القاهرة / PNN – طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بإعادة إعمار لبنان وإنهاء حرب إسرائيل على قطاع غزة فورا، فيما دعا نظيره اللبناني جوزاف عون إلى إحلال “سلام العدالة”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة، التي بدأ عون زيارة لها الاثنين، حسب بيان للرئاسة المصرية لم يتطرق إلى مدة الزيارة.
وقالت الرئاسة إن الجانبين عقدا “اجتماعا مغلقا أعقبته جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين”.
وأضافت: “ناقش الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في المجالات الاقتصادية والبنية التحتية والطاقة وجهود إعادة الإعمار”.
عقب الاجتماع، قال السيسي بمؤتمر صحفي مع عون: “نشدد على موقف مصر الثابت في دعم لبنان، سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي أو صون سيادته الكاملة”.
وأردف: نؤكد “رفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها”.
وتابع: “مصر تواصل مساعيها المكثفة واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية”.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح حوالي مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 2780 خرقا له، ما خلف 200 شهيد و491 جريحا على الاقل، وفق بيانات رسمية.
السيسي شدد على ضرورة “احترام (إسرائيل) اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن لقرار مجلس الأمن رقم 1701 دون انتقائية، بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها على أراضيها”.
وعام 2006، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 1701، بهدف وقف الأعمال العدائية بين “حزب الله” وإسرائيل، وإنشاء منطقة عازلة جنوبي لبنان.
ومضى السيسي قائلا: “أجدد اليوم دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه إعادة إعمار لبنان”.
وحث الهيئات الدولية والجهات المانحة على “المشاركة بفاعلية في هذا الجهد، لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي”.
و في سياق متصل أكد السيسي “ضرورة إنهاء العدوان على القطاع فورا، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح كافة الرهائن والأسرى”.
وشدد على ضرورة “ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، لتلبية الاحتياجات الملحة، للمدنيين الأبرياء في غزة”.
ولليوم الـ79 تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وأضاف السيسي: “جددنا التأكيد على موقف مصر ولبنان الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية، مع رفض أي محاولات تهجير للفلسطينيين أو تصفية قضيتهم العادلة”.
ودعا المجتمع الدولي إلى “حشد الجهود الدولية والموارد، لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها”.
وكذلك “تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى القطاع، والعمل على توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”، وفق البيان.
وجدد التأكيد على أن “هذا المسار هو الضامن الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار في المنطقة”.
فيما”جدد السيسي دعمه الكامل للشعب السوري الشقيق”.
وأكد على ضرورة أن تكون العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية شاملة وغير إقصائية، مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ورفض أي مظاهر للطائفية أو التقسيم”.
كما شدد على “إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية”.
وأكد “ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها”، حسب البيان.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، شنت تل أبيب منذ ديسمبر/ كانون الأول 2024 مئات الغارات الجوية على سوريا، فقتلت مدنيين ودمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
من جانبه قال الرئيس اللبناني ميشل عون : “اليوم نحن أمام تحدي السلام لكل منطقتنا، ونحن جاهزون له، ونقول للعالم أجمع وحده سلام العدالة هو السلام الثابت والدائم”، وفق بيان لمكتبه.
وشدد عون على أنه “لا مصلحة لأي لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعب في منطقتنا، في أن يستثني نفسه من مسار سلام شامل وعادل”.
واعتبر أن “السلام يبدأ بالنسبة إلينا بتأكيد التزام لبنان الكامل بالقرار الدولي 1701 للحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه، مع تشديدنا على اهمية دور القوات الدولية اليونيفيل”.
وأكد “ضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل، والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة للعام 1949، بما يضمن عودة الاستقرار والأمن الى الجنوب اللبناني والمنطقة كلها”.
عون دعا المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته في إلزام اسرائيل بتنفيذ الاتفاق (الخاص بوقف إطلاق النار) الذي تم التوصل إليه برعاية أمريكية وفرنسية”.
وشدد على ضرورة “الانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية حتى حدودنا الدولية المعترف بها والمرسمة دوليا، وإعادة الأسرى اللبنانيين كافة”.
وفيما يواصل الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب تنفيذا للاتفاق، تنصلت اسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي
ونفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من لبنان وتواصل قواته احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب 1967.
وبخصوص سوريا، قال عون إن “لبنان يحرص على قيام أفضل العلاقات مع الجارة سوريا، وأهمية التنسيق والتعاون بين البلدين، لمواجهة التحديات المشتركة، وخاصة ما يتعلق بملف النازحين السوريين وعودتهم إلى بلادهم”.
وشدد على أن بلاده تدعم كل الجهود الهادفة إلى حفظ وحدة سوريا وسيادتها، وتلبية تطلعات شعبها، ويرحب بقرار (اعتزام الولايات المتحدة) رفع العقوبات عنها، آملا أن “يساهم في تعافيها واستقرار المنطقة”.
وكانت واشنطن فرضت هذه العقوبات على نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (2000-2024)، الذي أطاحت به فصائل سورية في 8 ديسمبر 2024.