التوحش الأمريكي بطلاء إنساني.. والضوء الأخضر للإبادة الجماعية بغزة متواصل

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يؤكد خبراء ومحللون أنّ أمريكا تواصل سياستها في المنطقة بالدعم المطلق لـ “ابنها المدلل” إسرائيل، ومنحه الضوء الأخضر لمواصلة حرب الإبادة الجماعية في غزة، رغم كل الأحاديث الأمريكية عن “ميناء” على ساحل غزة لأغراض إنسانية، والتظاهر برفضها لعملية صهيونية في رفح دون خطة واضحة لأمن وسلامة المدنيين فيها.

ويرون أنّ أمريكا تسعى في كل خطواتها في المنطقة لتعزيز سطوتها في الشرق الأوسط باعتبارها “شرطي العالم” الذي يضع الخطوط ويفرض المعادلات ويحتكر القضية الفلسطينية، ولكن هذه المرة بـ “طلاء إنساني” لتحسين صورتها أمام الناخبين الأمريكيين.

ويؤكدون انّ كل ما يحصل وما سيحصل من مجازر ومذابح وإبادة بشرية هو تنفيذ أمين وترجمة فعلية لمقولة العالم الغربي وعلى رأسه أمريكا: “لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها”.

ويرى الباحث والمحلل السياسي أحمد العطاونة – مدير مركز رؤية للتنمية السياسية – أنّ أمريكا في كل ما تفعله اليوم “تبذل كل الجهد الممكن للحيلولة دون تعطيل ترتيباتها في المنطقة، والتخلص من كل العقبات أمامها، وتوجيه رسالة لأطراف عديدة، بأنها يمكن أن تذهب بعيدًا في استهداف كل من يعمل على إعاقة هذه الجهود والترتيبات.”

ويؤكد العطاونة في مقالته في “الجزيرة”، أنّ أمريكا تعمل على إعادة التأكيد على كونها اللاعب الدولي المركزي، إن لم يكن الوحيد، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، والاستمرار في احتكار ملف القضية الفلسطينية دوليًا. وإعادة رسم الخطوط الحمراء فيما يتعلق بالكيان، بوصفه “الابن المدلل” للولايات المتحدة، أو الولاية الأميركية الـ “51” كما يعتبرها البعض. والذي لا تتردد لأجله في القيام بكل يلزم، حتى لو لحق الكثير من الضرر بصورتها، وتنامى الرفض والغضب الشعبي تجاه سلوكها وموقفها هذا. وهو ما ترتب عليه الكثير من الصعوبات والمآسي للشعب الفلسطيني، لا يبدو أن آخرها هذه الحرب الإجرامية على قطاع غزة.

ويلفت إلى أنّ الولايات المتحدة، تتصرف وكأنها أمام فرصة إضافية، لتجديد وتفعيل هيمنتها في الإقليم، بما يخدم هيمنتها الدولية، وإعادة رسم صورتها كـ “شرطي العالم”، الذي يتولى مواجهة التحديات الدولية أينما كانت، ولا يتردد في استخدام القوة وممارسة البطش وارتكاب الجرائم للحفاظ على هذا الدور وهذه الهيمنة.

ويخلص العطاونة إلى أنّ أمريكا توجه رسالة لكل القوى الدولية والإقليمية الطامحة في أدوار ومواقع دولية جديدة، وتحاول رسم حدود موازين القوى والنفوذ الدولي من جديد، الأمر الذي يجعل من سلوك ودور العديد من القوى الدولية والإقليمية في هذه الأزمة أمرًا غاية في الأهمية لرسم معالم مستقبل النظام الدولي وموازين القوى والنفوذ فيه.

من جانبه يرى الدكتور محسن صالح – مدير مركز الزيتونة للدراسات – أنّ أمريكا تطمح من خلال الرصيف الذي تجهزه في ساحل غزة  (إذا ما جرت الأمور كما يشتهون) أن يصبح أساسا لقاعدة عسكرية أمريكية مستدامة في المنطقة، تلبي جانبا من احتياجاتهم اللوجستية في شرق البحر المتوسط.

ويتابع في مقالته بصحيفة “عربي٢١”، أنه وفي الوقت نفسه، سيسعى بايدن إلى محاولة تغطية توحشه بـ”طلاء إنساني” وتحسين صورته لدى الناخبين الأمريكان، وخصوصا تلك الشرائح الواسعة المطالبة بوقف العدوان والجاليات العربية والإسلامية، التي قد تلعب دورا مهما وعنصرا مرجحا في احتمالات فوزه أو خسارته.

ويلفت صالح إلى أنّه من الواضح أن الكيان الإسرائيلي وحلفاءه الأمريكان يقومون بمحاولة ترتيب الأوضاع لمستقبل غزة بقوة السلاح وبمحاولة إنشاء الحقائق على الأرض، بما في ذلك محاولة فصل شمال غزة عن جنوبها. غير أن محاولاتهم لا تعني أنهم سينجحون، كما أن محاولة إيجاد انطباعات وأوهام بقدرتهم على ذلك، لا يمكن أن تنطلي على المقاومة. ثم إن المقاومة التي أثخنت فيهم وأنهكتهم في “مستنقع غزة” طوال الأشهر الماضية قادرة بإذن الله على إفشال مخططاتهم ودحرهم وإنهاء احتلالهم.

أما الكاتب والمحلل السياسي عبدالله المجالي فيرى أنّه وعلى الرغم من السجال والتقارير التي تتحدث عن ضيق صدر إدارة بايدن من رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، ومحاولات ثنيه عن مهاجمة رفح، يأتي رد نتنياهو واضحا جدا.

ويلفت المجالي إلى أنّه يمكن أن يفهم من تصريحات نتنياهو أن كل ما يحدث الآن في غزة كان وما زال بغطاء وموافقة أمريكية.

ويؤكد: أجل هكذا يرد نتنياهو على كل تلك التقارير التي تتدفق عن استياء أمريكي من حكومته حول عدم إدخال المساعدات لغزة والهجوم على رفح وما يطلق عليه “اليوم التالي للحرب”.

وبحسب المجالي: يقول نتنياهو في خطاب، عبر الفيديو، أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة “إيباك”: “لا يمكن تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبعدها الاعتراض على إسرائيل عندما تنفذ هذا الحق. لا يمكنكم أن تقولوا أنكم تؤيدون هدف إسرائيل في إبادة حماس وبعد ذلك تعارضون إسرائيل عندما تتخذ الأعمال اللازمة لتحقيق هذا الهدف، لا يمكنكم أن تقولوا إنكم تعارضون استراتيجية حماس لاستخدام المدنيين كدرع بشري وبعدها تتهمون إسرائيل بالضحايا المدنيين الذين هم نتيجة استراتيجية حماس”!!

ويقول المجالي: صدق وهو كذوب لعوب، فهو يؤكد أنه لا يزال يعمل وفق التفويض والضوء الأخضر الذي تلقاه منذ بداية العدوان في 7 تشرين الأول 2023.

ويخلص للقول: أجل كل ما يحصل الآن من مجازر ومذابح وإبادة بشرية هو تنفيذ أمين وترجمة فعلية لمقولة العالم الغربي وعلى رأسه أمريكا: “لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة