غزة/PNN-كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء أمس الخميس، عن الخطوط العريضة لصفقة جديدة مقترحة لتبادل الأسرى مع حركة “حماس” عُرضت على مجلس الحرب الإسرائيلي خلال اجتماعه، ليل أمس الخميس، وتشمل وقف الحرب على قطاع غزة لعدة أسابيع.
وقالت القناة 13 العبرية الخاصة إنه “في ذروة عيد الفصح اليهودي (الذي بدأ الثلاثاء ويستمر أسبوعًا) اجتمع أعضاء مجلس الحرب لساعات طويلة للدفع نحو مبادرة جديدة لإطلاق سراح المختطفين”.
وأضافت: “قدم فريق التفاوض الإسرائيلي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء في مجلس الحرب مخططًا جديدًا سيتم طرحه (على حماس) من قبل الوسطاء (مصر وقطر)، ويتضمن قدرًا من المرونة من جانب إسرائيل”، على حد وصف القناة.
وبحسب القناة “تتضمن المبادرة الجديدة (التي لم يصدر إعلان رسمي عنها بعد) مطالبة إسرائيل حماس بالإفراج عن أكثر من 20 مختطفًا (أسيرًا إسرائيليًا) لديها، تشمل كبار السن والنساء والمجندات والمرضى”.
وأضافت: “هناك تفاهم على أنه ليس من المؤكد أن تشمل الصفقة 40 مختطفًا كما أرادت إسرائيل في الأسابيع الماضية”.
وتابعت القناة: “بالإضافة إلى ذلك، ستشمل الصفقة وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة خلال هذه الفترة، بما في ذلك من ممر نتساريم (أقامته إسرائيل قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه)، وهو أمر رفضت إسرائيل القيام به حتى الآن”.
وزادت: “مع ذلك، لن تضطر إسرائيل (وفق المبادرة الجديدة) إلى الالتزام بعدم استئناف القتال في مرحلة لاحقة، ولن تكون هناك حاجة إلى ضمانات دولية في هذا الشأن”.
وأوضحت أنه في المقابل سيتم لاحقا تحديد نسب التبادل أو ما يعرف بـ”مفتاح” الصفقة أي عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي بالقطاع.
من جانبها، قالت القناة 12 العبرية الخاصة، إن المبادرة الإسرائيلية تتضمن “إطلاق سراح 20 محتجزا إسرائيليا من النساء والمجندات وكبار السن والمرضى بوضع خطير، مع السماح بعودة النازحين من سكان شمال القطاع، وعدم التزام إسرائيل بوقف دائم للحرب”.
وتابعت: “إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تجري إسرائيل المفاوضات بشكل مختلف عما كانت عليه حتى الآن؛ حيث تعطي وزناً أكبر للوسطاء المصريين، بسبب خيبة الأمل من قطر” على حد تعبيرها، دون مزيد من التفاصيل.
وقالت: “سيتعين على وزراء مجلس الحرب أن يتخذوا قرارا دراماتيكيا في المستقبل القريب، سواء الذهاب إلى العملية البرية في مدينة رفح (جنوب قطاع غزة)، أو مواصلة الجهود للتوصل إلى صفقة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين)”.
بدوره قال نائب حركة حماس خليل الحية في تصريحات لفضائية الجزيرة، أمس الخميس، إن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية يخوضون مفاوضات جادة من أجل وقف دائم لإطلاق النار وصفقة تبادل جادة وحقيقية.
وأضاف: “لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى وجادون في الإفراج عنهم ضمن توافق ومفاوضات جادة، وعدم تقدم المفاوضات يرجع إلى التعنت الإسرائيلي”.
وأكمل: “الاحتلال رفض مقترحا لمبادلة مجندة إسرائيلية بـ 50 من أسرانا؛ بينهم 30 من ذوي الأحكام المؤبدة، وما زلنا ننتظر الرد على موقفنا من الاحتلال والوسطاء”.
واستطرد القيادي في “حماس”: “لن نفرج عن الأسرى دون وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة”.
وحول الموقف الأمريكي الجديد، صرح القيادي خليل الحية بأن “التصريحات الأمريكية جاءت قبل تسلمنا أي رد على موقفنا من إسرائيل أو الوسطاء”. مبينًا: “نُرحب بالتصريحات الأمريكية عن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار”.
ونبه إلى أن “هناك ضغط وتشويه لدور قطر في المفاوضات لدفعها للضغط على حركة حماس”. مجددًا التأكيد: “متمسكون بوساطة قطر ومصر لكننا لن نوافق على أي شيء يتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني”.
واستدرك: “العالم اليوم غير قادر على تنفيذ قراراته بشأن حقوق الشعب الفلسطيني”.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 112 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.