غزة / PNN – في خطوة مفاجئة، أعلن المدير التنفيذي لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة، جيك وود، استقالته من منصبه بشكل فوري، ما ألقى بظلال من الشك على مستقبل جهود الإغاثة التي كانت تستعد المنظمة لتنفيذها في قطاع غزة.
وفي بيان صادر عن المؤسسة، الإثنين، والتي تتخذ من جنيف مقرا لها، أوضح وود أن قراره جاء نتيجة قناعته بعدم قدرة المنظمة على إنجاز مهمتها مع الالتزام الكامل بـ”المبادئ الإنسانية”، وفي مقدمتها الحياد وعدم التحيز والاستقلالية. وقال: “من الواضح أنه من غير الممكن تنفيذ خطة الإغاثة التي أعددناها دون المساس بهذه المبادئ التي لن أتنازل عنها”.
كانت المؤسسة قد أعلنت، منذ إطلاقها في فبراير/شباط، عن خطة طموحة لتوزيع نحو 300 مليون وجبة طعام خلال أول 90 يوما من عملها، في ظل أزمة إنسانية خانقة يعيشها قطاع غزة. غير أن الأمم المتحدة وعددا من وكالات الإغاثة الدولية رفضت التعاون مع المنظمة، وسط اتهامات بأنها تنسق بشكل وثيق مع إسرائيل، ما أثار جدلا واسعا حول مصداقية تحركاتها.
وجاء تأسيس “مؤسسة غزة الإنسانية” في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الوضع الإنساني المتدهور في غزة، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
منذ اندلاع الحرب بالسابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أستشهد 53,939 فلسطينيا في قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 122,797 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتفيد أحدث المعطيات بأن الجيش الإسرائيلي يفرض سيطرته الفعلية على نحو 77% من القطاع، الذي يقطنه أكثر من 2.4 مليون نسمة، غالبيتهم من اللاجئين.
وفي بيانه، عبر وود عن فخره بالجهود التي قادها خلال فترة عمله، مشيرا إلى أن خطة الإغاثة التي وضعتها المؤسسة كانت تهدف لإيصال الغذاء للمحتاجين ومعالجة المخاوف الأمنية بشأن تحويل المساعدات، بالتكامل مع المنظمات العاملة على الأرض منذ فترة طويلة.
وقال: “مثل كثيرين حول العالم، هزني ما يحدث في غزة، وشعرت بالواجب الإنساني لبذل أقصى ما يمكن من أجل تخفيف معاناة السكان”.
واختتم وود بيانه بدعوة إسرائيل إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر مختلف الآليات، كما حث جميع الأطراف المعنية على ابتكار طرق جديدة وفعالة لضمان وصول الإغاثة للمدنيين دون تأخير أو تمييز أو تحوير.