إهانة على أعلى مستوى… ترامب يفاوض حماس سراً ويحرج نتنياهو بإطلاق سراح أسير مزدوج الجنسية

بيت لحم -PNN- كشف المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرتر، عن صفعة دبلوماسية موجعة تلقّتها حكومة بنيامين نتنياهو من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي أدار مفاوضات سرية ومباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعيداً عن علم “تل أبيب”، ما أسفر عن إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر.

ويرى فيرتر أن نجاح عملية الإفراج يعود إلى تغير تكتيكات واشنطن، التي استوعبت دروس الماضي وتجنبت إشراك إسرائيل خشية إفساد الصفقة، بعد تجارب سابقة فاشلة. واعتبر أن إبقاء العملية طي الكتمان كان مفتاح نجاحها.

وتخيل الكاتب مدى الصدمة التي كان سيُبديها نتنياهو، لو أن حكومة سابقة بقيادة بينيت أو لبيد فوجئت بخطوة مماثلة من بايدن أو كامالا هاريس، مفترضاً أن رد فعله حينها كان سيكون صارخًا، على عكس ما جرى مع ترامب، حيث غلبت الذهول الصامت على موقفه.

ووصف المقال إطلاق سراح ألكسندر بأنه “كارثة سياسية” هزّت مكتب نتنياهو وأثارت ارتباكاً في دائرته، لدرجة أن محاميه طالب بتأجيل جلسات المحاكمة بدعوى أن رئيس الحكومة لم ينم سوى ساعة ونصف.

وفي تناقض فجّ، سارع مقربو نتنياهو إلى مهاجمة ترامب لأنه فاوض “منظمة إرهابية”، رغم أنهم كانوا قد انتقدوا إدارة بايدن في السابق بسبب تقليص الدعم العسكري لإسرائيل.

وبسخرية لاذعة، تساءل فيرتر: “كيف تجرؤ دولة تابعة مثل الولايات المتحدة على تجاوز إرادة القوة العظمى إسرائيل؟”، مضيفًا أن ترامب استوعب ما لم يدركه بايدن، وفضّل التحرك العملي بعيدًا عن الشعارات السياسية الجوفاء.

وهاجم الكاتب أداء حكومة نتنياهو، التي وصفها بالعاجزة عن المبادرة أو التحرك لاستعادة الأسرى الأحياء أو جثامين القتلى، مشيرًا إلى تهميش نتنياهو لقيادات أمنية بارزة مثل رئيس الشاباك السابق رونين بار ورئيس الموساد ديفيد برنيع، رغم نجاح الفريق الذي كانا ضمنه في إطلاق سراح 33 أسيرًا سابقًا.

واختتم فيرتر تحليله بالتساؤل عن موقع نتنياهو في المشهد الإقليمي، حيث تواصل الولايات المتحدة توثيق علاقاتها مع قيادات شابة في السعودية وقطر والإمارات، بينما وجدت إسرائيل نفسها مضطرة لإرسال وفود إلى الدوحة وسط استعدادات لشن عملية عسكرية جديدة في غزة تُعرف بـ”عملية جدعون”.

وختم بالقول إن المنطقة بأكملها تترقب بخوف “عربات ترامب”، بينما تغرق حكومة نتنياهو في حالة من الجمود والعجز، تاركة عائلات الأسرى تعيش في قلق دائم.

المصدر: “هارتس”

مشاركات مماثلة