وفصل الشتاء لم يدخل فعليًّا، حيث إن اليوم 21 سبتمبر هو أول أيام فصل الخريف، ويتساءل الناس عن حالهم حال دخول الشتاء فعليًّا وبدء المنخفضات العميقة، مع استمرار نزوحهم، وبؤس حالهم.

عشرات الآلاف من النازحين يطالبون بشوادر جديدة، وخيام تقيهم الشتاء، وأغطية ثقيلة، وملابس، والجميع يطالب بعودته إلى بيته، حتى لو كان مهدما.

👈طواقم لجنة الطوارئ في بلدية غزة تتابع تصريف مياه الأمطار في مناطق مختلفة من المدينة ولاسيما المناطق المنخفضة التي تتجمع بها مياه الأمطار pic.twitter.com/a2z0X2t95P

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 22, 2024

المواطنة انشراح الفليت والتي تسكن في خيمة على شاطئ بحر مدينة دير البلح، تبكي بحرقة وتقول: طول الليل ما نمت، ونحن نضع سواتر من الرمال حول الخيمة، علها تحمينا من موجات المد، وهطول الأمطار.

تضيف لمراسلنا: ماذا نفعل، يكفي ما يحدث بنا، في الصيف، قتلنا من الحر، ها نحن نقتل من الأمطار، وين نروح؟ شو نعمل.

يقول المواطن ابراهيم البخاري النازح من حي الرمال، قبل عدة أيام جاءت موجة وأخذت معها خيمتان، دخل البحر علينا وبلل ملابسنا، والسواتر التي نصنعها بلا نتيجة.

“يا رب خفف علينا المطر”.. الأمطار تغرق خيام النازحين في قطاع #غزة#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/9CvIBfJhmM

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 22, 2024

فيما قالت أحلام ابو طعيمة، وهي تعد سواتر رملية جديدة مع أطفالها: صنعنا سواتر من الرمل، لكنها تهدمت بفعل أو مطره صغيرة شهدها القطاع، ودخلت خيمتنا، لا نعرف ما الذي سنفعله في المنخفضات الجوية الكبيرة وأيام المربعانية.

الشاب خالد أبو شاويش (33 عامًا) وتزوج حديثا في خيمة يقول لمراسلنا إن خيمته فشلت في أول اختبار للشتاء، فالرياح الشديدة مزقت أجزاء منها، إضافة لغرقها بالمياه.

◾ صور لغرق خيام النازحين في خانيونس جنوب قطاع غزة بفعل تساقط الأمطار الغزيرة صباح اليوم pic.twitter.com/oO5ubxNWea

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 22, 2024

يتابع أن الحال كارثي، والأوضاع جدًا صعبة، ويدعو العالم للتدخل لوقف حد لهذه المعاناة والكارثة الكبيرة.

لقد كشفت الأمطار التي هطلت الأسبوع الماضي عن كارثة بيئية وصحية تلوح في الأفق لملايين النازحين الذين يتكدسون في الخيام المكتظة أو الأحياء التي تعرضت للقصف في وسط وشمال غزة؛ حيث لم تتبق أي بنية تحتية تقريبا.

الوضع الإنساني صعب في خيام النازحين في جنوب غزة فما بالك عندما تعصف بها الأمطار الغزيرة وتغرق الخيام والشوارع الرملية؟
اللهم فرجًا قريبًا https://t.co/ju5Nx67CMc pic.twitter.com/1GenFtUfWR

— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) September 22, 2024

فقد دمر الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة 655 ألف متر من خطوط الصرف الصحي و330 ألف متر من خطوط المياه بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وهذا يعني أن العائلات النازحة في جميع أنحاء غزة ستكون أمام خيارين خلال فصل الشتاء المقبل الذي أصبحت الفيضانات خلاله شائعة بشكل متزايد: إما أن تغرق في مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية المدمرة في غزة، أو أن يبتلعها المد المتزايد في المخيمات على البحر.

وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تقريرا في 14 سبتمبر/أيلول يفيد بأن عدد النازحين في تزايد مستمر خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث وثق وجود 543 مركز إيواء ونزوح في جميع أنحاء القطاع الذي أصبح على حافة كارثة إنسانية حقيقية مع قدوم الشتاء، إذ سيصبح ما يقرب من مليوني شخص بلا مأوى.

وأشار التقرير أيضا إلى أن التقييم الميداني للحكومة يشير إلى أن أكثر من 100 ألف خيمة في غزة غير صالحة للسكن الآدمي نتيجة التآكل والتلف، موضحا أن معظم الخيام مصنوعة من البلاستيك والأقمشة المهترئة.

ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي لإنقاذ مليوني نازح من سكان غزة قبل فوات الأوان.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة