[[{“value”:”
عمان – المركز الفلسطيني للاعلام
على وقع جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، يشهد الشارع الأردني تحركات نشطة وفعاليات مناصرة لفلسطين ومقاومتها ورافضة للعدوان، وسط آمال بأن يتطور هذا الحراك إلى فعل أكثر تأثيرًا لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وشكلت أصوات الأردنيين هديرًا صاخبا منذ اليوم الأول لاندلاع “طوفان الأقصى” ليشمل جميع الشوارع والساحات والمدن الأردنية من جنوبها حتى أقصى شمالها، ومن أبرز تلك الوقفات حصار سفارة الكيان الصهيوني المقامة على الأرض الأردنية التي اشتعلت في شهر رمضان لتعود إلى الواجهة مرة أخرى في الذكرى السنوية لاندلاع ” طوفان الأقصى”.
كابوس الاحتلال .. يلبي الملثم
في أحد خطاباته توجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، إلى أهل الأردن بقوله: “يا أهل الأردن، “أنتم كابوس الإحتلال الذي يخشى تحركه”، ليدلل على أهمية الدور المأمول من الأردن في نصرة فلسطين وغزة.
وتنبع أهمية الأردن بفعل أبعاد سياسية وجغرافية وديمغرافية، إذ لديه أطول حدود مع فلسطين المحتلة ويرتبط الأردنيون بروابط وثيقة بفلسطين وأهلها بحكم الجوار وتداخل العائلات في النسب والتزاوج، وكون الملايين منهم لاجئين من فلسطين بفعل حروب النكبة والنكسة.
ولبى الشعب الأردني نداءات أبو عبيدة مطالبا في الوقفات والمسيرات قطع العلاقات الدبلوماسية الأردنية مع الكيان وإغلاق السفارة وإلغاء معاهدة وادي عربة والعديد من الاتفاقيات التي تمس الأمن القومي للأردن كاتفاقية الماء مقابل الكهرباء التي رفضها الشارع الأردني عبر تصدر وسم “ماء العدو احتلال”، فيما شهدت الحدود الأردنية الإسرائيلية في العام العديد من محاولات التسلل جرى التكتم على أغلبها.
ولم يكتف الشعب الأردني بالمسيرات لتعلو أصوات المواطنين بمقاطعة المنتجات والعديد من العلامات التجارية الداعمة للاحتلال بتنظيم العديد من الوقفات والسلاسل البشرية والحملات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تبين أهمية دور المقاطعة في تدمير اقتصاد الكيان المحتل المتغطرس المستمر في ارتكاب جرائمه ضد اهل غزة ، وتم على اثرها اغلاق العديد من المتاجر العالمية في الأردن، حيث أغلقت شركة “كارفور” الفرنسية 10فروع لها في الأردن، بسبب مقاطعة المواطنين لها، استجابة لدعوة حركة مقاطعة “إسرائيل”. كما أصبحت العديد من المقاهي والمطاعم الداعمة للاحتلال فارغة من روادها.
روح من أحياء عمان إلى شمالي غزة
وتجلت أعظم الصور الداعمة لغزة من أهالي حي الطفايلة الذين هبوا يلبون نداءات الاستغاثة من القطاع المحاصر أمام مرأى العالم، ليجمع التبرعات العينية والنقدية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي الحي.
كما نظمت العديد من الحملات والمبادرات لتأمين الاحتياجات الأساسية لدعم صمود أهل غزة وثباتهم بوصولهم إلى مناطق شمالي القطاع لم تصلها الجمعيات او لجان الإغاثة.
ونجح أهالي الحي في تجهيز مخيم لإيواء عشرات الأسر النازحة وتجهيز مركبة إسعاف، فيما قدمت نساء الحي أبهى الصور في تبرعهن بمصاغهن الذهبي.
وقال أحد المشرفين على التبرعات: إن سيدة تبرعت بخاتمين من الذهب، فقلنا لها تبرعي بخاتم وأبقي الآخر لك فقالت بلهجة الطفايلة: “والله صرت شالحته وما برجع ألبسه مرة ثانية”.
ماهر الجازي
وكانت النتيجة الأبهى بعد كل تلك التحركات والوقفات خروج مقاوم من بين الملايين التي لبت نداء أبو عبيدة، هو الشهيد ماهر الجازي الذي نفذ عملية الشهر الماضي على جسر الملك حسين الفاصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة الذي يسيطر عليه الاحتلال والمعروف أيضا باسم معبر اللنبي.
ونفذ ماهر الجازي وهو عسكري أردني متقاعد، وسائق شاحنة، ولد عام 1985 في قرية من قرى محافظة معان الأردنية، وينتمي إلى عشيرة الحويطات، في الثامن من سبتمبر/أيلول 2024 عملية إطلاق على أمن المعابر الإسرائيلي أثناء مرور شاحنته وقتل 3 منهم ثم استشهد، في عملية شهدت إشادة فلسطينية واسعة.
وما زال الحراك مستمرا ..
“}]]