أصدر المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرًا يرصد ظاهرة إقامة المقابر الجماعية في قطاع غزة، والتي أنشئت مؤخرًا خلال العدوان الصهيوني المستمر منذ ما يزيد على 100 يوم، وذلك بسبب كثرة أعداد الشهداء وصعوبة الوصول إلى المقابر الطبيعية بسبب تواصل القصف العشوائي.
وأظهر التقرير أن أكثر من 120 مقبرة جماعية استُحدثت في مختلف أماكن القطاع، متوزعة بين الأحياء السكنية وأبنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية وساحات المستشفيات والمدارس والمساجد.
وتقدم المركز بهذا التقرير في مذكرة أوّلية، قدّمها إلى كل من الفريق القانوني لجنوب إفريقيا ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، موثقة بالتواريخ والأرقام وأماكن إنشائها على مدار أيام الحرب الجارية.
واستعرضت المذكرة مقابر جماعية تم استحداثها في مناطق متفرقة من قطاع غزة بغرض دفن العشرات من الشهداء مجهولي الهوية بعد تكدسهم لأيام في ساحات مستشفيات ومراكز إيواء، وأخرى لجأ الأهالي لإقامتها بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى المقابر الرئيسية.
وفصَّلت المذكرة بعض هذه البيانات الخاصة بالمقابر الجماعية، مبينة أن من بينها مقبرة “تلبطش” التي أقيمت في 22 تشرين أول/أكتوبر شرقي مدينة غزة بغرض دفن العشرات من الشهداء مجهولي الهوية بعد تكدسهم لأيام داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، ومقبرة جماعية أقيمت بجوار مستشفى “الإندونيسي” شمالي قطاع غزة في 18 تشرين ثانٍ/نوفمبر، ودفن فيها نحو 200 شهيد، ومقبرتان عشوائيتان أقيمتا في كانون أول/ديسمبر الماضي في حي “الدرج” وسط مدينة غزة، وتضمان مئات جثث الضحايا، إلى جانب مقبرة جماعية أقيمت غربي خان يونس في جنوب قطاع غزة في 22 تشرين ثانٍ/نوفمبر 2023، وتضمنت دفن جثامين 111 شهيدًا من سكان مدينة غزة وشمالي القطاع، بعد احتجاز الجيش الإسرائيلي تلك الجثث لفترات متفاوتة.
وكان الأورومتوسطي قدم للفريق القانوني لجنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية مذكرات معلوماتية أخرى حول عمليات القتل الجماعي واستهداف القطاع الصحي ونتائج جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى لدى محكمة العدل ضد إسرائيل في 29 كانون أول/ديسمبر 2023، بخصوص الوضع في غزة.
كما قدم المرصد الأورومتوسطي مذكرة إضافية توثق حصاد الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك قتله 2.124 فلسطينيًا وإصابة 3.463 آخرين منذ رفع دولة جنوب إفريقيا الدعوى أمام المحكمة الدولية حتى التاسع من الشهر الجاري.