في إطار الحملة الأعلامية للدفاع المدني للتوعية بمخاطر فصل الصيف
كتب العقيد نائل العزة
التوعية الجماهيرية مكملا وليست اساسا في التغيير
يميل البعض للاعتقاد بانه غير معرض للخطر، يرتفع هذا الشعور لدى فئة الشباب بحكم القدرة البدنية والمهارات والقدرة على التحكم، وينخفض هذا الشعور لدى النساء وكبار السن فيزداد الحرص لديهم فقد ترى السيدات أكثر تحوطا والتزاما بقواعد الأمان خاصة إذا تعلق الأمر بتوفير الحماية للأطفال.
يندرج هذا السياق بما يعرف بالانحياز المتفائل فينحاز الاشخاص إلى انفسهم بشكل مبالغ فيه تحت عديد الذرائع والنتيجة إنكار وجود الخطر،
يترتب على هذا المنظور لدى الاشخاص، التهور وعدم الاكتراث فلا حزام امان يلزم ولا مخرج طوارئ ولا حتى ترك طفل في مركبة بمواجهة مع الموت وحيدا .
يصارع العاملون في مجال التوعية وكأنهم يسبحون في نهر جاف، لأن التوعية يجب أن تقترن بعقوبات مناسبة، فلا يكفي ان تعد محتوى احترافي ومبتكر لتخلق حافزا للتغيير وتجعل الناس يتبنون نية لتغير سلوكهم نحو الإلتزام بقواعد الأمان، فالأصل ان تكون التوعية عنصرا مكملا لا أساسيا في التغير .
التشريعات أساسها ومنشأها دينيا واخلاقيا، لم تترك هذه المساحة الواسعة من حياة البشر دون معالجة والقوانين والأنظمة شملت عقوبات واجراءات لتساهم في حماية الناس، الا ان المتفحص جيدا يرى ان المسألة بحاجة إلى تكامل ثلاثة عناصر تساهم في توفير الحماية والحد من الحوادث( التوعية والعقوبات و استغلال التكنولوجيا) .
لم تتوقف حوادث السير منذ اختراع المركبة، الا ان نظام المكابح قد تطور كما ان الحرائق لم تتوقف الا ان أنظمة الاطفاء التلقائي أصبحت اكثر فاعلية ولم تنخفض عمليات التهريب إلا بعقوبات رادعة فيما أصبحت عمليات الاخلاء الجماعي في الكوارث والحروب منظمة نتيجة رسائل التحذير ذات الاستمالة العاطفية بحتمية تحقق الخطر .
الخلاصة :
تلجأ انظمة الحماية المدنية في بعض الدول للاعتماد على التوعية كعنصر مكثف للتغير المجتمعي عندما تتمكن من تطبيق القوانين وما يتبع من عقوبات لغير الملتزمين،لتصبح التوعية اضافة جمالية في سلوك المجتمعات.
أبدأ الان بفهم المخاطر المحيطة وافرض على نفسك وعلى محيطك الالتزام حتى لا تقف عاجزا .