تل أبيب/PNN- يصل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى إسرائيل اليوم، الإثنين، بعد أربعة أيام من زيارة مشابهة لمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان. وبحسب تقارير أميركية، فإن هدف زيارة أوستن هو دفع إسرائيل إلى تقليص شكل الحرب على غزة، بحيث تنتقل من المناورة البرية الواسعة والقصف الجوي المكثف إلى التركيز على استهداف قوات حركة حماس وقيادتها.
إلا أنه لا يتوقع في إسرائيل أن ينجح أوستن في مهمته، وذلك لسببين وفقا لصحيفة “هآرتس”. والسبب الأول هو أنه سيكون من الصعب على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تفسير تقليص في شكل الحرب، من دون تحقيق “إنجازات واضحة”. وسيطالب قسم من الجمهور الإسرائيلي على الأقل بمواصلة الحرب بقوة شديدة حتى تحقيق “الأهداف” الإسرائيلية، وهي القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن والأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
ورغم المطالب الأميركية “بتقليص الحرب”، بدءا من منتصف الشهر المقبل، إلا أن نتنياهو يسعى نحو اتجاه معاكس وتمديد مدة الحرب بشكلها الحالي، بادعاء ضغوط يمارسها اليمين عليه، ولأن مصلحته الشخصية تستدعي تمديدها، في ظل تقديرات حول نهاية حكمه بانتهاء الحرب.
وتعتبر الإدارة الأميركية أن بإمكانها ممارسة ضغوط على إسرائيل، من خلال المساعدات الواسعة ونقل أسلحة وذخيرة إلى إسرائيل والتأثير على القرار الإسرائيلي بواسطة هذه المساعدات.
والسبب الثاني الذي لن يؤدي إلى نجاح مهمة أوستن وبالتالي تنفيذ مطلب إدارة بايدن “بتقليص” الحرب، وفقا للصحيفة، هو أن الانتقال إلى مرحلة أخرى من الحرب يستوجب استعدادات ميدانية ولوجستية واسعة، بينها شق شوارع ونشر نقاط ومواقع عسكرية.
وفي هذه الأثناء لا توجد مؤشرات على أن الحكومة والجيش في إسرائيل “يستعدان بجدية” للانتقال إلى مرحلة كهذه خلال عدة أسابيع وإنما تجري استعدادات هامشية، وفقا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن الحاخامية العسكرية تستعد حاليا لإمكانية قضاء قسم من الجنود الإسرائيليين لعيد الفصح اليهودي داخل قطاع غزة. ويصادف هذا العيد في الأيام الأخيرة من شهر نيسان/أبريل المقبل.
كذلك، فإن التوقعات في إسرائيل هي أن الحرب قد تتعمق وتتسع إلى مناطق أخرى في قطاع غزة. “والمشكلة هي أن تطورات كهذه تجري تحت سحابة أثمان الحرب التي تتفاقم. والتأييد الشعبي الكبير للمناورة البرية، الذي تزايد في البداية على خلفية الضربات التي تلقتها حماس، أصبح مجبولا الآن تدريجيا بالقلق والشكوك. ورغم توسيع العملية العسكرية والخسائر التي يتكبدها العدو، فإننا نقترب من واقع خطير بجمود حركة القوات”.