“الأورومتوسطي”: خطة ممنهجة لتهجير أهالي غزة.. الاحتلال يشرعن الإبادة بالتجويع والتهجير

بيت لحم -PNN- حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن سياسة التهجير القسري التي ينتهجها الاحتلال في قطاع غزة وصلت إلى ذروتها، كاشفًا أن قوات الاحتلال أصدرت 35 أمر تهجير قسري منذ بداية العام الجاري، أثّرت بشكل مباشر على أكثر من مليون فلسطيني.

ويأتي هذا التحذير في ظل تصعيد غير مسبوق من الاحتلال الإسرائيلي، يسير وفق خطة طرد جماعي واضحة، وصفها المرصد بأنها تطبيق عملي لما يُعرف بـ”خطة ترامب”، والتي أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مؤخرًا تبنّيها كشرط لإنهاء الحرب على غزة.

في بيان أصدره اليوم، قال المرصد الأورومتوسطي إن الاحتلال لم يعد يسعى حتى إلى تبرير عمليات الإخلاء القسري بذريعة أمنية أو عسكرية، بل بات التهجير هدفًا قائمًا بحد ذاته.

وأكد البيان أن عمليات الإخلاء تتم بشكل منظم، وتستهدف سكان قطاع غزة لإجبارهم على الخروج قسرًا من وطنهم، دون تقديم أي ضمانات للحماية أو المأوى.

وشملت أوامر التهجير الأخيرة مناطق واسعة من شمال القطاع، مثل: جباليا، الشيخ زايد، الكرامة، الزهور، وبيت لاهيا. كما سبقتها عمليات مشابهة في غالبية أحياء خان يونس، ما دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى السير عشرات الكيلومترات تحت القصف، بحثًا عن “أمان” مزعوم في مناطق مثل المواصي، التي لا تسلم بدورها من الاستهداف الإسرائيلي.

ووصف المرصد سياسة التهجير بأنها إبادة جماعية مكتملة الأركان، مؤكدًا أن استخدام التجويع والتدمير الواسع للبنى التحتية ليست سوى أدوات في تنفيذ خطة تهدف إلى إفراغ القطاع من سكانه.

وأشار البيان إلى أن الهجمات على مخيمات النزوح – كما حدث صباح اليوم في منطقة المواصي – تؤكد أن مناطق “الأمان” التي تُجبر “إسرائيل” الفلسطينيين على التوجه إليها، هي في الواقع مصائد موت جماعي مُعدة مسبقًا.

وأضاف أن ما يجري يمثل المرحلة الأخطر في سلسلة الجرائم المستمرة منذ 19 شهرًا، في ظل غياب أي ممرات إنسانية حقيقية، أو وسائل نقل أو وجهات آمنة للنازحين.

وأشار المرصد إلى أن نتائج العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 حتى الآن، أسفرت عن استشهاد و إصابة أكثر من 175 ألف مدني، بينهم آلاف النساء والأطفال، في ظل تدمير كامل للبنية التحتية والمرافق الحيوية في القطاع.

وأكد البيان أن ما يحدث في غزة يتجاوز وصف “جريمة حرب”، ويشكّل جريمة ضد الإنسانية، تهدف إلى إبادة جماعية لشعبٍ كامل في إطار مشروع استعماري استيطاني طويل الأمد.

وفي تطور مروّع، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، أن 16,503 أطفال فلسطينيين استشهدوا منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، ما يعكس حجم الاستهداف الممنهج لأكثر الفئات ضعفًا في المجتمع.

وفي بيان رسمي عبر منصة تلغرام، أكدت الوزارة أن هذه الإحصائية الصادمة “تجسد استهدافًا مباشرًا للأطفال، وتوثق جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزّل”.

وأشارت إلى أنه “من بين الشهداء 908 أطفال رُضّع لم يُكملوا عامهم الأول، و311 طفلًا وُلدوا واستشهدوا خلال الحرب”.

وأعادت وزارة الصحة التأكيد على أن طفلًا يستشهد كل 40 دقيقة في قطاع غزة، وفق ما أعلنته في مؤتمر صحفي في مجمّع ناصر الطبي بخان يونس في 5 مايو/أيار الجاري.

وفي ظل دعم أمريكي مطلق، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب ما وصفته المؤسسات الحقوقية الدولية بـ”جرائم إبادة جماعية”، خلّفت حتى الآن أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وأكثر من 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين في ظروف إنسانية كارثية.

مشاركات مماثلة