بيروت – أ ف ب: شنّت إسرائيل، أمس، غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، قالت إنها استهدفت مخزن صواريخ لـ”حزب الله”، في ثالث ضربة على المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار، طلب على إثرها لبنان الطرفين الضامنَين للاتفاق، الولايات المتحدة وفرنسا، “إجبار” الدولة العبرية على وقف هجماتها.
ونفّذ سلاح الجو الإسرائيلي، أمس، غارة على حيّ الحدث عند أطراف الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقلاً لـ”حزب الله”، بعدما أنذر سكان المنطقة بإخلائها.
وأظهرت لقطات لفرانس برس تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود بعد الضربة وتناثر قطع من الحطام على ارتفاع شاهق. واندلعت النيران في المكان الذي دمّر بالكامل، بينما لحقت أضرار واسعة بمبانٍ وسيارات قريبة.
وعمل عناصر من فرق الإنقاذ والدفاع المدني على إخماد النيران، بينما استخدم آخرون جرافة لإزاحة الركام.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الطيران أطلق “ثلاثة صواريخ” على المكان، وهو عبارة عن “هنغار” (عنبر) بحسب قنوات محلية.
وقالت إسرائيل: إن الموقع مخزن أسلحة للحزب المدعوم من إيران، يحوي “صواريخ دقيقة”.
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: إنه بتوجيه من بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، “شنّ الجيش ضربة قوية على مخزن في بيروت حيث خزّن حزب الله صواريخ دقيقة، تشكل تهديداً كبيراً لدولة إسرائيل”.
وأضاف: إن إسرائيل “لن تسمح لحزب الله بتعزيز قوته أو خلق أي تهديد ضدها في أي مكان في لبنان”، متابعاً: “لن تكون الضاحية في بيروت ملاذاً آمناً لمنظمة حزب الله الإرهابية. وتتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة في منع هذه التهديدات”.
واعتبر الجيش أن “تخزين الصواريخ في هذا الموقع يشكل انتهاكاً صارخاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، ويشكل تهديداً لدولة إسرائيل ولمواطنيها”.
وهي المرة الثالثة تتعرض فيها الضاحية الجنوبية لضربة منذ وقف إطلاق النار. وقتل أربعة أشخاص في غارة نفذتها إسرائيل في الأول من نيسان، وأكدت حينها “القضاء” على القيادي في الحزب حسن بدير. كما أعلنت في 28 آذار شنّ غارة على موقع قالت إن “حزب الله” يستخدمه لتخزين المسيّرات.
وأدان رئيس الجمهورية، جوزيف عون، في بيان الغارة الإسرائيلية الجديدة.
وقال: “على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنَين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها”.
وحذّر من أن “استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها”.
وندد رئيس الوزراء، نواف سلام، بـ”مواصلة اسرائيل اعتداءاتها على لبنان وترويع الآمنين في منازلهم وهم التواقون للعودة إلى حياتهم الطبيعية”. وناشد رعاة الاتفاق “التحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية”.
وأتت ضربة الضاحية الجنوبية بعد ساعات على مقتل شخص في ضربة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة حلتا في جنوب لبنان، بحسب وزارة الصحة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “قضى” على “إرهابي” من “حزب الله” في تلك الضربة، كان يعمل “على إعادة ترميم قدرات المنظمة الإرهابية في المنطقة”.
ودعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، “جميع الأطراف إلى وقف أي أعمال من شأنها تقويض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701”.
