غزة / PNN – اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل بالعمل بشكل منهجي وواسع النطاق على طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من مناطق سكناهم شمالي قطاع غزة، تحت وطأة المجازر والقتل الجماعي وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء وتدمير مقومات الحياة المتهالكة أساسًا.
وأكد المرصد في تقرير رصد جديد، أن المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي على الأرض، تشير إلى أن “مخطط تفريغ الأرض من سكانها وتدمير الوجود الفلسطيني يجري تطبيقه بسرعة غير مسبوقة، فيما يُعامل السكان الذين يرفضون أو لا يتمكنون من إخلاء منازلهم كإرهابيين، ويُواجهون بالقتل والاستهداف المباشر”.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسع وصعد عملياته الحربية لتشمل مشروع بيت لاهيا إلى جانب مخيم جباليا شمالي القطاع، حيث ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تطالب سكان بيت لاهيا، بمن في ذلك من هم في مراكز الإيواء والمستشفيات، بإخلائها قسرًا، والتوجه باتجاه مستشفى “الإندونيسي” في جباليا، حيث تقيم قوات الاحتلال حاجزًا للتفتيش قبل إجبار السكان على مغادرة شمال غزة، كما حدث خلال اليومين الماضيين مع الآلاف الذين كانوا يتواجدون في مراكز الإيواء بمحيط مستشفى “الإندونيسي”.
وذكر المرصد أن أمر التهجير القسري هذا يطال مستشفى “كمال عدوان” في مشروع بيت لاهيا، الذي يستقبل أكبر عدد من ضحايا العدوان الإسرائيلي، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائه مجددًا، بعد أن كان طالب بإخلائه خلال الأيام الأولى للعدوان الأخير، وهو ما رفضته الطواقم الطبية في حينه.
وأشار المرصد إلى أن هذا المشفى يواجه تحديات كبيرة في العمل، بعد نفاد وحدات الدم والمستهلكات الطبية، وبسبب القصف المتواصل في محيطه، إلى جانب استنزاف طاقة الطواقم الطبية بعد أن استقبلت على مدار 18 يومًا مئات الحالات من القتلى والجرحى.
وأوضح أن القوات الإسرائيلية قصفت غالبية “مراكز الإيواء” في مخيم جباليا وجباليا، مستهدفة النازحين فيهما لإجبارهم على الانصياع لأوامر ومخططات التهجير، كما استهدفتهم خلال استجابتهم لذلك، وهو ما تكرر يوم أمس الإثنين، حين استهدفت مدارس “الفوقة”، ما أدى إلى استشهاد 17 فلسطينيًّا وإصابة العشرات.
وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج على “تدمير مقومات الحياة من خلال استهدافه وتدميره للشوارع والمخابز وآبار المياه ومحطات المياه، وتدمير الأراضي الزراعية التي أعيد زراعة جزء منها لتلبية احتياجات السكان بعد منع إدخال أي خضروات في الأشهر الماضية”.
وأكد الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي دمر وأحرق مئات المنازل في شمال غزة، خاصة مخيم جباليا، خلال الـ 18 يومًا الماضية، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى قرابة 700 والجرحى إلى أكثر من ألف آخرين، في حين ما تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي مراكز الإيواء المستهدفة يتعذر انتشالهم وإجلاؤهم نتيجة الحصار الإسرائيلي الشامل وفرض حظر التحرك تحت تهديد القتل.
وشدد على أن صم المجتمع الدولي آذانه وتعاجزه عن وقف ما يجري “يجعله شريكًا في الإبادة الأكثر وحشية”.
وكان المرصد أكد أن أكثر من 400 ألف فلسطيني يواجهون “خطر الموت قتلًا بالقصف أو الموت جوعًا شمالي وادي غزة”، حيث تمنع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات منذ بداية الشهر الجاري، فيما تواصل اجتياح شمالي القطاع.
وأوضح أن فريقه الميداني وثق مئات الاستهدافات الإسرائيلية وعمليات القصف التي دمرت المنازل ومراكز الإيواء والشوارع شمالي غزة، وتستمر دون توقف، فيما ما يزال العديد من الضحايا والمصابين في الشوارع أو المنازل لتعذر نقلهم إلى المستشفيات، حيث تفرض القوات الإسرائيلية حظرًا بالنار على حركة سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني في أغلب أنحاء جباليا ومخيمها.
وحذر الأورومتوسطي من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل منهجي على إخراج ما تبقى من المنظومة الصحية عن العمل بالكامل هناك، خاصة وأنها تعمل أصلًا بشكل جزئي، واستهداف طواقمها، بعد أن عمل خلال الأيام الماضية على استهداف وتدمير آبار المياه المتبقية وقصف مقاسم الاتصالات والإنترنت، ما أدى إلى انقطاعها عن المنطقة.