بيت لحم /PNN/قالت الاسيرة المحررة حنين المساعيد التي تم تحريرها ضمن صفقة تبادل الاسرى خلال الحرب الجارية على قطاع غزة ان الاناشيد والاغاني الوطنية والكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تمثل رسالة وهوية ثقافية و وطنية فلسطينية ستواصل القيام بها.
وقالت الاسيرة المحررة المساعيد وهي ابنة مخيم عايدة للاجئين الفلسطينين انها كانت تؤدي الاناشيد قبل اعتقالها وتوجيه تهمة التحريض لها للاسرى حيث لم تكن تعرف معاناتهم الا عندما جربتها بد الاعتقال موضحة ان حياة السجن والاسر غاية في الصعوبة بعد الثمانية عشر يوما التي قضتها في سجون الاحتلال والتي قالت انها شعرت ان هذه الايام كثمانية عشر سنة وتسائلت كيف يشعر من امضى عشرات السنوات وهو محكوم بالسجن مدى الحياة.
وعن عملية اعتقالها وتجربتها تقول الاسيرة المساعيد ان جيث الاحتلال قام بتاريخ الحادي عشر من اكتوبر بمداهمة منزلها بشكل همجي وقاموا بجمع الاسرة ومن ثم اخذ هاتفها الجوال وقالوا ان هناك امر باعتقالها حيث لم تكن تتوقع ان تتعرض للاعتقال وكانت تتوقع ان تكون المداهمة للتفتيش كباقي المنازل وكما يحدث كل يوم حيث تفاجئت بابلاغهم لها ان هناك امر اعتقال باسم حنين المساعيد.
وعن عملية النقل للمعتقل تقول المساعيد لقد ضعونا في سيارة شرطة اسرائيلية وكانت بجانبي مجندة تحمل هاتفها وتضع اغاني بصوت عالي وكانت عبرية وتضعها على اذني كتعذيب نفسي ، ووضعت لاصق على عيناي وهذا كان أصعب شيىء وكنت اريد البكاء ولكن لا ابكي فيجب أن ابقى قوية امامهم.
واضافت بعد ذلك اصطحبوني إلى مركز التوقيف بسجن يسمى الشارون وهذا توقيف ٤ ايام وكان من اصعب السجون حيث كانت السجانات يضربن الاسيرات ويأخذون الاغطية و الحِرامات منا على السادسة صباحاً، وكان الطعام فقط وجبة باليوم وكانت الاسيرات يتعرضن للتعامل الوحشي جداً حيث لم يكونوا يحترمونا، وبعد انقضاء الايام الاريعة قاموا بنقلنا بالبوسطة ( سيارة يتم نقل الاسرى بها )، إلى سجن الدامون وهذا فيه كل الاسيرات.
وقالت انا كنت انشد في السجن وكنت اخفف عن الاسيرات لما كنا ننشد، وكان الانشاد رفيقي بالسجن وهذا شغفي بالاضافة انني كاتبة، فكنت اكتب داخل السجن وانشد، هذا الشيء يهون علينا ولكن والله ليس كثيراً لان ظروف السجن صعبة جداً.
واوضحت ان كل اسيرة كانت تأتي في بداية الاعتقال وهي تبكي لانه شيء جديد عليها، فتقول انا كتبت منشور على الفيسبوك ونحن ننشر طوال حياتنا لكنها اوضحت انه فعلياً بعد الحرب استعلموا سياسية تكميم الافواه لجميع الاعمار فكانوا يجلبون اسيرات من عمر ٧٠ ل ١٥ سنة، لم يفرقوا بين عجوز وطفلة وشابة وتعاملهم سيىء كثيرا.
وعن سبب الاعتقال والتهمة التي وجهها الاحتلال لها تقول المساعيد انها كانت تنشد وتكتب خواطر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث اتهمها المحققون بانها تقوم بالتحريض حيث تفاجئت من هذه التهم هي والاسيرات اللواتي اتهمن بالتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقالت ان اعتقالها من قبل اسرائيل لن يمنعها من الغناء والكتابة لانها من ابسط الحقوق الانسانية.
وعن عملية تحررها وكيفية معرفتها بالتحرر خلال صفقة طوفان الاقصى قالت انها وكل الاسيرات ومنذ الايام الاولى للحرب كن يتوقعن التحرر حيث كانت الاسيرات على أمل بالتحرر بصفقة تبادل ولكن نحن كاسيرات جديدات لم نتوقع ان يتم الافراج عنا مشيرة الى ان السجانات ومصلة السجون كانوا يتعاملون معنا بشدة وقسوة كبيرة أكثر من الاسيرات القديمات، ولكننا جميعا علمنا ببدء الصفقة بأول دفعة حيث بدات الاسيرات القديمات بالتحرر فأصبح لدينا امل بالخروج.
وتختم حنين المساعيد حديثها بالقول انها لم تشعر بالحرية الا عندما دخلت السجن وتحررت، وقالت الحرية هي السجن ، الذين يقولون يدخلونكم السجن بسبب تكميم الافواه بالعكس فالسجن هو الحرية، والسجن هو للاحرار ، انا بنظري والله السجن للاحرار.
كما قالت :”جبان من يدرك الفكرة ويتخلى عنها، مستحيل اسألي أي اسير او اسيرة هل تتخلون عن مبدأكم؟ او التكلم عن الوطن بشكل عام سوف يجاوبون لا، لان انا انسجنت بسبب الوطن فكيف اتخلى عنه واصمت”.