بيت لحم -PNN- نقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحاجز العسكري المقام شمال شرق قرية الولجة غرب بيت لحم إلى مدخل إلى موقع جديد داخل أراضي القرية، في خطوة أثارت موجة استنكار واسعة بين السكان، لما يترتب عليها من عزل آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية ومصادرة نبع عين الحنية، لصالح مشاريع استيطانية تهدف إلى إقامة حدائق وطنية وتوراتية لخدمة المستوطنين.
وقال الناشط الشبابي في قرية الولجة، إبراهيم عوض الله، في حديثه لـPNN، إن الاحتلال أتم خلال اليومين الماضيين نقل الحاجز إلى موقع جديد يبعد نحو كيلومتر ونصف عن موقعه السابق، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يعزل ما يزيد عن ألفي دونم من أراضي القرية، من بينها نبع عين الحنية، أحد أبرز المتنفسات الطبيعية لسكان الولجة وبيت لحم عمومًا.
وأوضح عوض الله أن هذا التطور يشكل ضربة كبيرة للمزارعين وأصحاب الأراضي، حيث سيتعذر عليهم الوصول إلى أراضيهم خلف الحاجز، ما يعني حرمانهم من زراعتها، وقطف محاصيلها، وممارسة حقهم الطبيعي في استخدامها، كما سيُمنعون من الوصول إلى نبع عين الحنية، الذي كان مصدرًا أساسيًا لمياه الري ومكانًا للاستجمام والرعي.
وأضاف: “نبع الحنية تاريخيًا يتبع لأهالي الولجة، ويقع على أراضٍ زراعية فلسطينية، لكن الاحتلال عمل على مدار السنوات الماضية على تحويل المنطقة المحيطة به إلى ما يُعرف بالحدائق الوطنية والتوراتية، وقد أنهى مؤخرًا تجهيز هذه الحدائق وقام بتسليمها لشركات خاصة لصالح المستوطنين”.
وأشار عوض الله إلى أن المساحة التي تم عزلها تفوق ألفي دونم، وتضم أراضي مزروعة بأشجار الزيتون وأشجار مثمرة أخرى، وهي محاطة الآن بالأسلاك الشائكة وجدار الضم والتوسع، مؤكدًا أن مجلس القرية سبق وأن قدم اعتراضات ومرافعات قانونية ضد هذه الخطوات، “لكننا نعلم جيدًا أن القضاء الإسرائيلي جزء من المنظومة الاحتلالية، والحكم غالبًا ما يكون لصالح مشاريع الاستيطان”، حسب تعبيره.
قرية محاصرة ومحكوم عليها بالتآكل
وتقع قرية الولجة في موقع استراتيجي جنوب غرب القدس، وتُعد من المناطق المستهدفة بشدة ضمن مخطط ما يسمى بـ”القدس الكبرى”، الذي يهدف إلى ربط مستوطنات القدس بمستوطنات تجمع “غوش عتصيون” الاستيطاني.
وأشار عوض الله إلى أن قرية الولجة تُشكل نموذجًا مصغرًا للنكبة الفلسطينية، إذ هُجّر الجزء الأكبر منها عام 1948، فيما تبقى من أراضيها يقع اليوم ضمن تقسيمات معقدة بين بلدية الاحتلال في القدس وما يُعرف بـ”مجلس عتصيون”، بالإضافة إلى مناطق لا تخضع لأي سلطة فلسطينية فعلية، ما يُسهّل سيطرة الاحتلال عليها.
وقال: “القرية تتعرض منذ سنوات لهجمة شرسة تشمل هدم عشرات المنازل ووقف البناء، إلى جانب قرارات بمصادرة مساحات واسعة من الأراضي، خاصة في منطقتي عين الجويزة ووسط القرية، حيث أصبحت التوسعة العمرانية ممنوعة فعليًا، في ظل واقع مفروض من الجدران والحواجز والمنع الأمني”.
موارد تحت السيطرة
وتابع: “تحت أراضي الولجة هناك خزانات مياه جوفية هائلة، والقرية تطل على جبال القدس وتُمثل بوابة الجنوب الغربي للمدينة، ما يجعلها هدفًا مباشرًا لأطماع الاحتلال في ضمها وتفريغها تدريجيًا من سكانها، ضمن سياسة تهويد متكاملة تشمل مصادرة الأرض والماء وهدم المنازل وتقييد الحركة والبناء”.
وطالب عوض الله الجهات الحقوقية والمؤسسات الدولية بـ”تحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث في الولجة، باعتبار أن ما يجري يمثل سياسة تهجير ممنهجة بصيغة جديدة”، داعيًا أيضًا إلى تحرك فلسطيني رسمي وشعبي لحماية ما تبقى من أراضي ومقدرات القرية