[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
لم يكن استهداف قوات الاحتلال الصهيوني لطاقم بلدية غزة العام على تأمين وصول المياه لمئات آلاف السكان والنازحين؛ إلاّ حلقة ضمن محاولات الاحتلال لتدمير جميع مقومات الحياة في إطار حرب الإبادة الشاملة التي يشنها على قطاع غزة.
ووفق بلدية غزة؛ استهدف الاحتلال الاسرائيلي صباح الجمعة الماضية، موظفي بلدية غزة العاملين في تشغيل آبار المياه في كراج البلدية مما أدى إلى استشهاد خمسة من موظفي البلدية وهم: المهندس أنور صبحي الجندي (54 عاما) – عضو لجنة الطوارئ، وزاهر حمدي الحداد (41 عاما)، وشريف عمر الجندي (33 عاما)، وإبراهيم زهير أبو خاطر (32 عاما)، وأحمد اسماعيل الحلو (24 عاما).
وكان الشهداء عند استهدافهم يؤدون واجب الوطن وخدمة المواطنين في سقيا الماء، بالرغم من الإمكانيات المحدودة للغاية والمخاطرة العالية.
وحذرت بلدية غزة من انهيار منظومة خدمات البلدية نتيجة استهداف الاحتلال موظفي البلدية مما قد يعرض حياة المواطنين للخطر بسبب توقف الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي وجمع النفايات.
وحسب توثيق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان؛ فإن استهداف موظفي بلدية غزة، جاء رغم وجود تنسيق مسبق بينها وبين الاحتلال للعمل، والحصول على موافقة مسبقة بأسماء الموظفين الذين يعملون فيها.
استهداف ممنهج
ولم تكن هذه الحادثة الأولى، فعلى مدار 261 يومًا لم يتوقف الاحتلال عن استهداف كل ملامح الخدمة الإنسانية والقائمين عليها وطالت استهدافاته عاملين أجانب كما حدث مع المطبخ لعالمي والعديد من موظفي الأمم المتحدة وكذلك مقرات المؤسسات الدولية وآخرها مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي لحقت به أضرار جراء القصف على رفح الجمعة الماضية.
وبمنهجية واضحة تعمل قوات الاحتلال على اغتيال واستهداف ضباط الشرطة وعناصرها الذين يعملون على ضبط الأمن العام والأمن المجتمعي ويعملون على تأمين مراكز الإيواء وتوزيع المساعدات.
وتوالت بيانات وزارة الداخلية التي تشير إلى اغتيالات الاحتلال رغم تأكيدها أن الشرطة مؤسسة ذات صبغة مدنية ودورها يتعلق بالمجتمع.
تدمير مقومات الحياة
مصادر متطابقة تشير إلى أن الاحتلال يعمل عن عمد لتدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة، فهو بعد أن دمر غالبية المنازل والمنشآت والبنى التحتية يركز الآن ويواصل استهداف طواقم العمل سواء الحكومي وبمستويات مختلفة، وكذلك طواقم العمل الإنساني والخدماتي.
وتشير هذه المصادر في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن الاحتلال لم يستثن أي قطاع من قطاعات خدمة الجمهور، ما يدلل يؤكد أن الأمر يتجاوز فكرة استهداف حركة حماس، إلى استهداف وتدمير كل ما من شأنه مساعدة السكان على الحياة ولو بالحد الأدنى.
ودلل على ذلك، باستهداف طواقم الاتصالات رغم أن تحركاتها تتم عبر تنسيقات مسبقة، وكذلك استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني، واستهداف الموظفين الأمميين وإن كانت حالات محدودة فهي ترمي لإبعاد كل من يحاول أن يساعد غزة بالترهيب الذاتي، وفق المصادر.
وتركز الاستهدافات وفق متابعة مراسل المركز الفلسطيني على طواقم العمل الحكومي والشرطة ولجان الطوارئ والخدمات العامة الذين يحاولون التخفيف من أعباء النزوح والحرب على 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة.
ولم تمنع هذه الاستهدافات طواقم العمل الرسمية والشعبية من استمرار العمل وأداء الخدمة لتأمين احتياجات النازحين ومساعداتهم على قدر المستطاع.
الكاتب يسري الغول يشير إلى أن الاحتلال يستهدف كل من يعمل على خدمة الناس، ويستهدف بيوتهم، حتى من يعملون في البلديات وخطوط المياه والكهرباء والاتصالات، ويتساءل ما هو الدور المطلوب؟.
ورأى في تعليق له تابعه المركز الفلسطيني للإعلام أنه لو كل شخص نزل إلى الميدان للعمل، المعلم يعلم في مركز الإيواء أو الشارع، الفنان يعلم الرسم، موظفي المؤسسات تنظيف الشوارع، تمديد خطوط المياه، تنظيم الحياة، العمل في تأمين المساعدات دون انتظار أوامر من أحد.
وأضاف: تعالوا لنجعل غزة خلية نحل، حتى لو قضينا في سبيل ذلك.
“}]]