[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بغارة صهيونية غادرة ارتقى القائد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، شهيدًا على درب من سبق من القادة الشهداء على الدرب ذاته، وبقيت كلماته لن نعترف بإسرائيل خالدة على مر التاريخ.
وفي أول تعليق له على الاغتيال، قال عبد السلام هنية، النجل الأكبر للقائد الشهيد: وطنا أنفسنا على تلقي خبر الشهادة، مثلنا مثل كل أبناء شعبنا وطنا أنفسنا على النصر أو الشهادة، وكما قال والدي عندما تلقى خبر استشهاد أبناءه الله يسهل عليهم، نقول اليوم الله يسهل عليك.
وأضاف: نحن في مسيرة جهاد وثورة ونضال في كل مكان وكل الساحات وإذا ظن الاحتلال أن المقاومة والثورة والنضال وحماس ستنتهي، فهو واهم، فدماء القيادة ستحيي مقاومتنا وثورتنا من جديد.
وسبق أن تعرض هنية لأربع محاولات اغتيال من الاحتلال الإسرائيلي، واستشهد عدد من أبنائه وأحفاده وعائلته ودمر الاحتلال منزله عدة مرات في الحروب على قطاع غزة.
وبالشهادة يختتم القائد هنية محطات مضيئة في مسيرة التضحية والجهاد والمقاومة في مواجهة الاحتلال تقلد فيها العديد من المواقع، الحكومية والحركية، ووصلت الحركة تحت قيادته آفاق الدنيا في الحضور والتأثير.
الولادة والنشأة
إسماعيل عبد السلام أحمد هنية مواليد 29 يناير 1963، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، الذي لجأت إليه أسرته بعدما هجرها الاحتلال عام 1948م من قرية الجورة قضاء مدينة عسقلان المحتلة.
وتزوج عام 1980م، وله 13 ابنا من الذكور والإناث.
التعليم والنشاط الطلابي
درس هنية المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987م، وتخرج فيها مُجازا في الأدب العربي.
وحصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية عام 2009.
بدأ هنية نشاطه داخل “الكتلة الإسلامية” التي تمثل الذراع الطلابي لحركة حماس، وعمل عضوا في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية بين عامي 1983م و1984م، ثم تولى في السنة التالية منصب رئيس مجلس الطلبة.
وشغل إسماعيل هنية عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة خلال التسعينيات، كما تولى عام 1997م رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد إفراج الاحتلال الإسرائيلي عنه.
الاعتقالات
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، هنية للمرة الأولى عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وأمضى قرابة الشهر، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 وأمضى ستة أشهر.
وأعاد الاحتلال اعتقال هنية مجددا سنة 1989 وأمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها أبعد إلى مرج الزهور في جنوبي لبنان مع 400 من قيادة حركة حماس والجهاد الإسلامي، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في المنفى، وأصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في غزة.
مثّل هنية حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للفصائل الوطنية والإسلامية في الانتفاضة الثانية، التي انطلقت في العام 1987م.
تعرض هنية لأربع محاولات اغتيال إسرائيلية، أصيب في إحداها في 6 سبتمبر/أيلول 2003م إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين، ومنع من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006م.
الفوز في الانتخابات ورئاسة الحكومة
وترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير/كانون الثاني 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكلتها حماس في فبراير/شباط 2006م.
وفي العام 2007م ترأس هنية حكومة الوحدة الوطنية.
وأقاله محمود عباس رئيس السلطة بعد أحداث يونيو 2007 في خطوة وصفت بأنها غير قانونية، حيث بات هناك حكومتين، وبقي طوال الوقت ينادي بالمصالحة وإنهاء الانقسام.
وأعلن قبوله مرات عدة التنازل عن رئاسة الحكومة في إطار المصالحة الشاملة، وتنازل عنها فعليا في 2 يونيو/ حزيران 2014 لرامي الحمد الله، وقال هنية عند تسليمه الحكومة: “إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة”.
وشغل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدورة الانتخابية السابقة، وقائدا لحركة حماس في قطاع غزة لدورتين انتخابيتين.
رئاسة حماس
وفي 6 مايو/أيار 2017 أصبح هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بعدما اختاره أعضاء مجلس الشورى العام في انتخابات أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وفي غزة في وقت متزامن.
وهنية هو الشخصية الثالثة التي تحوذ هذا المنصب –وهو أعلى منصب سياسي في حماس-، بعد موسى أبو مرزوق الذي انتخب رئيسًا لأول مكتب سياسي للحركة عام 1992، وخالد مشعل الذي تولى المنصب مدة عشرين عامًا عن طريق الانتخابات.
ومضى القائد هنية على درب من سبق من قادة الحركة، المؤسس الأول الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته قوات الاحتلال بعد خروجه من مسجد المجمع الإسلامي بعد أن أدى صلاة فجر 22 مارس 2004 والقائد الذي خلفه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في 17 إبريل 2004.
حضوره في طوفان الأقصى
وفور إطلاق حماس لعملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ظهر هنية في فيديو بثّته وسائل إعلام برفقة قادة الحركة في مكتبه بالدوحة، فيما كان يتابع تقريرا عبر إحدى القنوات العربية لمقاومين من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، يستولون على آليات عسكرية إسرائيلية، قبل أن يؤمّ صلاة “لشكر الله على هذا النصر”.
ومع تعاظم حرب الإبادة الصهيونية، لم يتوقف هنية عن الحركة واللقاءات لوقف المجزرة، فخرج بعدة خطابات وأجرى عشرات اللقاءات الدبلوماسية والتقى العديد من المسؤولين وزار عدة دول، ورفض الخضوع وتقديم التنازلات وتمسك بحقوق شعبنا وبمطلب وقف العدوان، ولم يعبأ بالتهديدات الإسرائيلية العلنية باغتياله، ولا محاولات الضغط عليه من خلال قتل أفراد أسرته.
ففي 10 نيسان/أبريل 2024، استشهد 7 من أفراد عائلة قائد حماس، بينهم 3 من أبنائه وعدد من أحفاده في قصف إسرائيلي استهدف سيارة كانت تقلهم في مخيم الشاطئ بينما كانوا يتجولون لتهنئة سكان المخيم بحلول عيد الفطر آنذاك.
وعلق على نبأ استشهاد أبنائه وأحفاده قائلاً: إنّ “دماء أبنائي وأحفادي الشهداء ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني، أنا أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمني به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض أحفادي”.
كما استشهد 10 أشخاص من عائلته، بينهم شقيقته، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غربي غزة، في 24 حزيران/يونيو.
وعلق هنية على الحادثة، قائلاً إن دماء شقيقته أم ناهض وأبنائها وأحفادها تختلط بدماء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وكل أماكن وجود الشعب الفلسطيني، ولن تزيده “إلا ثباتاً على الموقف ورسوخاً في المسار ويقيناً بالانتصار”، مؤكداً أنّهم “فازوا بالشهادة في منزلة مباركة ومعركة خالدة منتصرة”.
واعتقل الاحتلال شقيقته المتزوجة في الأراضي المحتلة منذ عام 1948.
مناصب تولاها
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد انتخابه في شهر مايو 2017 خلفا لخالد مشعل.
رئيس وزراء فلسطين، خلال الفترة من 2006 حتى 14 يونيو 2007، ثم واصل كرئيس لوزراء حكومة تصريف الأعمال في قطاع غزة حتى 1 يونيو 2014.
رئيس المكتب السياسي لحماس في إقليم قطاع غزة.
مدير مكتب الشيخ أحمد ياسين.
عضو الهيئة الإدارية العليا للجمعية الإسلامية سابقاً.
رئيس نادي الجمعية الإسلامية بغزة لمدة عشر سنوات تقريباً.
أمين سر مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة سابقاً.
مدير الشؤون الإدارية في الجامعة الإسلامية سابقاً.
مدير الشؤون الأكاديمية في الجامعة الإسلامية سابقاً.
عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية سابقاً.
عضو لجنة الحوار العليا للحركة مع الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.
عضو لجنة المتابعة العليا للانتفاضة ممثلاً عن حركة حماس.
من أشهر أقواله:
«لن نعترف، لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل.»
«لن تسقط القلاع، ولن تُخترق الحصون، ولن يَخطفوا منا المواقف بإذن الله الواحد القهار.»
“إن حركة تقدم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبدًا وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين، هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها أنها تكون أشد قوة وإصرارًا”.
«أنا شخصياً بصفتي رئيس للوزراء أتشرف بالانتماء إلى حركة المقاومة الإسلاميـة حماس.»
«بصفتي رئيس للوزراء اتشرف بالعيش في مخيم الشاطئ للاجئين.»
«نحن قوم نعشق الموت كما يعشق اعداؤنا الحياة. نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة.»
«لا وألف لا.. الموت ولا الذلة.. الموت ولا المساومة على حرية هؤلاء الأبطال -يقصد الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار-.»
“}]]