الستيني ربحي غفري : ان شاء الله أضل عايش، وأبقى شوكة في حلق المستوطنين شاهد PNN فيديو

 ​   

رام الله / PNN/  وصال ابو عليا ومحمد نوفل –  دأب خلال سنوات طفولته وبعد عودته من المدرسة لمرافقة والده حينا، واللحاق به حينا آخر لأرضهم المزروعة بأشجار الزيتون، لتعلقه بالأرض، وكان يقطع مسافة أربعة كيلو مترات وهو يحمل المياه بيديه ليسقي الأشجار، شب وشاب على ذلك إلى أن بلغ اليوم 67 عاما، إنه ربحي غفري أبو رامي من بلدة سنجل شمال رام الله.

هذه البلدة التي تقع على بعد 21 كيلو متر عن مدينة رام الله، ويبلغ عدد سكانها 7500 نسمة، ومساحة أراضيها 14 ألف دونم، معظمها تصنف مناطق ج، وتخضع للمخطط الهيكلي الذي ضيع مساحات كبيرة من الأراضي التي تقلصت إلى حد كبير، ويعمل أهلها في التجارة والزراعة. 

من هو ربحي غفري الصامد بارضه 

المواطن غفري الذي اعتقله الاحتلال عام 1990 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة نشاطه في الانتفاضة الأولى، قضى أربعة أعوام في سجون الاحتلال، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو حرر بموجبها، ومع مجيء السلطة الوطنية لغزة وأريحا، من ثم قضى اقامة جبرية في مدينة أريحا لمدة عامين، وبعد أن انتقلت السلطة لمدينة رام الله عاد للمدينة والتحق بجهاز الأمن الوقائي حتى عام 1998، وعندما صدر قرار الرئيس الراحل ياسر عرفات للتقاعد تقاعد، وتفرغ بشكل كامل للعمل في الأرض التي احبها ودفاع عنها وهو شاب ويسعى لحمايتها وهو في الستين من عمره.

الستيني ربحي غفري، يعتنق الصبر، وهو يسند نفسه بجذع زيتونة في أرضه المتبقية له، وينظر بحسرة نحو المستوطنات التي أقيمت على أراضي المواطنين في البلدة، وكانت حصته وإخوانه من المصادرة تتجاوز الثلاثين دونما، في منطقة الرمانة ورأس العقبة ومنطقة أبو العوف، فيما صودرت مئات الدونمات الأخرى من المواطنين لصالح الاستيطان.

يقول غفري إن هذه الأراضي أصبحت مناطق عسكرية يمنع دخولها والاقتراب منها، حيث هناك خمس مستوطنات تحيط بالبلدة ومنها (معلَي ليفونا، وعِيليه) وعدد من البؤر الاستيطانية، وأشار إلى أن بؤرا جديدة أنشأها المستوطنون منها ما أقيم منذ شهرين فقط، حيث زادت كثافة الاستيطان بعد السابع من اكتوبر الماضي. 

ولفت غفري أن حوالي 70% من أراضي بلدة سنجل ما بين مصادرة ومهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان. 

المستوطنون يستهدفونه بالضرب واقتلاع الاشجار 

وعن تجربته المباشرة في تحديه للاستيطان، يؤكد غفري أن المستوطنين ولأربع مرات متتالية اعتدوا على قطعة أرض تبقت له حيث اقتلعوا الزيتون عدة مرات، وفي مرة كسروا الأشجار ورشوها بمواد حارقة، وبعد كل اعتداء كان يعيد زراعة أشجار الزيتون، حيث زرع في آخر مرة حوالي من 50-60 زيتونة في تحديه للاسيطان، وكان يحرص على الاهتمام بأرضه بشكل مضاعف. 

ويعيد مقولته: “ان شاء الله بضل عايش، وبضل شوكة في حلق المستوطنين”. 

ويؤكد “أصبحت أعرف المستوطنين اللذين يقومون بهذه الاعتداءات لكثرة تواجدهم في أرضي”.

قدّم 6 شكاوي ضد المستوطنين والاحتلال قيدها ضد مجهول 

يضيف غفري أنه كان يتوجه لبلدية سنجل، عقب كل اعتداء من قبل المستوطنين على أرضه، كان يبلغ البلدية بما حدث وهي بدورها تتواصل مع الارتباط بالخصوص، ويشير إلى أنه قدم 6 شكاوي على المستوطنين في مركز شرطة قرب مخماس وفي بيت ايل، وكان يأخذ معه كل الوثائق من تصوير سيارات المستوطنين وأرقامها، وكذلك ما تتعرض له أشجار الزيتون من اقتلاح وتكسير وحرق، ويؤكد في كل مرة كان يقدم فيها شكوى، يأتي ضابط التحقيق، ويتعامل معه كأنه المذنب، وفي النهاية يتم تقييدها ضد مجهول، لكن بقيت شكوى واحدة قائمة وفقا لغفري.

وعن دعم صمود المزارعين، يوضح غفري أن مؤسسة الاغاثة الزراعية تبرعت بشيك وزوايا لحماية الأرض، وعندما ذهب لأرضه ليحصنها بالشيك حسب قوله، جاء المستوطنون وهددوه بالقتل وتخريب كل ما يفعله.

وعندما حفر بئرا جاء المستوطنون مرة أخرى بحماية جيش الاحتلال وهددوه بالقتل مجددا، ومن ثم حضرت شرطة الاحتلال ومنعوه من دخول أرضه، وسألوه عن تصريح للدخول، فقال: قلت لهم هذه أرضي ولا أحتاج إذنا لدخولها، إلا أنه وجد الشيك الذي وضعه حولها به فتحات كثيرة فقد قصه المستوطنون في أكثر من جهة لتسهيل دخولهم اليها.

ويتحدث غفري عن مشهد آخر في صراع المواطنين مع المستوطنين، يقول: “في مرة ذهبنا للأرض بتنسيق مع الارتباط والصليب الأحمر، فسارع المستوطنون للمكان  واعتدوا علينا، حيث كان هناك حوالي 20 مستوطن ومعهم المستوطن الذي هددني بالقتل عام 2013، وكان جيش الاحتلال معهم ولم يمنعهم من الاعتداء علينا، ما أدى لأربع اصابات في حينه، حيث أصبت أنا جراء ضربي بالمسدس على رأسي،  وآخر أصيب بكسر في اليد، وأحد المواطنين تعرض لضربة مفك في كتفه، والرابع ضُرب في المسدس على رأسه”. 

يشدد غفري على القيمة الكبيرة للأراضي، وأن الأمر الذي يجعلنا نتمسك بها أكثر هو صراعنا مع الاحتلال، لأنه صراع على الأرض.

أساليب الاستيطان متعددة 

يعتبر غفري أن الاستيطان الرعوي بات أكثر انتشارا الآن، حيث يأتي المستوطنون بقطيع الأغنام والأبقار ويزجون بها في أراضي المواطنين الزراعية، وبالأراضي المزروعة بأشجار الزيتون لتكسر هذه الأشجار وتخرب مزروعاتهم، اضافة للاعتداء على المواطنين في موسم قطف الزيتون وسرقة محصولهم ومنعهم من الوصول لأرضهم، ومصادرتها لأغراض عسكرة وفقا لادعاءات الاحتلال. 

كما تتجسد أساليب الاستيطان وفقا لغفري، بقيام المستوطنين بحرق المنازل والاعتداء على المواطنين وحرق مركباتهم، واقتلاع مزروعاتهم ورشها بمواد حارقة والسيطرة على الأراضي. 

ويقول غفري إن هدف الاحتلال والمستوطنين من كل هذه الاعتداءات، التضييق على المواطنين لتهجيرهم من أرضهم وبلادهم، مؤكدا لن نرفع الراية البيضاء ولن نستسلم، لأن تمسكنا في الأرض يدل على حقنا وتحدينا للمحتل الذي سيكون مصيره الزوال.

موسم الزيتون

يوضح غفري أنه في كل مرة يصل لأرضه المزروعة بأشجار الزيتون، يحمد الله على وصوله، وعندما يغادرها يودعها، فلا يضمن العودة اليها.
ويضيف خلال الموسم الماضي وصل عدد أشجار الزيتون التي منع أصحابها من الوصول لها وقطف ثمارها إلى 22 ألف شجرة زيتون. 

موسم الزيتون وفقا لوصف الستيني غفري “هو موسم لمة العيلة، ويقول عندي 5 أولاد وعدد من الأحفاد، كلنا نشارك في قطف الزيتون وننتظر الموسم بفارغ الصبر، فتجد   الولد الصغير هنا يمسك مشط، والثاني ع السلم وآخر يقطف الثمار، وبعد ذلك نعمل الأكل على النار، ونعتبر قطف الزيتون نزهة”.  

ويختم غفري حديثه مع شبكة PNN عند غروب شمس يوم امضاه طاقم الشبكة في ارضه بتوجيه عن رسالتةلأولاده وأحفاده، يؤكد أن ما يفعله عبر تمسكه بأرضه هو الرسالة الفعلية لأبنائه وأحفاده ليظلوا منتمين لهذه الأرض ومتمسكين بها بزيتونها.

#قريب تم إنتاج هذه القصة ضمن برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي.

 

  

المحتوى ذو الصلة