[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
عبثًا يحاول الاحتلال منذ السابع من أكتوبر وانطلاق عملية طوفان الأقصى المبارك التي ضربته في مقتل، أن يمارس كل أنواع الحروب النفسية وبث الأكاذيب والأضاليل تارةً، أو إطلاق الشائعات ومساعي التشكيك في المقاومة وجدواها، وأخرى بمحاولة دق الأسافين الواهية بين الحاضنة الشعبية والمقاومة البطلة التي غدت في غزة كما الجسد والروح والأرض والسماء والتراب والهواء بيئة متكاملة لا يحلم العدوّ مهما حاول يائسًا تفريق مكوناتها ونزع أصالتها وقوتها وانحيازها لجذورها الضاربة في أرض فلسطين، فيعود كلّ مرةٍ بمساعٍ خاسرةٍ يجرّ أذيال الخيبة والانكسار في كل الميادين داخليًا وخارجيًا، لتظلّ تلاحقه غزة بـ “متلازمة الفشل”.
وفي هذا السياق يبيّن الخبير العسكري الدكتور محمّد المقابلة في تصريحاته لـلمركز الفلسطيني للإعلام أنّ الحرب النفسية جزءٌ من الحرب الناريّة والقتالية والعسكرية؛ بل هي جزءٌ رئيسيٌ، ولا بد أن نعرف أنّ الاحتلال من السابع من أكتوبر كان يحاول أن يمارس هذه الحرب من خلال الادّعاءات الكاذبة بأنّ المستوطنين والمستوطنات تعرضوا للأذى والقتل والاغتصاب وتقطيع رؤوس الأطفال، وكان هذا الأمر لكسب الرأي العالمي.
انقلب السحر على الساحر
ويلفت المقابلة إلى أنّ العدوّ الصهيونية وآلته الإعلامية الخبيثة قد تكون نجحت في أول أيام السابع من أكتوبر، لكن بعد فضل الله سبحانه وتعالى، كانت المقاومة أكثر ذكاءً وتخطيطًا منهم في الحرب النفسية، من خلال استخدام المنابر الإعلامية الموثقة بالصوت والصورة والتي تدلّ على المصداقية.
بعد فترة قليلة اتضحت الحقائق وتكشفت الأمور، وتحوّلت تلك الحرب النفسية لصالح المقاومة، بخروج الشارع الأمريكي ورفضه لكل الروايات الصهيونية والأمريكية والغربية فيما مورس عليهم في الفترة الأولى.
ويضيف أنّ هذا يدلّل بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ الحرب النفسية كانت في صالح المقاومة لصدقهم ولأحقيتهم.
ويتابع الخبير بالقول: الآن العدوّ الصهيوني، بعد أن أدرك أنّ الحرب النفسية أصبح يخسرها، أعاد العمل بها لعله يستطيع زعزعة الجبهة الداخلية في غزة والحاضنة الشعبية، من خلال أنّه يحقق انتصارات وأنّه عندما يتفاخر أنّه أعاد بعض الجثث.
ويلفت إلى أنّ الاحتلال يحسب أنّ هذا انتصار أمام مجتمعه، ولكن الحقيقة أنّ الأمر سينقلب عليه، لا سيما وأنّ هؤلاء تمّ قتلهم من قبل جيشهم، وهذا سيؤتي نتيجة عكسية، وأيّا يكن السيناريو المزعوم فالمقاومة صدقت فيما وعدت، ولو اجتمعت الإنس والجنّ لن يستردوا أسراهم أحياء، دون صفقة تقبل بها المقاومة.
ويشير المقابلة إلى أنّه عندما تمّ قتلهم أصبحوا عبئًا خاصة في هذه الظروف، وأنا أعلم أنّ هذه الجثث لها قيمة بعمليات تبادل الأسرى، ولكن في هذه الظروف الصعبة للمقاومة، فالتخلص منهم في بعض الأحيان يكون أفضل وسيلة، لا سيما وأنّ عندهم ما يكفي من الأسرى الآخرين.
ويشدد المقابلة على أنّ “هذا الانتصار الموهوم والكاذب لم يقنع المجتمع الإسرائيلي بدليل أنّ الحراك في الشارع الإسرائيلي يزداد، وكذلك الانقسام داخل مجلس الحرب وتصريحات قادته التي تثبت حدة الخلافات”.
وتصريحات قادة الكابنت لوحده كانت كفيلة أن تبطل غايات الحرب النفسية التي يستخدمها العدوّ الآن ليثبت أنّه قريب من الانتصار، ويظهر أنّ الضغط العسكري سيؤتي نتيجة، ويظهر أنّه سينهي المقاومة.
وينوه المقابلة إلى أنّ العدوّ فشل في الحرب النفسية كما فشل تماما في حرب النيران والقتال والمناورة، وأنا أقول أن حالة النجاح الإستراتيجي كلها بفضل من الله سبحانه وتعالى وإبداع المقاومة في الحرب النفسية والقتال والحرب الإعلامية، وهذا ما أراه.
الحاضنة الشعبية عصية على الاختراق
وحول استهداف الاحتلال للحاضنة الشعبية وسعيه لدق الأسافين بينها وبين المقاومة، قال المقابلة: نؤمن أنها هي التي صنعت المقاومة والعقيدة التي تحملها المقاومة هي جزء لا يتجزأ من عقيدة الحاضنة الشعبية في خيار المقاومة الذي يحمل السلاح ويواجه العدو.
ولفت إلى أنّ العدو الصهيوني حاول منذ البداية شيطنة المقاومة وتحميلها مسؤولية ما يجري وخرج ناطقوهم الإعلاميون في خطابات أنّ المقاومة وحماس تسببت بقتلكم وبحصاركم، ولكنّ كلّ هذا لم يفلح، بعد ثمانية أشهر مما لحق من دمار وقتل بالأطفال والنساء في الحاضنة الشعبية لم تثمر كل هذه الامور في قلب الحاضنة الشعبية ضد المقاومة.
وتابع المقابلة بالقول: الدليل أنّ الحاضنة الشعبية كلما رأت صواريخ المقاومة تصعد في السماء تهلل وتكبر وتزغرد، بدليل أنّ المقاومة ما زالت صابرة صامدة لم تحاول النزوح أو الخروج إلى خارج القطاع.
وأشار إلى أنّ “الحاضنة الشعبية هي أساس المقاومة، ولا يمكن أن يكون هناك انقلاب، ولم يستطع العدوّ الصهيوني طيلة هذه الفترة إيجاد سلطة مدنية عشائرية، ولم يجد أي أحد يتقبل فكرة القيام بدور المقاومة والاستعاضة عنها بأي شيء آخر وما أطلق عليه الصهاينة روابط القرى، ولما فشل في ذلك والعالم يعلم أنه فشل، أصبح يقول نريد قوات أممية وأمم متحدة وقوات عربية ونريد جزء من السلطة.”
واستدرك المقابلة بالقول: بالتالي لو وجدوا وسيلة لإقناع الحاضنة الشعبية بالقيام بمهام السلطة المدنية مكان المقاومة لفعلوا، وثمانية أشهر رغم الجوع والدمار والعدوان المتواصل، إلا أنّ الحاضنة الشعبية لم تتعاون مع العدوّ الصهيوني في أيّ شيء، بل بقيت سندًا للمقاومة وشوكة في حلق الاحتلال.
وخلص للقول: إنّ هذا يدلك على أنّ الحاضنة الشعبية هي التي صنعت المقاومة فكيف ستنقلب على المقاومة كما يحلم العدوّ وداعموه.
تابعنا التقرير الذي نشرته أمس وكالة أسوشيتد برس، والذي أكد فبركة واختلاق قصص وأحداث غير حقيقية استندت عليها آلة الدعاية الصهيونية ورددها المسئولون (الإسرائيليون) حتى على منصة الأمم المتحدة لاتهام المقاومة بارتكاب عنف واعتداءات جنسية يوم السابع من أكتوبر.
أكاذيب لا تنتهي
ومع تفنيد وكالة أسوشيتد برس لمزاعم الاحتلال وأكاذيبه سعى لبث فيديو حول أسر مجندات خلال أحداث معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، فيما أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أنَّ المقطع المصور الذي يتم تداوله عبر الإعلام العبري، هو مقطع مجتَزَأ وتم التلاعب فيه، ولا يمكن التأكّد من صحة ما ورد فيه.
وأشارت الحركة إلى أنّ تداول هذا المقطع في هذا التوقيت يأتي في سياق محاولات الاحتلال الفاشلة، لتشويه صورة مقاومة شعبنا الباسلة، عبر بث الروايات الملفّقة التي ثبت بالأدلة كذبها عبر أكثر من محفل وتحقيق إعلامي.
وأكدت حماس أنه تم التعامل مع المجندات وفق القواعد الأخلاقية لمقاومتنا، ولم يثبت أي إساءة في المعاملة للمجندات في هذه الوحدة، بالرغم أنها كانت تفتك بأبناء شعبنا، وتسببت في مقتل المئات من المتظاهرين السلميين على حدود غزة.
وشددت على أنّ كل الصور والمشاهد في عملية التبادل الأخيرة، حسن المعاملة التي لقَوها في كنف المقاومة في غزة، على عكس ما يلقاه أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال، من قمع وتنكيل وقتل.
شرعنة العدوان وشيطنة المقاومة
وكانت المكتب الإعلامي الحكومي قال في بيان صادر عنه، تعليقا على تقرير أسوشيتد برس الذي كشف أباطيل مزاعم الاحتلال وأكاذيب التي ألصقها زورا وبهتانا في المقاومة بالقول: إن هذا التقرير يثبت مجددا بطلان مزاعم الاحتلال ويدحض إدعاءاته حول ارتكاب المقاومة لمثل هذه الأعمال خلال أحداث طوفان الأقصى، وقد سبقه أيضا العديد من التقارير الإعلامية التي دحضت وفندت الاتهامات الملفقة التي استندت عليها سردية الاحتلال في محاولاته لإدانة المقاومة وتبرير جرائمه ومجازره ضد شعبنا.
وأكد الإعلامي الحكومي أن الاحتلال استند منذ بداية عدوانه على سلسلة متتالية من الأكاذيب والادعاءات في محاولة منه لاعطاء شرعية لهذا العدوان وشيطنة المقاومة، وتبرير جرائمه المرتكبة ضد شعبنا، وتدميره الممنهج لمقومات البقاء على الحياة في قطاع غزة من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومرافق عامة ومنشآت خدماتية، وقد ثبت زيفها عمليا ولم يستطع الاحتلال تقديم أي دليل عليها، مثل ادعاءاته بحق مستشفى الشفاء واتهام المقاومة باستخدام المدنيين دروع بشرية وغيرها من ادعاءات الاحتلال التي رافقت عدوانه منذ بدايته.
استهداف متواصل
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أكدت في بيان صادر عنها في شهر شباط الماضي إن الاحتلال الفاشي يحاول بشتّى الطرق، استهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة، عبر محاولاته المكشوفة بنشر الفوضى والفلتان والترويج لدعوات مشبوهة، اعتمادًا على عناصر منفلتة ومرتبطة بأجندات الاحتلال ومعادية لشعبنا الفلسطيني ومقاومته ونضاله في وجه النازيين الجدد.
وحذرت الحركة “الأطراف كافة من استغلال الظروف الراهنة، في محاولة العبث بالجبهة الداخلية”، مؤكدةً أن انشغال المقاومة في التصدي للعدوان الوحشي، واستهداف الاحتلال الفاشي المستمر لجميع مظاهر العمل المدني والأمني والحكومي؛ لن يقف حائلاً أمام حماية الشعب والحاضنة الشعبية.
ودعا البيان، جماهير “شعبنا الوفيّ الصامد إلى مزيد من اليقظة والانتباه، وقطع الطريق أمام أي محاولة لاستهداف صموده وثباته، أو استهداف أبنائه الميامين في المقاومة”. وأكدت الحركة، أن الاحتلال أخفق في الوصول إلى أهدافه المعلنة، بالقضاء على المقاومة أو استعادة أسراه، أو النيل من عزيمة وإرادة شعبنا الحرّ عبر القصف والمجازر والتدمير والتجويع.
نموذج حيّ للتعامل مع أكاذيب العدو
وفي مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، يجيب أطفال غزة الصغار على سؤال، بعد أن ألقت طائرات الاحتلال كمياتٍ هائلة من مناشر تحمل الأكاذيب والإشاعات، لماذا يقومون بجمعها.
وتأتي الإجابة التي ستكون صادمة لهذا العدو وصفعة على وجهه: إمّا أنّها للنّار أو أنها للاستعمال في غايات التنظيف بعد قضاء الحاجة أو لمآرب أخرى، غير ما يرجوه العدوّ الصهيوني ويحلم به من فصل الحاضنة الشعبية عن روحها المتمثلة في المقاومة.
“}]]