تل ابيب /PNN / هدد مسؤولون إسرائيليون برد قوي بعد إطلاق إيران 180 صاروخًا على أهداف في إسرائيل، وسط مداولات أمنية مكثفة برئاسة نتنياهو. في المقابل، أعلن الحرس الثوري أن الهجوم جاء ردًا على اغتيال نصر الله وهنية، مؤكدًا استهداف “قلب الأراضي المحتلة”.
و صرح مسؤولون إسرائيليون بأن الرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، الثلاثاء، على مواقع في إسرائيل سيكون “قويًا وحاسمًا”، وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن “إيران ارتكبت خطأ جسيمًا وستدفع ثمنه”، وذلك في أعقاب مداولات أمنية مكثفة، فيما أكد الجيش الإسرائيلي، أن الهجوم الإيراني سيترتب عليه عواقب، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستحدد الوقت والمكان المناسبين للرد، في حين أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، دعم بلاده “الكامل” لإسرائيل، مشيرا إلى أن إدارته “تجري مناقشات” مع الحكومة الإسرائيلية بشأن الرد على إيران.
وفي أعقاب تقييم الوضع الأمني، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي: “لقد أثبتنا قدرتنا على منع العدو من تحقيق أهدافه، من خلال الجمع بين سلوك مدني مثالي ونظام دفاع جوي قوي جدًا. سنحدد متى سنجبي الثمن، ونظهر قدراتنا الهجومية الدقيقة والمفاجئة، وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي”؛ فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن “النظام الإيراني قد تجاوز الخط الأحمر؛ إسرائيل لن تسكت”.
وعقب انتهاء الهجوم، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، أن الجيش “لا يرصد تهديدات إضافية من إيران في هذه المرحلة”، وأكد تسجيل إصابات مباشرة في وسط وجنوب البلاد. وأفادت الطواقم الطبية بإصابة شخصين بجروح طفيفة جراء الهجمات، وقال هغاري إن “سلاح الجو سيواصل الليلة هجماته بقوة في أنحاء الشرق الأوسط”.
في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل، الثلاثاء، يأتي ردا على أغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله الأسبوع الماضي، وزعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، في تموز/ يوليو، وكذلك القائد في الحرس الثوري، عباس نيلفورشان؛ وقال الحرس الثوري الإيراني إنه “استهدف قلب الأراضي المحتلة (إسرائيل)”.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل كان “غير فعال” وتم “صده”. وأضاف خلال مؤتمر صحافي أنه “بناء على ما نعرفه في هذه المرحلة، يبدو أن هذا الهجوم صُدّ ولم يكن فعالا”، معتبرا الهجوم “تصعيدا كبيرا من جانب إيران”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن جميع أنظمة الدفاع عملت خلال الهجوم، وأن القيادة المركزية الأميركية كانت شريكًا وثيقًا في رصد واعتراض الصواريخ. وقال سوليفان إن الجيش الأميركي اعترض جزءًا من الصواريخ. وأضاف أن الولايات المتحدة ستناقش مع إسرائيل الخطوات المقبلة بشأن الرد على الهجوم، مشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة فخورة بالتعاون مع إسرائيل، وأوضحت أن الهجمات سيكون لها عواقب خطيرة”.
إيران أطلقت على إسرائيل ضعف ما أطلقته في أبريل
ووفقا للمعطيات الإسرائيلية فإن “حوالي 180 صاروخًا أُطلقت من إيران في عدة دفعات في تمام الساعة 19:31، مساء الثلاثاء على أهداف إسرائيلية”، وقال الجيش إنه “تم تنفيذ عدد كبير وفعّال من عمليات الاعتراض، مع تسجيل بعض الإصابات في وسط وجنوب اسرائيل”.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه “لم يتأثر أداء سلاح الجو أو الطائرات أو أنظمة الدفاع بأي ضرر”، وقال إن “سلاح الجو سيواصل الليلة شن هجماته بقوة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط”. كما زعم الجيش أن “إيران تدفع المنطقة نحو التصعيد”، مشددًا على أن “هذا الهجوم ستكون له عواقب، وسنتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية أمن إسرائيل”.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن الحرس الثورية أنه “بعد فترة من ضبط النفس، استهدفت إيران قلب الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ، عقب استشهاد (زعيم حركة حماس) إسماعيل هنية، وتكثيف هجمات النظام الصهيوني على لبنان وغزة، واستشهاد زعيم حزب الله، حسن نصر الله وعباس نيلفوروشان القائد بالحرس الثوري”.
وقال مسؤول إيراني رفيع إن إطلاق الصواريخ جاء بناء على أوامر من المرشد الأعلى، علي خامنئي، وأضاف المسؤول أن طهران “مستعدة تماما” للرد الإسرائيلي؛ فيما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أنه “بطبيعة الحال يجب أن تتحمل إيران عواقب هذا الهجوم” مضيفا “لن أخوض في طبيعة هذه العواقب، لكن ثمة أمور سننسقها مع نظرائنا الإسرائيليين”.
وأمر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجيش الأميركي بـ”مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها” في مواجهة الهجوم الذي تشنّه إيران و”إسقاط الصواريخ التي تستهدفها”، حسبما أفاد البيت الأبيض في بيان. وقال البيان إنّ بايدن ونائبه كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، يتابعان الهجوم الإيراني على إسرائيل من غرفة العمليات في البيت الأبيض.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن إيران أطلقت على إسرائيل ضعف ما أطلقته من صواريخ باليستية خلال هجومها الأول عليها في نيسان/ أبريل الماضي، وأوضح الناطق باسم الوزارة، باتريك رايدر، أن الهجوم “كان أكبر بمرتين على صعيد عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقوها”.
وأوضح الناطق باسم البنتاغون أن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية أطلقتا نحو 12 من الصواريخ الاعتراضية لاستهداف صواريخ إيرانية كانت موجهة صوب إسرائيل. وقال إنه لم يتم استخدام أي أصول عسكرية أميركية أخرى في المنطقة لإسقاط الصواريخ التي أطلقت كلها من داخل إيران.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا، الأربعاء، لمناقشة الهجوم الإيراني المباشر الثاني على إسرائيل خلال أقل من 6 أشهر؛ إذ كانت الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في 13 نيسان/ أبريل الماضي على اعتراض صواريخ إيرانية أُطلقت ردا على هجوم إسرائيلي دامٍ استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وقبل ساعات من الهجوم، حذر مسؤول كبير في البيت الأبيض من معلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران تستعد لشن هجوم على 3 قواعد عسكرية ومقر استخباراتي إسرائيلي في شمال تل ابيب، وأكد أن الولايات المتحدة كانت تستعد للمساعدة في إحباط الهجوم. في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها أرسلت ثلاث أسراب إضافية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل.
وفي أعقاب الهجوم، أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، تعليمات لسفراء إسرائيل في جميع أنحاء العالم بنقل رسالة مفادها أن “إسرائيل سترد بشدة على الهجوم الإيراني وستدافع عن مواطنيها”. وأضاف: “يجب على إيران أن تدفع ثمناً باهظًا جدًا على عدوانها ضد إسرائيل”.