الداخل المحتل / PNN- توقعت صحيفة “التايمز” أن يقود الصراع المتصاعد بين إسرائيل و”حزب الله”، في ضوء الهجمات والاغتيالات الأخيرة، إلى حرب واسعة ستكون الأولى منذ عام 2006، وهو ما وصفته بالسيناريو الأخطر، من بين 3 سيناريوهات متوقعة.
وقال التقرير إنه على الرغم من أن حرب 2006 انتهت دون تحقيق النصر بينما اضطر المدنيون الإسرائيليون إلى الاحتماء لأسابيع من صواريخ “حزب الله”، إلا أن الحرب، التي دمرت البنية التحتية اللبنانية، ساعدت في ردع “حزب الله” وكسبت إسرائيل السلام على حدودها الشمالية حتى أكتوبر الماضي، عندما بدأ “حزب الله” حملة من الهجمات الصاروخية لدعم “حماس” في غزة.
ورأى التقرير، نقلا عن إران عتصيون، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن 3 سيناريوهات يمكن أن تتكشف في الأيام المقبلة بين إسرائيل والميليشيا اللبنانية.
استمرار المناوشات
وأول هذه السيناريوهات هو استمرار الطرفين بما كانا يفعلانه خلال الشهور الماضية، لكن بوتيرة أعلى وأشد كثافة، حيث اتبعت الأشهر العشرة الماضية من الصراع إلى حد كبير بعض القواعد الأساسية، ويقوم “حزب الله” بكبح إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل ذي الكثافة السكانية المنخفضة ويتجنب المدن الكبرى مثل حيفا وتل أبيب، في حين تقوم إسرائيل باحتواء عملياتها الانتقامية في الجنوب ووادي البقاع، ومعاقل الحزب في وسط لبنان.
وأشار حسن نصر الله، أمين عام “حزب الله”، هذا الأسبوع إلى أن الاتفاق غير المعلن قد انهار بعد أن فجرت إسرائيل الآلاف من أجهزة الاتصالات المفخخة التي يستخدمها عناصر الحزب، ما أسفر عن مقتل العشرات وأذل الميليشيا بشدة، وفق التقرير.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن السيناريو الثاني يتمثل في ذهاب إسرائيل إلى عملية أوسع مع غزو محدود.
وقال عتصيون: “يمكن لإسرائيل أن تقرر الاستفادة من نجاحها الأولي ومحاولة تغيير قواعد اللعبة وتهيئة الظروف لتسوية محتملة يمكن بموجبها لسكان الشمال العودة إلى منازلهم”.
وتابع أنه “يمكن لإسرائيل أن تشن عملية أوسع نطاقاً، بما في ذلك غزو محدود للبنان، على أمل أن تمارس ضغطاً كافياً على “حزب الله” لتغيير موقفه في المفاوضات”.
وأشار التقرير إلى أنّ إسرائيل تُطالب أن يسحب “حزب الله” مقاتليه إلى الجانب الشمالي من نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، تماشيًا مع قرار الأمم المتحدة الذي دعا إلى وقف إطلاق النار عام 2006.
السيناريو الأخطر
وأوضح التقرير أن السيناريو الثالث، الذي يمكن اعتباره الأخطر، يتمثل في شن حرب شاملة لتدمير “حزب الله”، القوة المتمرسة في القتال والتي تمتلك ترسانة تزيد على 150 ألف صاروخ وقذيفة، وإلحاق الضرر بمؤيديه الإيرانيين.
وقال عتصيون إن “هناك في إسرائيل، اليمين المتطرف في الحكومة، الذي يرى ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية فرصة تاريخية للقضاء على تهديد “حزب الله” وربما حتى توجيه ضربة خطيرة لإيران”.
وأكد التقرير أن “العقول الراجحة في إسرائيل ترى السيناريو الثالث غير واقعي وصعب التحقيق وينطوي على مخاطر كبيرة”، ودعت الجيش الإسرائيلي إلى “الاستمرار في التركيز على غزة وتجنب التصعيد غير المدروس مع حزب الله” وفق قولها.