تل أبيب -PNN- تحدثت صحيفة عبرية، مساء أمس الاثنين، عن وجود حالة من القلق في إسرائيل، بعد نقل مسؤولين “شديدي الدعم” لتل أبيب بشكل مفاجئ من مواقعهم في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي.
وبحسب “يديعوت أحرونوت” فإن هناك “قلقا في إسرائيل من تغييرات داخل الإدارة الأمريكية”.
وأوضحت أنه “في الأيام الأخيرة، تم بشكل مفاجئ “نقل” عدد من المسؤولين الذين يُعتبرون “شديدي الدعم لإسرائيل” من مناصبهم في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي”.
وأشارت إلى أن ذلك “يأتي ذلك على خلفية الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن هجوم محتمل على إيران، وكذلك فيما يتعلق باستمرار الحرب في قطاع غزة”.
وعبرت إسرائيل مرارا عن رفضها للمفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج الأخيرة النووي، ولوحت بشن هجوم على إيران بكل منفرد.
وأضافت: “اثنان من المُقالين هما ميراف سيرين، مواطنة أمريكية إسرائيلية عُيّنت مؤخرًا كرئيسة قسم إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وإريك ترايغر، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وكلا من سيرين وترابغر عُينوا من قبل مستشار الأمن القومي السابق مايك وولتز، الذي يُعتبر هو الآخر من “أشد المؤيدين لإسرائيل”، وقد أقاله الرئيس ترامب مؤخرًا من منصبه، بحسب المصدر ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن من يقف وراء إقالة سيرين وترايغر هو وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي خلف وولتز.
وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تغادر مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث ستيف ويتكوف والمسؤولة عن الملف اللبناني في الإدارة الأمريكية، منصبها قريبا، وليس بمبادرة منها”.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فإن “أورتاغوس، التي اعتنقت اليهودية وتضع قلادة عليها نجمة داوود حول عنقها، تُعد من أبرز المؤيدات لإسرائيل داخل الإدارة.
“وقد قامت بعمل ممتاز في جهود التهدئة بين إسرائيل ولبنان، وكذلك في إقناع الحكومة في بيروت باتخاذ موقف حازم تجاه حزب الله، وبضرورة نزع سلاح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد”، وفق ذات المصدر.
وأشارت إلى أن “قرار نقل أورتاغوس من منصبها قريبا أثار صدمة في الأوساط المعنية بالإدارة الأمريكية في إسرائيل، كونها بلا شك تُعتبر من أكثر الشخصيات تعاطفا وقربا من إسرائيل”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مطلعة على العلاقات مع الولايات المتحدة لم تسمها إنها تقدّر أن إقالة الثلاثة تمت في إطار أجندة “أمريكا أولًا” التي يتبناها الرئيس ترامب، وليس بالضرورة كخطوة موجهة ضد إسرائيل تحديدًا، “بل في سياق تقليص نفوذ أي دولة أجنبية داخل دوائر صنع القرار الأمريكية”.
وبحسب هذه المصادر، فإن “المسؤولين لم يُقالوا بسبب مواقفهم المؤيدة لإسرائيل، وإنما كجزء من توجه ترامب لإضعاف مجلس الأمن القومي، وتركيز إدارة السياسة الخارجية الأمريكية بيده شخصيا”.
وقالت إنه “لهذا السبب، لم يعين ترامب بديلا لمايك وولتز، وترك المنصب بيد ماركو روبيو”.
وتساءلت الصحيفة “لماذا كان ماركو روبيو – المعروف بدعمه القوي لإسرائيل – هو من قام بإقالة الاثنين؟”.
وأجابت: “بحسب التقديرات، لم يغير روبيو مواقفه المؤيدة لإسرائيل، لكنه لا يتبنى الأجندة الإسرائيلية بالكامل كما فعل مايك وولتز، ويبدو أنه في نهاية المطاف شخص براغماتي يدرك “اتجاه الرياح” السياسية”.
وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إنها لا تستبعد احتمال إقالة مزيد من الشخصيات “المؤيدة لإسرائيل” في الفترة المقبلة، خاصة وأن وتيرة التغييرات في إدارة ترامب تتم بشكل مفاجئ وسريع، ودون إنذارات مسبقة.
وأضافت “يديعوت أحرونوت”: “إقالة هؤلاء المسؤولين لم تأتِ من فراغ، بل تُعد جزءًا من حالة التباعد المتزايد بين إسرائيل وإدارة ترامب، ويبدو أن الأمريكيين اختاروا هذا النهج بناء على اعتباراتهم الخاصة”.
وبحسب الصحيفة، علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا، خلال مناقشات مغلقة، لمقربه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، قائلًا إنه لم يتوقع بشكل صحيح الاتجاه الذي تتجه إليه الولايات المتحدة في ما يتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الحكومة بأن نتنياهو لم يُخفِ خيبة أمله من الوزير ديرمر، المسؤول بما في ذلك عن العلاقات مع واشنطن.
وقالوا: “ديرمر لم يفهم ما يحدث، وببساطة تم التلاعب به. كان واثقًا بأن الولايات المتحدة لن تقف ضدنا”.
وأضافوا: “ديرمر لم يتنبأ بالتغير في موقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وحتى الآن لا يزال يعتقد أن أمريكا ستواصل دعم إسرائيل، ولن تعارضها، وأن التنسيق سيستمر. لكن الحقيقة أن ديرمر فقد البوصلة”.
وبحسب ما أفاد به المسؤولون في الحكومة الإسرائيلية للصحيفة، فإن نتنياهو يشعر بقلق بالغ من التغيرات الجارية في الولايات المتحدة، ومن التأثير المتزايد للتيار الانعزالي المعروف باسم “الوايت ووك” (White Woke) على الرئيس ترامب، خاصة من قِبل شخصيات مثل المذيع المحافظ تاكر كارلسون.
وتابعوا: “هؤلاء أشخاص خطيرون يؤثرون على الرئيس ترامب. إنهم يغذون مشاعر الشك تجاه إسرائيل، ويوشوشون في أذنه بأن إسرائيل تريد جرّ الولايات المتحدة إلى حرب. هذه هي أمريكا الجديدة، وهذا يقلق نتنياهو بشدة”.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.