بيت لحم/PNN- نجيب فراج- الأسير صالح الجعيدي…ملاحقة دائمة ادت لاعاقته عن ممارسة حياته الاعتيادية وابقائه خلف اسوار الجامعة لسنوات.
يبلغ الشاب صالح محمد الجعيدي “32 عاما ” وهو لا يزال في مرحلة الدراسة الجامعية حيث تمكن مؤخرا من التخرج من كلية المحاسبة وهو داخل السجن بعد كل هذه السنين نظرا لحالات الاعتقال المتواصلة بحقه في فترات متقاربة بين فترة واخرى. يقطن الشاب الجعيدي في مخيم الدهيشة وهو من الشبان الذين يتعرضون باستمرار للاعتقال وقد سبق ان اعتقل لمدة ثماني سنوات اغلبها قيد الاعتقال الاداري دون ان يعرض للمحاكمة او ان يقدم له لائحة اتهام.
وكان الاعتقال الاول للشاب الجعيدي وهو في المرحلة الثانوية واعتقل لمدة 14 شهرا وبعد ذلك توالت اعتقالاته المتكررة حيث اعتقل في العام 2015 اداريا لمدة 18 شهر، وبعد ذلك وبمدة قليلة عن الاولى اعادت قوات الاحتلال اعتقاله اداريا لمدة عشرين شهرا، ومن ثم اعتقاله مرة اخرى . وكانت اخر هذه الاعتقالات في شهر اب من عام 2022 حينما نصبت قوة من الوحدات الخاصة المتنكرين للزي المدني حينما كان يسير في الشارع الرئيس المحاذي للمخيم وانقض المستعربون عليه واعتدوا عليه بالضرب المبرح ومن ثم نقلوه عبر مركبتهم التي جلبوها للاعتقال وهي تحمل لوحة تسجيل فلسطينية ونقلوه على وجه السرعة ليعلن بعد ذلك بنحو الاسبوعين عن تحويله الى ملف الاعتقال الاداري لمدة ستة اشهر وقد جرى تجديد اعتقاله للمرة الرابعة يوم امس حيث وبانتهاء مدة التمديد الاخيرة يكون قد امضى عامين قيد هذا الاعتقال.
ولم تتوقف مضايقات قوات الاحتلال لعائلة الجيعدي عند حد اعتقال صالح مرارا بل ان الاعتقال طال شقيقه يزن اكثر من مرة، وهو الان قيد الاعتقال الاداري اذ اعتقل بعد شهر من اعتقال صالح بذات الطريقة حينما كمنت وحدة من المستعربين عن المدخل الرئيس للمخيم وانقضوا على يزن الذي كان يسير مع احد اصدقائه وقد نقلوه الى جهة غير معلومة وحولوه الى الاعتقال الاداري.
وتقول والدة الاسير الجعيدي الى ان هذه هي ليست المرة الاولى التي يجتمع بها الشقيقان صالح ويزن قيد الاعتقال في ذات الوقت ولكن ما صعب الامور هذه المرة هي منع الاهالي من الزيارات منذ السابع من اكتوبر الماضي، والانكى انها لاتعلم شيئا عن نجليهما وحسب علمها كانا في سجن عوفر ولكن وصل الى مسامعها انهما قد نقلا الى سجن النقب الصحراوي ومن ثم الى سجن نفحة وقد تعرضا للضرب المبرح، معربة عن قلقها الشديد على حياتهما مناشدة المؤسسات الحقوقية وخاصة الصليب الاحمر العمل على توفير اخبارا مؤكدة عن وضع نجليها.
وقالت الوالدة ان تجديد الاعتقال الاداري لصالح حيث سيصل مجموع ما امضاه في هذه المرة عامين قيد الاعتقال الاداري هو بمثابة الاستمرار في استهدافه واعاقة حياته الاعتيادية حيث لم يستطع ان يستكمل دراسته الجامعية وهو يصل سن الـ32 نظرا لهذه الملاحقة حيث كان يستعد وقبيل اعتقاله للاتقدم لامتحانات صيفية ليستكمل عدد الساعات الدراسية التي يحتاجها للتخرج وكما في كل مرة تقوم هذه القوات باعتقاله لحرمانه من التخرج، اضافة الى ان استمرار اعتقاله يضع حدا لكل طموحاته الاخرى بما في ذلك عقد قرانه او على الاقل عقد خطوبته ولكن كل ذلك جرى ادراج الرياح.
يشار الى ان صالح من نشطاء العمل الاجتماعي وهو من ذوي اصلاح ذات البين ويحرص على السلم الاجتماعي وكان دائم الحضور مع كل وجوه الخير في تطويق اية مشكلة او امرا طارئا ليس فقط داخل المخيم وانما في محيط المحافظة ولهذه الاسباب يجري استهدافه دوما بحسب العديد من اقرانه.