الداخل المحتل / PNN- تواجه إسرائيل تساؤلات حول الإستراتيجية العسكرية المقبلة بعد اغتيال الأمين العام “لحزب الله”، حسن نصر الله؛ وفي الوقت الذي يطرح فيه جيش الاحتلال إمكانية القيام بعمليات اجتياح بري في لبنان، يحذر مسؤولون في الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية من مغبة توقف العمليات، مما قد يسمح “لحزب الله” بإعادة بناء قدراته، وسط مخاوف من تفاقم التوترات على عدة جبهات، بما في ذلك تهديدات الحوثيين في اليمن.
ويعتقد المسؤولون في الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة “هآرتس”، أنه من الضروري مواصلة العملية العسكرية المتصاعدة في لبنان، ويرون أن هناك “نافذة زمنية محدودة لتنفيذ اجتياح بري”. ويعبر كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية عن خشيتهم من أن تقليص أو خفض قوة الهجمات في لبنان قد يتيح لإيران إعادة بناء قدرات “حزب الله”. كما يقدر الجيش أن اغتيال نصر الله قد يدفع زعيم “حركة حماس”، يحيى السنوار، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن صفقة الأسرى.
وفي هذا السياق، ألمح مسؤولان أميركيان إلى اجتياح بري إسرائيلي وشيك في لبنان، وقالا إن “عمليات صغيرة النطاق” أو “تحركات حدودية” داخل لبنان قد بدأت أو على وشك أن تبدأ، في محاولة لإبعاد قوات حزب الله عن الحدود، حسبما ذكرت شبكة ABC اليوم، الأحد.
وقال القائد السابق للدفاعات الجوية الإسرائيلية، الجنرال في الاحتياط دورون غابيش، في مقابلة أجراها صباح اليوم مع إذاعة 103FM الإسرائيلية، إن خيار الاجتياح البري للبنان يجب أن يدرس بجدية من قبل القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، وقال: “الاجتياح البري هو بالتأكيد خيار مهم، لا أستطيع القول إنه ضرورة، لكنني أعتقد أنه خيار يجب دراسته بعناية. السؤال هنا هو ما البديل؟ من الناحية العسكرية، لا شك أن الاجتياح البري هو الخطوة التالية”.
وبشأن التساؤل حول ما إذا كان اغتيال نصر الله سيؤدي إلى إنهاء المواجهة الحالية مع “حزب الله”، قال غابيش: “الأمور لم تنتهِ بعد. أهداف الحرب لم تتحقق، وبالتالي يجب أن تخدم التحركات هذه الأهداف. استغلال الفرصة يمكن أن يكون من خلال الخطوات العسكرية وكذلك الدبلوماسية، ويجب العمل على كلا الجبهتين بالتوازي. فيما يتعلق بالخطوات العسكرية، لا شك أننا في لحظة ضعف العدو، وهذا هو الوقت المناسب للضغط أكثر حتى نصل إلى النقطة التي يستسلم فيها”.
وبخصوص التهديد الذي يشكله الحوثيون من اليمن، دعا غابيش إلى الحفاظ على حالة التأهب؛ وقال: “في الأسبوع الماضي، شاهدنا كيف عملت جميع طبقات دفاعنا ضد هذه التهديدات. هناك استجابة لهذا التهديد حتى على المدى البعيد، ولكننا أيضًا قمنا بعملية هجومية. إذا استمروا في أفعالهم، قد يحدث لهم ذلك مرة أخرى”.
وبحسب صحيفة “هآرتس”، فإن الجيش الإسرائيلي “يرى أنه يجب استمرار العملية في لبنان، ويؤيدون أيضًا التوجه إلى مناورة برية، حيث يرون أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وفقًا للجيش، إذا توقفت العمليات القتالية في هذه المرحلة، ستتمكن إيران من إعادة بناء القدرات التي فقدها “حزب الله” بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين”.
وذكرت الصحيفة أن “المسؤولين في الأجهزة الأمنية يؤكدون أن الاستخبارات التي جُمعت عن لبنان في السنوات الأخيرة أفضل بكثير مما كان لدى إسرائيل عن قوات “حماس” في قطاع غزة. ويشيرون إلى أن العملية البرية في لبنان ستسمح لإسرائيل بتدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله، ما سيمكن من إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان”، واعتبروا أن “استمرار استهداف حزب الله سيُعيد ترميم قدرة الردع التي فقدها الجيش الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي”.