غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
عبّر القيادي في حركة حماس عزت الرشق، وبمشاعره المختلطة التي “لا يمكن التعبير عنها في كلمات رثاءٍ ووداعٍ أو البوح بشجونها في سطورٍ”، عن ألم الفقد الذي يشعر به إزاء رحيل القائد صالح العاروري وإخوته من قادة القسّام وكوادرها – رحمهم الله جميعًا – الذين تركوا بصمة واضحة في حياتهم وبعد رحيلهم شهداء بإذن الله إلى جنّات ربهم.
وقال الرشق في “كلمات في رثاء أخي الحبيب القائد الشهيد الشيخ صالح العاروري (أبي محمّد) رحمه الله، وإخوانه القادة الشهداء“: إنَّ سيرة ومسيرة الأخ الحبيب الشهيد أبي محمّد، رحمه الله، لا يمكن التعبير عنها في كلمات رثاء ووداع، أو البوح بشجونها في سطور؛ فقد كانت كل محطة من محطاته النضالية في فلسطين وخارجها، شاهدة على بصمة من بصماته، ومعلماً من معالم حبّه وتعلّقه ودفاعه عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
ويصف مشهدًا من لحظاتٍ جميلة عاشها معه، وكان العاروري بالقرب منه، قائلا: لقد عرفت الشيخ الشهيد عن قرب منذ إبعاده في العام 2010، في ساحات وعواصم ولقاءات وأسفار عديدة، فكان رحمه الله ذلك الأخ الذي يُحدّثك حديثَ المؤمن الواثق، ويحاورك محاورة السياسي واسع الاطلاع، ويأسرك ببساطته وتواضعه في كل شؤون حياته.
ويتابع الرشق رثاءه وسرده للقائه “الروحاني الأخير” مع العاروري، فيقول: في آخر لقاء وسفر روحاني جمعني بالشيخ الشهيد، حيث النداء الرّباني ليوم الحج العظيم من كل فجّ عميق إلى تلك البقاع المقدّسة، فتشاء الأقدار أن نكون سوياً في رحلة الحج العام الماضي، رفقة الأخ المجاهد إسماعيل هنية والأخ المجاهد خالد مشعل والأخ المجاهد خليل الحية، وعدد من إخواننا أبناء الحركة، كانت أوّل حجة يحجّها الشيخ الشهيد، فكانت صحبته في تلك الأيام والليالي مُفعمة بدعاء وصلاة ومناجاة من تعلّق قلبه وهواه بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ليختم بذلك مسيرة مباركة من التضحية والجهاد والمقاومة، بالحج المبرور.
ويواصل حديثه بالقول: كان رحمه الله متلهفاً لأداء فريضة الحج، شديد الفرح أن يسَّر الله له ولزوجته الفاضلة أم محمد ذلك ، وسمعناه أكثر من مرَّة يقول: لعلّها حجة الوداع.. فكانت حجة الوداع يا أبا محمد.
ويشيد بالراحل الكبير، مؤكدًا أنّ “رحلة العمر.. قضاها شهيدنا الشيخ أبو محمد.. في ساحات الوطن.. داعية ومجاهدا.. ثم أسيراً ومبعداً.. وقائداً عاملاً.. ثم ختمها بأسمى الأماني”.
وبمشاعره الفيّاضة، يصفه الرشق بـ”الأخ الحبيب” والقائد الشيخ الشهيد صالح العاروري، وإخوانه القادة الشهداء، القائد القسَّامي الأخ الحبيب سمير فندي (أبو عامر)، والقائد القسَّامي الأخ الحبيب عزام الأقرع (أبو عبد الله)، والإخوة الشهداء من كوادر الحركة: محمود زكي شاهين، ومحمد بشاشة، ومحمد الريس، وأحمد حمود، على ذات الدرب الذي ارتقى في سبيله القادة العظماء والمؤسسون الكبار لحركتنا المباركة، الياسين والرنتيسي والمقادمة وشحادة وأبو شنب وصيام والجعبري، وغيرهم من القادة والمؤسسين، وعلى ذات الأمنية السَّامقة التي يسعى إليها هؤلاء الرّجال الأبطال، الذين ختموا حياتهم بأسمى الأماني، ليورّثوا سيرة ومسيرة خالدة للأجيال، ستظل تنبض بالحياة، جهاداً ومقاومة ونضالاً، وهكذا هي هذه الحركة ولاّدة للقادة وباعثة دوماً لجيل النصر والتحرير.
ويتابع الرشق رثاءه للشيخ العاروري فيقول: لقد امتزجت هذه الدماء الزكيّة الطاهرة مع دماء قوافل الشهداء في قطاع غزَّة العزَّة وفي ضفة الإباء والصمود والقدس، في ظلال معركة طوفان الأقصى، لتعبّد بنورها وامتدادها طريق شعبنا الذي لا يعرف الانكسار أو الاستسلام، ولن تزيده جرائم الاحتلال واغتيالاته، إلاّ إصراراً وتصميماً، ومضياً بكل قوَّة وبسالة وكبرياء، على درب الشهداء، والوفاء لتضحياتهم ومسيرتهم، والسير على نهجهم وخطاهم.
وفي طيات رثائه للشهداء، لا ينسى أن يوجه رسالة للعدوّ الصهيوني، فيقول: واهمٌ كل الوهم هذا الاحتلال النازي أنه باغتيال قادة الحركة وكوادرها وأبنائها سينهي الحركة ويقضي على مشروعها، فالحركة نبض متجذر في قلب كل فلسطيني، وفكرة متأصلة في عقل وذاكرة الأجيال الفلسطينية التي تتوارثها وتتواصى بها، فإمَّا نصرٌ وتحرير وإمَّا شهادة في الخالدين.
ويختم رسالته ورثاءه المخضب بالألم والحزن بالدعاء، بأن يرحم الله تعالى القائد الشيخ صالح العاروري وإخوانه الشهداء الأبطال، وأن يتغمّدهم بواسع رحمته ومغفرته، وتقبّلهم عنده، وأن يسكنهم جميعاً الفردوس الأعلى من الجنّة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يجمعنا بهم في مستقرّ رحمته في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وإنّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد.