أبو مرزوق: واثقون بنصر الله والتعاون مع حماس دعم للعدالة والحق

المركز الفلسطيني للإعلام

وصف الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدعم الغربي للعدوان الصهيوني على غزة بـ “تحالف الشر الذي يريد طمس حقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة استهداف النساء والأطفال”.

واعتبر أبو مرزوق في حوار مع صحيفة “الشرق” الكويتية أن من يتعاون مع حماس يتعاون مع العدالة ويسعى إلى إنصاف المستضعفين، وقال: من يريد أن يكون إلى جانب الإنسانية عليه أن يكون إلى جانب المظلوم، وليس إلى جانب الظالم.

وفيما يلي نص الحوار:

هل المقاومة قادرة على التصدي للهجمات الشرسة للعدو؟

نحن استجبنا لقول الله «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» فراكمنا القوة قدر الاستطاعة، وبنينا مقاتلين عبادًا لله أولي بأس شديد، وأعدت المقاومة خطّتها الدفاعية للذود عن غزة، وبفضل الله المقاومة بخير وخطتها الدفاعية بخير، وستبذل جهدها لصد العدوان الإسرائيلي الغربي.

والمقاومة هي من هذه الأرض، وستقاتل وستدافع عن هذه الأرض، أما الغرباء فستلعنهم الأرض وتلفظهم، وسيشهد جيش الاحتلال هزيمة أخرى على أعتاب غزة بإذن الله.

هذه المقاومة انهت اسطورة الجيش الأقوى في المنطقة وجعلته موضع استهزاء أمام حلفائه مما جعلهم يهرعون لمساعدتهم ويديرون المعركة بأنفسهم.

ما الذي تقوله لمن يتهم حماس بأنها السبب في إشعال الحرب؟

من يقول بأن حماس هي من أشعلت الحرب، فهذا استخفاف غير مقبول، فمن أشعل الحرب هو من احتل الأرض، ومن دنّس المقدسات، وأدخل إليها سفلة الأرض، ومن يعمل ليل نهار على تهويد المسجد الأقصى ليبني على أنقاضه الهيكل، فهل ظن الناس بأننا بلا كرامة حتى نرى المسجد يُهدم أمام أعيننا دون أن نحميه بأرواحنا؟ وهل ظن الناس بأننا خذلنا آلاف الأسرى وبعضهم جاوز الأربعين عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟ حتمًا سنقاتل، وحتمًا سننتصر بإذن الله، والاحتلال للأرض الفلسطينية قبل تأسيس حركة حماس عام 1987م، والجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا لم تنقطع يومًا، بل هي مستمرة منذ ما قبل قيام الكيان الإسرائيلي.

وحماس هي امتداد لمقاومة الشعب الفلسطيني التي بدأت أواخر القرن التاسع عشر، والمقاومة هي السلوك الطبيعي لأي شعب وقع تحت احتلال، ولا نصر دون مقاومة، والنصر حليفنا بإذن الله. لكن المؤسف أن هنالك صهاينة بين العرب ينطقون بلسانهم ولا يشعرون بآلام شعب تحت الحصار وتحت الاحتلال ويريدون لهذا الشعب أن يستسلم ولا يقاوم وأن يفقد كرامته نظير اشباع بطنه.

ما رأيكم في مطالبات أمريكية أوروبية للدول العربية بتصنيف حركة المقاومة بحركة إرهابية؟

هذه طلبات سخيفة، وهي استمرار للتعالي الأمريكي علينا كعرب، ولقد حانت الفرصة لقول «لا» لأمريكا، ورفض هذه التصنيفات، فالمقاومة هي في قلب كل عربي، وفي قلب كل مسلم، وإذا أرادوا اقتلاعها فعليهم اقتلاعها من قلوب الأحرار، ولن يستطيعوا بإذن الله. لقد دأبت القوى الاستعمارية تصنيف المقاومة بالإرهاب مثلًا غاندي في الهند وماندلا في جنوب افريقيا وبن بلا في الجزائر، ولكن لا يوجد إرهاب كإرهاب الاحتلال ضد شعوب تحت سيطرتهم كفلسطينيين.

هل لديكم مخاوف من تخلي الدول العربية عن حماس؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل بيت المقدس «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله». ولهذا لا يخيفنا التخلي أو الخذلان، فوعد الله لنا بالنصر، والذي يتخلى عنا فهو يخسر نفسه، ويشطب نفسه من قوائم الشرف، فهذه معركة مباركة، بدأت باسم الله، وستنتهي بنصر الله. أما موقف الدول العربية، فهو أدنى من المطلوب.

ما حقيقة الدعم الإيراني لكم؟

طوال السنوات الماضية قدّمت لنا إيران دعمًا عسكريًا وتقنيًا وماليًا لا يخفى على أحد، ويعلم ذلك القريب والبعيد، ونحن ندعو الشعوب والدول العربية والإسلامية لتقديم مزيد من الدعم، فهذه معركة الجميع، والقدس هي للجميع وليست للفلسطينيين وحدهم.

ما المطلوب الآن من الدول العربية وشعوبها لإيقاف هذه الهجمات الشرسة؟

يجب أن تضغط الشعوب والدول العربية على الولايات المتحدة، والضغط عليها في مصالحها في المنطقة، كما فعل الملك فيصل رحمه الله في حرب 1973 وشعوبنا قادرة وليست عاجزة، وإذا ما شعرت الولايات المتحدة بأن مصالحها في المنطقة هي موضع تهديد فإنها ستعيد حساباتها لصالح لجم العدو الإسرائيلي. أما العمل في إطار الأمم المتحدة، فبلا جدوى، ولا يأخذ به العدو في حساباته. وهنالك علاقات مع عدد من الدول العربية والإسلامية فلابد من قطع العلاقات مع قتلة الأطفال والنساء.

هل كان متوقعا لديكم من أن دائرة الصراع ستتوسع بتدخل حزب الله مثلا وهل خيبت أمالكم ردود الأفعال؟

قدّم حزب الله 40 مقاتلاً منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وهم يقومون باستهدافات مركّزة لمواقع الجيش الإسرائيلي في شمال فلسطين، ولهذا أثر مهم في تشتيت موارد الجيش البشرية والماديّة، ويعقد حسابات الحرب البرية في قطاع غزة، والمعركة تتسع للجميع، وبلا شك فإن مزيدا من الانخراط سيؤدي إلى مزيد من الخسائر لدى العدو الذي يمر بمرحلة وهن استراتيجي، واتساع الصراع من فلسطين إلى صراع إقليمي احتمالاته كبيرة وإن كان هذا مخالفا لما تريده أمريكا، فليس من مصلحتها أن تتسع الى حرب إقليمية واذا ما كانت فلا أحد يعلم حدودها.

ما الذي تحقق في موسكو؟ وهل هي قادرة على لعب دور سواء الآن أم ما بعد الحرب؟

تتمتع موسكو بمكانة دولية، وموقفها رافض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتقوم الدبلوماسية الروسية بدور نشط في وقف العدوان الإسرائيلي، ونرى أنها طرف قادر على لعب دور سياسي سواء أثناء هذه المعركة أو بعدها، ونحن نرى أن دورها مهم في تقليل أثر الدور الأمريكي المنحاز مع الاحتلال حد التماهي.

موسكو قدمت خدمة كبيرة لشعبنا الفلسطيني بأن لا توصف المقاومة بالإرهاب، وألا تجرم حركة حماس بسبب نضالها من أجل تحرير شعبها والعودة إلى الوطن، وأن زيارة وفد الحركة كان كذلك لتقديم الشكر على هذا الموقف. كما أن موسكو تريد أن تلعب دورا في قضية المحتجزين المدنيين في قطاع غزة، وحاولت منذ بداية الحرب أن تدخل على هذا الخط، لكن إسرائيل لم ترحب بالدور الروسي.

ما حقيقية التهجير القسري؟

هنالك مخططات كبرى لأجل تصفية القضية الفلسطينية، وخطوتها الأولى تهجير أكثر من نصف سكان قطاع غزة نحو الجنوب ثم نحو سيناء، ومن ثم سيذهبون نحو تهجير الضفة الغربية التي هي جزء من عقيدة اليمين الإسرائيلي، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية من وجهة نظرهم، للدول العربية دور مهم في إحباط هذا المخطط، ولا شك أن بعض الأطراف ترى في استهداف العدو للمقاومة فرصة للتخلص منها، لكن هذه الأطراف هي الخاسرة إذا ما انكسرت المقاومة لا قدر الله.

كيف تصفون الوضع بالداخل وعدد الشهداء الذي يرتفع يوميا في ظل الهجمات الشرسة؟

الجيش الإسرائيلي انفلت من عقاله، وهو يستهدف المدنيين بشكل عشوائي، ولا يوجد حرمة لمسجد أو مستشفى أو كنيسة، وجميع من في غزة بمثابة أهداف مشروعة، ونحن كُنا نحصي عدد الشهداء وأصبحنا نحصي عدد المجازر، وبإذن الله سنستمر في المقاومة حتى نلجمه، ونعيده صاغرًا بإذن الله. ونحن ندفع ثمن حرية الشعب والأرض والمقدس، ومن أجل ذلك ترخص الدماء في سبيل الله.

البعض يتحدث عن أن سكان غزة ليسوا راضين عما قامت به حماس ما مدى صحة ذلك؟

أهل غزة هم جند الله في الأرض، فرغم أن الموت يحيط بهم من كل جانب، ورغم أنهم يرون بيوتهم التي شيّدوها بعد شقاء السنين تنهار أمام أعينهم، أو يفقدون فلذات أكبادهم نتيجة العدوان الإسرائيلي، فتراهم صابرين ويحتسبون ما أصابهم عند الله، ورغم ما يتعرضون له من قسوة، إلا أنهم يخرجون ويعلنون دعمهم للمقاومة، وفي الحقيقة للمقاومة جناحان، جناح مقاتل، وهم الجناح الآخر، والسؤال الذي يطرح نفسه هل وجدت أحدًا ينتقد المقاومة وانجازاتها والجميع يقول ثمن فدا المقاومة وأن ما فعلته حماس يفخر به كل فلسطيني وستبقى تدافع عن شعبنا ونقهر عدونا.

هناك دول عربية ومنها الكويت وقفت إلى جانب المقاومة ما المطلوب منها؟

نحن نقدّر مواقف سمو أمير الكويت وولي عهده والشعب الكويتي الشقيق، وأهل غزة بحاجة إلى مزيد من المواقف الرافضة للعدوان، وأن تبادر دولة الكويت الشقيقة بالإعلان عن إعادة إعمار الأحياء التي دمرها العدوان، فحجم الدمار هائل، وخسارات المواطنين أكبر من أن تحصى، وأقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الذين يدافعون عن كرامة الأمة، أن تعزز الدول العربية صمودهم، وللكويت تاريخ من الأيادي البيضاء.

 

المحتوى ذو الصلة