الداخل المحتل / PNN- حالة من الترقب تسيطر على منطقة الشرق الأوسط بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل، والكشف عما تخطط له الإدارة الأمريكية حول مقترحات الحلول في قطاع غزة ولبنان والأهم إيران، خاصة أن الإعلام العبري اعتبر زيارة بلينكن تأتي قي سياق الضغوط على تل أبيب، لاحتواء مثلث “حماس وحزب الله وإيران”، وإعادة الرهائن، ومناقشة اليوم التالي للحرب في غزة.
صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، لم تخف الانطباع، أن رحلات وزير الخارجية الأمريكي إلى تل أبيب، لم تبشر بالخير عموماً، “إذ ترى إسرائيل مطالبه بخصوص احتواء الأزمات، تأتي لكبح النصر الذي حققه جيش الاحتلال في كل الجبهات القتالية، وكذلك الحال بالنسبة للمستوى السياسي”.
وتقول الصحيفة إن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالذات يرى دائماً أن مطالب وزير الخارجية الأمريكي في كل زيارة، هي لـ”كبح نصره”، في إشارة لعدم تنازله عن شيء يعتبره نصراً للعدو.
وترى الصحيفة الإسرائيلية، أنه تم بالفعل توضيح الخطأ الفادح في بيان البيت الأبيض قبل هبوط بلينكن من قبل حكومة الاحتلال، والذي يتمثل، بضرورة إنهاء الحرب في غزة، واسترجاع الرهائن، وزيادة معدل المساعدات لسكان القطاع.
وأردفت الصحيفة:”بعد إحدى زيارات بلينكن، ذكر أحد كبار الإسرائيليين حقيقة أن بلينكن يهودي، ولكنه أعرب عن أسفه لهذه الحقيقة، لأنها لا تخدم مصلحة الشعب اليهودي في وقته الصعب الذي يمر به”.
وهذه المرة أيضاً، في إسرائيل، لا يستعدون لاستقبال الوزير الأمريكي اليهودي، كما لو كان صديقاً، بل يعتبرونه فيما يبدو يحمل تهديدات بترتيبات محتملة، قد تجعل الحكومة الإسرائيلية تتنازل عن بعض مكتسباتها في الحرب التي تخوضها على الجبهتين الشمالية والجنوبية، ووأد الرد الإسرائيلي على إيران، وفق “يسرائيل هيوم”.
ومن أجل الاستعداد لذلك، تقرر في جلسة مجلس الوزراء، التي استمرت حتى الساعات الأولى من الليل، أن يقوم وزير الشؤون الإستراتيجية في إسرائيل رون ديرم وكونه خدم سفيراً في الولايات المتحدة الأمريكية، بتنسيق التعامل مع الرد على الإنذار الأمريكي مع بلينكن، حول زيادة المساعدات الإنسانية لشمال قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، وصلت رسائل ومحادثات لبنيامين نتنياهو من البيت الأبيض مؤخراً، ويحملها بلينكن أيضا، تدعو لإعادة نسبة المساعدات المقدمة إلى شمال قطاع غزة إلى نصابها خلال 30 يوماً.
ووصف أحد وزراء حكومة نتنياهو، هذا المطلب بـ “الفشل الأكبر” خلال العام الجاري؛ لأن تنفيذه يعتبر تعزيزاً لقوة “حماس”، وفق “يسرائيل هيوم”.
وبحسب ” “إسرائيل هيوم”، يبدو أن هناك قرارات يفضل نتنياهو تأجيلها، بعد الانتخابات الأمريكية، لاحتمال وصول رئيس أكثر تساهلاً مع التوجه الإسرائيلي إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.
وفي لقاءاته مع رئيس الوزراء ووزير الجيش يوآف غالانت والرئيس إسحاق هرتسوغ وعائلات المختطفين، خلال زيارته لإسرائيل، سيعرض بلينكن عليهم مطالب الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بأداء الاحتلال الحالي في غزة ولبنان وإيران، وسيكون التركيز على وقف إطلاق النار في غزة، وفق الصحيفة.
وفيما يتعلق بمسألة سيطرة “حماس” على غزة، لم تحقق إسرائيل أي تقدم في هذا المجال خلال العام الماضي، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالذراع العسكري “لحماس”.
وعلى الرغم من دراسة أنواع مختلفة من الحلول، إلا أنه لم يتم العثور حتى الآن على طريقة تستطيع إسرائيل من خلالها التحكم بنقل المساعدات والإضرار بحكم “حماس”، لأن الجيش غير معني بتولي القيادة في هذا الشأن، ومحاولات المستوى السياسي إسنادها إليه باءت بالفشل.
إلا أن أحد الحلول التي يتم النظر فيها، هي نقل المساعدات من خلال شركات خاصة أجنبية، مع سيطرة جيش الاحتلال عسكرياً على القطاع، بالإضافة إلى إمكانية نقل السيطرة إلى دولة عربية، أو دمج السلطة الفلسطينية في غزة في اليوم التالي للحرب، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
لكن شركاء نتنياهو في الائتلاف يعارضون ذلك بشدة، لأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لم يدن حرب “حماس” بشكل واضح وجلي، ولكن في غزة قد يسود الحل القائم، إذا زادت الضغوط الأمريكية أو إرجاؤها وفقاً لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.
وبحسب الصحيفة، يبدو أن موعد الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة، أصبح هدفاً واقعياً للقرارات المتخذة في المنطقة، من الهجوم على إيران، مروراً بالتأخير في اتخاذ قرارات مهمة في قضية غزة، وكذلك سيناريو جنوب لبنان، وانتهاءً بالمطلب الأمريكي، حول وضع حد للهجوم الإسرائيلي على “UNRA”.