غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، اليوم السبت، إن “اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى لم يكن ليتحقق لولا صمود شعبنا الأبي”.
وأضاف حمدان خلال مؤتمر صحفي في بيروت، أن “الاحتلال لم ولن يفلح في تحرير أسراه بالقوة”، مشددا على أن “طوفان الأقصى ألحق بالاحتلال هزيمة استراتيجية وستستكمل عملية كتائب القسام حتى التحرير”.
وأكد أن “اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى، لم يكن ليتحقق لولا صمود شعبنا الأبيّ، وإفشاله مؤامرة التهجير، ولولا بطولة المقاومة التي أجبرت النازيين الجدد على النزول إلى شروطها”.
وأردف “كسر هذا الاتفاق المواقف التي أعلن عنها الاحتلال منذ بداية عدوانه، حول تحرير أسراه بالقوة، فهو لم ولن يفرج عن أحد من أسراه إلا عبر التفاوض مع مقاومتنا ودفع الأثمان اللازمة”.
وأشار إلى أن مشاهد إصرار أهلنا في قطاع غزَّة على العودة إلى بلداتهم ومنازلهم التي دمّرها الاحتلال هو امتداد لملحمة الصمود التي يصنعها هذا الشعب، إبطالاً وإفشالاً لكل المخططات التي تستهدف تهجيره عن أرضه.
وتابع أن “إجبار الاحتلال على الافراج عن 150 من النساء والاطفال من أبناء شعبنا في سجونه، إنما هو نتيجة لصمود وتضحيات ودماء شعبنا العظيم في قطاع غزة ،وثمرة بطولة كتائب القسام المظفرة ومقاومتنا البطلة.. وهي خطوة على طريق قرارنا في تبييض السجون وتحرير جميع أسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات”.
وشدد حمدان على أن “الدم والوجع والألم الذي أصاب شعبنا في قطاع، أصاب شعبنا في كل مكان، فدمنا واحد وألمنا واحد، كما أن فرحنا واحد بالإفراج عن أسرانا.. من النساء والأطفال الذين كان هتافهم للمقاومة ورئيس أركانها الأخ المجاهد محمد الضيف، تعبيراً حقيقياً عن الالتفاف الجماهيري حول المقاومة، واستفتاءًا شعبياً عن اختيار شعبنا لمشروع المقاومة سبيلاً لتحرير الأرض والمقدسات”.
وأوضح أن “طوفان الأقصى ألحق بالاحتلال هزيمة استراتيجية، نفسياً، وعسكرياً، واستخباراتياً، وإنَّ كتائبنا المظفرة وسائر فصائلنا المقاومة ستبقى الدرع الواقي والمدافع عن شعبنا حتى تستكمل فصول هذه الهزيمة بدحر الاحتلال والعدوان، قريباً بإذن الله”.
وأكد “التزامنا بتنفيذ وإنجاح الاتفاق الذي تمَّ برعاية قطرية مصرية مشكورة ومقدّرة، طالما التزم العدو بتنفيذه”.
ولفت إلى أن “الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ كامل البنود والمعايير في اتفاق الهدنة، سواء بخصوص الخروقات الأمنية وإطلاق النار على أبناء شعبنا، أو عدد شاحنات الإغاثية المفترض وصولها لشمال القطاع، أو التلاعب بأسماء ومعايير الإفراج عن الأسرى من النساء والأطفال، مما يعرض الاتفاق للخطر، وقد أبلغنا الوسطاء بهذه التجاوزات لتحمل مسؤولياتهم”.
ورحب حمدان بـ”استمرار كل المساعي والجهود لإنهاء العدوان الصهيوني على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا وأسرانا، والرفع الكامل للحصار الجائر عن قطاع غزَّة، وتمكين شعبنا من ممارسة كافة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير”.
وجدّد “الرفض القاطع لكل المواقف التي تدعو لمشاركة قوات دولية في إدارة غزَّة، ونؤكّد أنَّ هذه المخططات الخبيثة ستتحطّم على صخرة صمود شعبنا”.
وقال: “لكل أولئك الذين يناقشون وضع غزَّة ما بعد عدوان الاحتلال: وفرّوا عليكم وقتكم وجهدكم وتفكيركم وأحلامكم، فغزّة ستكون هي غزَّة العزَّة، كما كان على مدار التاريخ: فلسطينية أبيَّة شامخة طاردة لكل الغزاة”.
وأردف “تكشّف أمام العالم في اليوم الأوَّل لاتفاق الهدنة حجم الدمار الهائل في كامل قطاع غزّة، فهذا العدو النازي دمّر بوحشيّة وهمجية كل مظاهر الحياة الإنسانية، في حرب إبادة جماعية،بدعم وغطاء أمريكي.
هذه الجرائم تعدّ الأبشع في العصر الحديث، ويندى لها جبين البشرية”.
وزاد أنَّ “حصار الاحتلال النازي لمستشفيات قطاع غزَّة، على مدار أسابيع متتالية، وقيامه قبل دخول الهدنة موضع التنفيذ بقصفها بشكل همجي، وتدمير أقسامها وأجهزتها الطبيّة، وإخراجها عن الخدمة، يعدّ جريمة حرب متكاملة الأركان، تستهدف إبادة شعبنا وتهجيره”.
وأشار”لقد بدء أهلنا في قطاع غزَّة، الصَّابرون المرابطون، فور بدء سريان اتفاق التهدئة، في تضميد جراحهم، ودفن شهدائهم، والبحث عن المفقودين”.
ودعا “دول العالم إلى تكثيف كل أشكال الدَّعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، وإدخال المستشفيات الميدانية في كل التخصّصات الطبية، لتضميد جراح شعبنا، ومسح آثار العدوان، وتعزيز صمود أهلنا في قطاع غزّة”.
وطالب حمدان “دول العالم إدانة جرائم الاحتلال ضد مستشفيات غزة، واعتقال الكوادر الطبية وعلى رأسهم الدكتور محمد أبو سلمية مدير مشفى الشفاء. ونطالب بالضغط على الاحتلال للافراج الفوري عنهم..
ونوجه كل التحية والاعتزاز بكل كوادرنا الطبية الذين صمدوا في المشافي مع المرضى والمصابين وعرضوا انفسهم للخطر، التزاماً بواجبهم الوطني والأخلاقي مع مرضاهم وأبناء شعبهم”.
ودعا “أمتنا العربية والإسلامية، قادة وحكومات ومنظومات، إلى إطلاق وتسيير جسور جويّة إغاثية متواصلة، توفّر مقوّمات الصمود لشعبنا في قطاع غزَّة، وخصوصاً في المجال الطبّي والوقود والغاز”.
كما دعا الأمم المتحدة ووكالة الأونروا والمنظمات الصحيّة والإنسانية والإغاثية الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية، والتحرّك بكل عاجل ومستمر لتوفير كل المتطلبات والحاجيات الأساسية لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني في كل مناطق قطاع غزَّة، شمالاً وجنوباً.
ودعا المؤسسات الطبية والإعلامية والإغاثية، في أمتنا وفي العالم، إلى زيارة قطاع غزَّة والوقوف على حجم الدمار والإجرام الصهيوني منذ 50 يوماً، والعمل ضمن خطط عاجلة لدعم صمود شعبنا على أرضه.
ورحّب بكل التحرّكات الدولية لإحالة جرائم الاحتلال الفاشي ضدّ قطاع غزَّة لمحكمة الجنايات الدولية، والعمل على عدم إفلات هذا العدو النازي من العقاب على جرائم الحرب المُمنهجة التي يرتكبها ضد شعبنا.
وحيا كل الجماهير العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم الذين يواصلون حراكهم وفعالياتهم التضامنية مع قطاع غزَّة وشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، هذه الحشود الجماهيرية التي عبّرت عن عدالة قضيتنا ومشروعية نضال شعبنا في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير.
ودعاهم إلى الاستمرار فيها وتصعيدها بكل الوسائل، وفي كل الساحات والميادين وأمام السفارات الأمريكية والدول الغربية الداعمة للاحتلال، والضغط عليها لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا.
وثمّن وقدّر القيادي في حماس كل المواقف السياسية والدبلوماسية، من الدول العربية والإسلامية والأفريقية، وبعض الدول الأوروبية، التي كان آخرها موقف رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا؛ المعبّرة عن دعمهم لشعبنا الفلسطيني، والرّافضة لعدوان الاحتلال وجرائمه بحق أهلنا في قطاع غزَّة، والمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية فك الحصار عن قطاع غزَّة وإنهاء الاحتلال.