[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أحدثت جريمة الااغتيال الصهيونية لأبناء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية الثلاثة وعددا من أحفاده، صدى وتفاعلا على نطاق واسع.
وقال هنية تعليقا عن خبر استشهاد أبنائه الثلاثة وأحفاده “أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الـ3 وبعض الأحفاد، بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا”.
لم يبرحوا المخيم
وأضاف “أبنائي الشهداء حازوا شرف الزمان وشرف المكان وشرف الخاتمة، أبنائي ظلوا مع أبناء شعبنا في قطاع غزة ولم يبرحوا القطاع، وما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء، شأنهم شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم”.
وفي تعقيب لها على خبر استشهاد أبناء هنية، قالت الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر: “هم لا يقدمون فقط أرواحهم في سبيل الله قبل الجند، بل يبذلون أبناءهم ومهج فؤادهم أيضا، وهذا حال معظم قادة الصف الأول.. رحم الله أبناء وأحفاد رئيس الحركة، أبي العبد هنية، الذين استشهدوا اليوم في غزة في غارة صهيونية إجرامية.. وربط على قلب والديهم وصبرهم وأحسن عزاءهم.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
ويرى الكاتب محمود الرنتيسي أن “الحقيقة ظهرت اليوم بشكل واضح باستشهاد أبناء إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ وسط أبناء شعبهم.. حيث كانت وسائل الاعلام الاسرائيلية وبعض الوسائل العربية التي تديرها اسرائيل تروج ان ابناء اسماعيل هنية يعيشون في فنادق خارج فلسطين.
الدماء المتساوية
وقال الكاتب في مقال له بعنوان: “اغتيال أبناء هنية.. حماس ومفهوم الدماء المتساوية” إن حادث الاغتيال هذا، تأكدت قاعدة متجددة لطالما عرفت حركة المقاومة الإسلامية حماس بها، وهي قاعدة الدماء المتساوية، واندماج قادتها وأبنائها مع أبناء الشعب الفلسطيني، وقد أثبتت الحركة ذلك خلال مسيرة نضالها.
وتابع الكاتب: تتميز حركة حماس بالتطبيق العملي لمفهوم الدماء المتساوية، وتكاد تبرز كحالة ساطعة حتى على المستوى العالمي، بهذا الكَم الكبير من التضحيات والتي تصل ربما لمئات من قادتها من الصف الأول وأبنائهم دون التراجع عن هذا الطريق.
وقد كان نائب رئيس حركة حماس، صالح العاروري الذي استشهد خلال معركة “طوفان الأقصى” يؤكد هذه المعاني، بقوله:” نحن لا نختلف عن كل أبناء شعبنا، نحن جزء من هذه المقاومة ويمكن أن نكون جزءًا من الثمن”.
وأضاف الرنتيسي: أظهر موقف هنية الأوّلي الثباتَ الانفعالي لقيادة الحركة في الأوقات الحرجة، ونضج هذه القيادة وقدرتها على تحمل مثل هذه الأخبار، وهذا مؤشر مهم للحاضنة الشعبية، بأن القيادة لا تخضع للابتزاز، وهذا أمر آخر من شأنه أن يضيف إلى الشعور بالثقة في اتخاذ القيادة للقرارات الصائبة.
دلالات الاغتيال
وفي سياق متصل، أكد مدير مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي أحمد الطناني، إن “هنية وعائلته تحملوا الكثير من المزايدات خلال الأشهر القليلة الماضية، لكنهم تعاملوا معها من منطق أن من يتصدر العمل العام معرض للانتقاد والمزاودة، وحتى أكثر من ذلك.. وهذا سلوك مهم أمام قدسيات الزعماء في منطقتنا وعائلاتهم”.
وتابع: “استشهاد أبناء هنية وأحفاده في مخيم الشاطئ، إشارة واضحة إلى أنهم رفضوا النزوح لا من غزة ولا حتى من المخيم المدمر والمهدم، وجاعوا مع أبناء شعبهم وارتقوا شهداء ضمن شهداء حرب الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “الثبات والصمود التي اتسم بها هنية لحظة استقبال الخبر والخطاب المتماسك والمتزن الذي قدمه في مقابلته مع فضائية الجزيرة القطرية، يعكس إيمانا حقيقيا وعقيدة راسخة”.
وختم بقوله: إن “اللحظة التاريخية الحساسة، بالتزامن مع مرور مفاوضات التهدئة بعنق الزجاجة.. فإن هذه التضحية التي أرادها الاحتلال عقابًا ستزيد مفاوضي المقاومة تماسكًا أولًا، كما تزيدهم شرعية عُمدت بدماء أبنائهم مع أبناء شعبهم”.
إفلاس الاحتلال الصهيوني
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي، محمد القيق، إنه باغتيال أبناء هنية وأحفاده أعلنت “إسرائيل” نفاذ ذخيرة الإشاعة وهي “سلاحها الاستراتيجي لتشويه صورة المقاومة وقياداتها”.
وتابع “مزاعم الاحتلال أنهم (أبناء هنية) أعضاء جناح عسكري وفي منطقة مدمرة، فإن اغتيالهم نسف للإشاعة أنهم أول الفارين والمتنعمين برغد الدنيا”.
لكن الأهم، وفق القيق، أن “إسرائيل أدركت أن ارتدادات الاغتيال كبيرة جدًا لصالح هنية وحركة حماس، والمقاومة عمومًا، وأن حدث الاغتيال قد رفع أسهم ورصيد المقاومة لدى الجمهور الفلسطيني والعربي وأنصار القضية الفلسطينية، إضافة لرفع رصيد قيادة المقاومة لدى جمهور قطاع غزة، الذي يعاني الذبح والقتل والتجويع يوميًا ويعاني أبناء القيادة ذات الوضع”.
وتابع: “بالتالي يعمد الآن جيش الاحتلال ووسائل الإعلام العبرية إلى محاولة التقليل من حجم الحدث وتحويله إلى استهداف تكتيكي ضمن العمليات المعتادة باستهداف نشطاء المقاومة، وعدم نسب الأمر أنه استهداف مباشر لهم، لأنهم أبناء هنية، متناسيا أن في الأمر فخرا مضاعفا أن أبناء القيادة هم مقاتلون يؤدون واجبهم الوطني جنبا إلى جنب مع رفاقهم في ميادين القتال”.
“}]]