[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
يرى محللون ومراقبون أن الارتباك يتزايد في صفوف حكومة الحرب الإسرائيلية تجاه رد المقاومة على “مقترحات باريس”، وخاصة مع تمسكها المعلن بتصعيد العدوان العسكري على غزة وتوسيعه نحو الهجوم على رفح. هذا السيناريو الذي يضع العالم بأسره أمام موقف حرج جديد، وسط تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، رغم قرار محكمة العدل الدولية الأخير المطالب بتدابير لمنع الإبادة الجماعية.
وفي هذا السياق، يعبّر الكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني عن اعتقاده بأنّ رد المقاومة الفلسطينية وحركة حماس الذي قُدّم للأطراف المعنية بشأن اتفاق الإطار الذي تمخض عن اجتماعات باريس، كان متوازنا وواقعيًا، وأشار إلى القضايا المهمّة التي كان يجب أن يتضمنها الرد.
حكومة الحرب في حالة حرج
ويشير الجولاني في تصريحات خاصة لـ المركز الفلسطيني للإعلام أن هناك ارتياحا بالنسبة لردود الفعل على مضمون الرد الذي قدمته حركة حماس، وانطوى على إيجابية، ولم يُرفض المقترح المقدم لاجتماع باريس، وتمّ التعاطي معه بإيجابية وواقعية، وهذا ألقى الكرة في مرمى دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي ظهر محرجًا بعد الردّ الذي قدمته حركة حماس.
ويضيف: حتى الآن المؤشرات التي تصدر عن حكومة الاحتلال لا تبدو إيجابية لكنّها تعبّر عن حالة الارتباك والحرج الذي تسبب به الرد.
وينبه إلى أنّ الجانب الأمريكي أشار إلى جوانب إيجابية وجوانب سلبية في رد حركة حماس، ومن المؤكد أنّ هذه بداية الحراك حول المقترح، ومن المتوقع أن يتم يتعامل مع الرد الأولي وانتظار الرد الإسرائيلي على أ نها مواقف يمكن التعامل معها وتطويرها.
ويتابع بالقول: أعتقد هي ستكون بداية تفاوض حول الصيغة التي يمكن التوصل إليها، والجانب الأمريكي معني بدرجة كبيرة للتوصل إلى اتفاق ومن الواضح أنّه يحاول تجسير المواقف المتباينة، أما بالنسبة للوسيط القطري والمصري فهما معنيان كذلك بنجاح الجهود بحيث يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار للفترة المحددة.
العقبة الرئيسية
ويؤكد الجولاني أنّ حكومة الاحتلال هي التي تشكل العقبة الرئيسية وموقف نتنياهو تحديدها، وهو الذي يدرك أن توقف الحرب لمدة معينة سيفتح النقاش والجدل داخل المجتمع الإسرائيلي، حول أداء حكومته، وسيبدأ التقييم مبكرًا، وهذا أمر بالتأكيد لا يرغبه.
ويشير إلى أنّه “من الواضح أن نتنياهو معني بإطالة أمد الحرب لأن وجوده ودوره السياسي مرتبط بهذه الحرب، ويدرك معنى توقف الحرب وأثرها عليه”.
ويتابع: هناك رغبة من الولايات المتحدة والوسطاء بإنجاز صيغة حل تمهد لاحقًا لوقف إطلاق نار دائم، وهناك تعاطٍ إيجابيٌ واقعيٌ من المقاومة يراعي طبيعة الظروف التي يعانيها قطاع غزة، ويتعامل بمرونة مناسبة مع المقترح، ولكنّه يتمسك بالقضايا الأساسية التي تحقق مصلحة قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
ويؤشر الجولاني على أنه وفي المقابل، هناك حالة ارتباك داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية في التعاطي مع هذا الوضع.
نتنياهو في مأزق
ويؤكد الجولاني أنّ نتنياهو في مأزق حقيقي اليوم، فهو ليس في وضعٍ مريحٍ لوقف الحرب، وبالتأكيد هو لا يرغب في ذلك، ولديه مشكلة مع بن غفير وسموتريتش، اللذان يقودان ضغوطًا مقابلة تحاول تصليب الموقف الإسرائيلي، وتمنع التعاطي بإيجابية مع المقترح، فما هي وجهة النظر التي ستتغلب، وجهة النظر الأمريكية، أم وجهة نظر الشركاء في حكومة الحرب، أم ضغط أهالي الأسرى، ويقابله ضغط المتشددين والمتطرفين في حكومة نتنياهو، إضافة لموقفه الشخصي، فهو غير متحمس بالتأكيد لأي عمليات وقف إطلاق النار حتى لو كانت مؤقتة.
ويشير إلى أنّ “حصيلة الضغوط، مع القدرة على الممانعة، هي التي ستحدد في نهاية المطاف طبيعة الموقف الإسرائيلي”.
أمّا المقاومة وإمكانية تقديم تنازلات بهدف التوصل للاتفاق، فيقول الجولاني: أعتقد أنّها أظهرت قدرًا عاليًا من المرونة، وهي ستتعامل بحكمة، وتدرك أنّ المفاوضات ستدور حول الصيغ المقترحة، وستتعامل بتقديري بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.
ذكاء باختيار الجهات الضامنة
ويرى الجولاني أنّ اختيار المقاومة للأطراف الضامنة للاتفاق كان موفقًا ويعبّر عن ذكاء وحكمة في التعاطي مع الأمور، لا سيما وأنّها تدرك أنّ اتفاقًا من هذا النوع، إذا لم يكن له ضامنون ربما لا يتم تطبيقه وتنفيذه بالشكل المطلوب، وأن تختار دولة كروسيا كطرف دولي، حتى لا يبقى الأمر مرهونًا بالإرادة الأمريكية، أعتقد أنّها خطوة موفقة.
وينوه كذلك إلى أنّ اختيار تركيا لتكون أحد الضامنين إلى جانب قطر ومصر، وهما الطرفان الأساسيان، في رعاية المبادرة، أعتقد أنّ هذا الاختيار مناسب من حيث اختيار الأطراف أو من حيث فكرة أن يكون هناك ضامنون للاتفاق.
“}]]