استطلاع: أغلبية الفلسطينيين ينظرون بسلبية إلى زيارة ترامب إلى السعودية

بيت ساحور / الضفة الغربية/ PNN – أظهر استطلاع رأي جديد نُشر يوم الثلاثاء أن غالبية الفلسطينيين ينظرون بسلبية إلى زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، معتبرين أنها لا تخدم القضية الفلسطينية، وسط تصاعد القتال في قطاع غزة.

ووفقًا لنتائج الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي (PCPO) بقيادة الباحث نبيل كوكالي، فإن 70.6% من المشاركين قيّموا زيارة ترامب على أنها سلبية، بينما قال 17.9% إنها “إيجابية إلى حد ما”، و5% فقط رأوها “إيجابية جدًا”. ولم يبدِ 6.5% رأيًا واضحًا.

الزيارة، التي جاءت بعد إعادة انتخاب ترامب، أثارت جدلًا واسعًا بين الفلسطينيين، حيث يعتقد كثيرون أن التوقيت يتجاهل الحرب المستمرة في غزة، وأن أجندة الزيارة تركز على المصالح الاقتصادية والتحالفات الإقليمية.

وقال كوكالي إن نتائج الاستطلاع تعكس “شعورًا متزايدًا بالإحباط وانعدام الثقة” تجاه المبادرات الأميركية والعربية الأخيرة، خصوصًا عندما لا تكون مدعومة بخطوات ملموسة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق تطلعات الفلسطينيين.

وبحسب الاستطلاع، فإن 58.2% من المشاركين يرون أن الهدف الرئيسي من الزيارة هو توقيع صفقات اقتصادية ضخمة، بينما قال 17.2% إنها تهدف إلى دفع خطوات التطبيع بين السعودية وإسرائيل. ورأى 11.2% أن تعزيز العلاقات السياسية هو الدافع الأساسي، في حين أشار الباقون إلى أهداف متنوعة أو لم يبدوا اهتمامًا.

وفي ما يتعلق بتأثير الزيارة على صورة السعودية عالميًا، قال أكثر من نصف المشاركين (51.5%) إنها تُظهر المملكة كدولة تابعة للولايات المتحدة، بينما قال 22.6% إنه لا يوجد تأثير ملموس، و19.7% فقط اعتبروا أنها تعزز من مكانة الرياض كقوة قيادية إقليمية.

أما بشأن تداعيات الزيارة على القضية الفلسطينية، فقد قال 43.5% إنها لن تؤثر إطلاقًا، فيما رأى 31.3% أنها ستؤثر سلبًا، وقال 21.1% إنها قد تكون إيجابية.

وفي ظل الحرب المتواصلة في غزة، أعرب 58.5% من المشاركين عن اعتقادهم بأن السعودية لن تلعب دورًا فعّالًا خلال زيارة ترامب. وقال 21.6% إنهم يأملون بأن تضغط الرياض على واشنطن لوقف القتال ورفع الحصار، فيما توقع 15.9% تقديم مساعدات إنسانية وفتح المعابر.

ورغم مطالبات شعبية واسعة للقيادة السعودية باتخاذ مواقف حازمة، أبدى 41% من المشاركين عدم ثقتهم في أن الرياض ستطالب ترامب بوقف العدوان على غزة، مقابل 25.6% عبروا عن ثقة “متوسطة”، و12.4% فقط قالوا إنهم يثقون بشدة في ذلك.

أما بشأن احتمالات استجابة الولايات المتحدة لأي مطالب سعودية بوقف الحرب، فقد أعرب 39.6% عن تفاؤل “نسبي”، فيما قال 36.3% إن واشنطن “لن تستجيب”، بينما قال 19.4% إنها “ستستجيب بالتأكيد”.

وبالنسبة للدوافع الكامنة خلف زيارة ترامب، فإن 57.5% اعتبروها مدفوعة بالمصالح الاقتصادية، بينما رأى 20.1% أنها تهدف إلى دعم إسرائيل، وقال 7.5% إنها محاولة لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وفي ما يتعلق بمسألة التطبيع مع إسرائيل، رأى 39.1% أنه يجب ربط أي خطوات تطبيعية بتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، بينما عارض 50.5% ذلك، معتبرين أن التطبيع يجب أن يكون منفصلًا عن الملف السياسي.

منهجية الاستطلاع

شمل الاستطلاع، الذي أُجري في الأسبوع الثالث من شهر أيار/مايو 2025، عينة عشوائية مؤلفة من 402 فلسطينيًا من الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) وقطاع غزة، ممن تزيد أعمارهم عن 18 عامًا. وتم تنفيذ الاستطلاع باستخدام المقابلات الهاتفية المعززة بالحاسوب (CATI)، مع هامش خطأ ±4.9% عند مستوى ثقة 95%.

وبحسب مركز استطلاع الراي تعكس نتائج الاستطلاع حالة من التشاؤم الشعبي وعدم الثقة في المسارات السياسية الحالية، سواء الإقليمية أو الدولية، وخصوصًا ما يتعلق بدور الولايات المتحدة والسعودية في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال نبيل كوكالي إن “الشعب الفلسطيني لا يرى في زيارة ترامب خطوة بناءة”، وإن “المزاج العام يميل إلى التشكيك في جدية أي تحرك لا يستند إلى عدالة القضية وحقوق الفلسطينيين”.

مشاركات مماثلة